سليم …المدارس الفكرية في الإدارة.. رحلة تطور الفكر الإداري عبر العصور

كتبت شيماء نعمان
الإدارة ليست علمًا جامدًا بل منظومة متطورة تعكس تطور الفكر الإنساني وتنوع البيئات التنظيمية عبر العصور. ومن هنا، ظهرت عدة مدارس فكرية ساهمت في تشكيل الفلسفة الإدارية الحديثة، حيث جمع كل منها بين النظرية والتطبيق، وسلط الضوء على زوايا مختلفة لإدارة المنظمات. وفيما يلي أبرز هذه المدارس:
المدرسة الكلاسيكية (CLASSICAL SCHOOL)
ظهرت في بدايات القرن العشرين، على يد رواد مثل فريدريك تايلور، هنري فايول، وماكس ويبر. ركزت هذه المدرسة على الكفاءة، التسلسل الهرمي، والتخصص بهدف تعظيم الإنتاجية وتقليل التكلفة. وتعتبر حجر الأساس للفكر الإداري الحديث.
المدرسة السلوكية (BEHAVIORAL SCHOOL)
ظهرت كرد فعل للمدرسة الكلاسيكية، وركزت على العنصر البشري بقيادة مفكرين مثل مايو، ماسلو، ومكجريجور. دعت إلى تحسين بيئة العمل، وتحقيق الرضا الوظيفي، وبناء علاقات إنسانية قوية لتحفيز العاملين وزيادة الإنتاجية.
مدرسة الإدارة الكمية (QUANTITATIVE SCHOOL)
اعتمدت على التحليل الرياضي والنماذج الإحصائية في اتخاذ القرارات. وبرزت بقوة خلال وبعد الحرب العالمية الثانية، خصوصًا في الشركات الكبرى والمؤسسات التي تعتمد على البيانات والتحليل الدقيق.
مدرسة النظم (SYSTEMS SCHOOL)
نظرت للمؤسسة كـ نظام مترابط يعتمد على تكامل الأجزاء وتفاعلها مع البيئة الخارجية. أبرزت أهمية فهم العلاقة بين الإدارات والأنظمة الداخلية والخارجية لتحقيق أهداف المنظمة بكفاءة.
مدرسة الطوارئ (CONTINGENCY SCHOOL)
رفعت شعار: “لا توجد طريقة إدارة واحدة صحيحة دائمًا”، فدعت إلى المرونة والتكيف حسب الموقف. وأكدت أن القادة الناجحين هم من يغيرون أسلوبهم الإداري وفقًا للظروف المحيطة.
المدرسة الريادية (ENTREPRENEURIAL SCHOOL)
سلطت الضوء على دور الرؤية، المخاطرة، والابتكار في بناء الشركات. وهي المفضلة لدى رواد الأعمال والمؤسسين الذين يتطلعون لإحداث فرق وتحقيق نمو سريع.
مدرسة الثقافة التنظيمية (ORGANIZATIONAL CULTURE SCHOOL)
ركزت على القيم والعادات والطقوس التي تشكل هوية المؤسسة. وشددت على أهمية بناء ثقافة عمل إيجابية تساعد على الاستقرار، الولاء، والابتكار المؤسسي.
مدرسة المعرفة والإبداع (KNOWLEDGE SCHOOL)
أحدث المدارس الفكرية، التي ظهرت في عصر الاقتصاد الرقمي والمعرفي، فركزت على المعرفة كأصل استراتيجي وضرورة تشجيع الابتكار المستمر لضمان التنافسية.
تمثل هذه المدارس الفكرية ثروة معرفية تعكس مراحل تطور علم الإدارة، وتؤكد أن النجاح الإداري لا يعتمد على مدرسة واحدة بل على فهم الظروف واختيار الأنسب منها وفقًا لطبيعة المنظمة والبيئة المحيطة .