مش كفاية نفرح… لازم نفهم و نتحرك

بقلم الربان وسام هركي
مش كفاية نفرح… لازم نفهم و نتحرك
مساء الخير على كل مصري و عربي لسه قلبه عايش و بيحس.
الكل شاف الضربة الإيرانية للكيان الصهيوني و شاف قد إيه كانت موجعة و مذلة و شاف الفرحة اللي طلعت من قلوب الشعوب العربية كلها و كأننا جميعاً أخدنا نفس بعد سنين من القهر.
بس في وسط الفرحة دي، في نقطة محدش أتكلم عنها بوضوح لحد دلوقتي.
أنا شايف بمنظوري الشخصي إن الكيان الصهيوني مش بس تلقّى الضربة، ده بيستغلها و بيوظفها إعلامياً لصالحه.
أيوه فيه دمار حقيقي حصل و فيه صواريخ وقعت جوه تل أبيب،
لكن الأسئلة المهمة:
١- ليه الصور دي بتتوزع بالشكل ده في الإعلام الغربي و العالمي؟
٢- ليه فجأة لقينا الصحف بتتكلم عن “رعب الأطفال في إسرائيل”؟
٣- ليه بيرجع تاني يلبس وش الضحية؟
طبعاً كل ده علشان الكيان يكمل الرواية اللي بيحاول يثبتها من أول لحظة في غزة:
“إحنا مش بنقتل الفلسطينيين عبثًا… إحنا محاصرين من محور شرير: إيران، حماس، حزب الله، وكلهم عايزين يرمونا في البحر.”
بالبلدي الكيان عايز الغرب يشوف إن اللي حصل ده “دليل” على كلامه…
عايزهم يرجعوا يدعموه أكتر، يدو له سلاح، فلوس، شرعية، و يبطلوا يعارضوا جرائمه في غزة.
طيب نعمل إيه؟
إيه اللي فعلاً في إيدينا كمصريين وكعرب مؤثرين ان احنا نعمله؟
١. نواجه الرواية الكاذبة بالرواية الحقيقية:
• محتاجين نبدأ نشتغل على توثيق الحقيقة اللي حصلت في غزة، بأعمال بسيطة ومؤثرة.
• فيديوهات، مقاطع، بودكاستات، مقالات… كل دي أدوات نقدر نوصل بيها القصة الحقيقية.
• نبين مين قتل المدنيين؟
مين هدم المستشفيات؟
مين أعتدي على بيوت العبادة؟
ومين فعلاً بيستحق كلمة “إرهابي”؟
٢. أصحاب المحتوى لازم يتحركوا:
• صانعو المحتوى، المؤثرين، الإعلاميين… مش بس مهمتهم يرفعوا المعنويات، لكن كمان يكشفوا اللعب اللي بيتلعب.
• يعملوا فيديوهات تشرح للعالم إن الكيان بيستخدم صور دماره كوسيلة للإبتزاز النفسي للعالم.
• ويقارنوا بين الفعل ورد الفعل:
إيران ضربت نقطة عسكرية أو منشأة = الدنيا قامت.
الكيان قتل ٣٥ ألف إنسان = صمت دولي!
٣. نحتاج أعمال درامية توثق الحقيقة و تكشف الخداع:
• عايزين نشوف مسلسلات و أفلام مصرية قوية تتكلم عن اللي حصل في غزة، بلسان عربي و برؤية مصرية و بحس إنساني يخاطب وجدان كل مشاهد.
• أعمال تشرح للعالم العربي كله إيه اللي حصل من تهجير، تجويع، قصف للمستشفيات، تدمير للبنية التحتية و انتهاك للدين و الكرامة.
٤. المقارنة النفسية الذكية:
• لازم نخاطب الناس بالعقل و القلب في نفس الوقت.
• لازم نوضح إن اللي بيحصل مش مجرد تبادل ضربات، دي معركة صورة و وعي.
• الكيان عايز يظهر إنه إتضرب علشان الناس تنسى إنه كان بيذبح الأطفال.
• إحنا مهمتنا إننا نكشف “اللعبة النفسية” دي، ونقول للعالم:
الضحية مش اللي إتضرب، الضحية هو اللي كان بيتضرب كل يوم وساكت… لحد ما إنفجر.
المقصود بالنهاية مش كفاية نفرح إن صاروخ وقع في تل أبيب لان المعركة مستمرة و الفكر الصهيوني مش أقوى مننا، لكنه بيستخدم أدوات نفسية، إعلامية، عاطفية…
وإحنا لو عرفنا نرد بأسلوب ذكي، بسيط، واضح…
هنكسب الجولة الجاية اللي هما خسروها عالمياً بتشهيرهم و ظهور حقيقتهم بقتله الشعب الفلسطيني.