مقالات

هضبة التعلم

بقلم أ/جيهان عبد العزيز

هي ظاهرة شائعة في عملية التعلم، وتُمثل فترة زمنية يتوقف فيها التقدم أو التحسن الملحوظ في الأداء، على الرغم من استمرار الممارسة والجهد. يمكن تشبيهها بهضبة في منحنى التعلم، حيث يرتفع المنحنى بسرعة في البداية، ثم يستقر عند مستوى معين قبل أن يعاود الارتفاع مرة أخرى (أو قد يبقى ثابتًا).

أسباب ظهور هضبة التعلم

هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى ظهور هضبة التعلم، منها:

* التعب والإرهاق: سواء كان جسديًا أو ذهنيًا، يمكن أن يؤدي التعب إلى انخفاض القدرة على التركيز والاستيعاب، مما يعيق التقدم.

* نقص الدافعية: عندما يفقد المتعلم الحافز أو الهدف من التعلم، أو يشعر بالإحباط بسبب عدم رؤية تقدم سريع، قد ينخفض مستوى دافعيته، مما يؤدي إلى ركود الأداء.

* تغيير أسلوب الأداء أو المهارة: في بعض الأحيان، يحتاج المتعلم إلى تعديل طريقة أدائه أو تعلم مهارات فرعية جديدة. هذا الانتقال قد يتطلب فترة من الثبات أو حتى التراجع المؤقت قبل أن يتحسن الأداء مجددًا.

* اكتساب عادات خاطئة: قد يكتسب المتعلم دون قصد بعض الأخطاء أو العادات غير الفعالة في المراحل الأولى من التعلم، والتي تحتاج إلى وقت وجهد لتصحيحها، مما يؤخر التقدم الظاهر.

* ضعف البرنامج التعليمي: إذا كان البرنامج التدريبي أو التعليمي لا يتكيف مع احتياجات المتعلم أو لا يوفر تحديات جديدة، فقد يؤدي ذلك إلى هضبة في التعلم.

* الحد الفسيولوجي أو القدرة القصوى: في بعض الحالات، قد تصل هضبة التعلم إلى الحد الأقصى الذي يمكن للفرد الوصول إليه بناءً على قدراته الفسيولوجية أو المعرفية في مجال معين. هذا لا يعني التوقف التام، بل قد يتطلب البحث عن طرق جديدة لتطوير الأداء.

* عدم الإتقان والثبات في المستوى: قد يصل المتعلم إلى مستوى معين من الأداء يصبح فيه ثابتًا، ويحتاج إلى فترة لترسيخ ما تعلمه قبل أن يتمكن من الانتقال إلى مستويات أعلى.

كيفية تجاوز هضبة التعلم

لتجاوز هضبة التعلم واستئناف التقدم، يمكن اتباع عدة استراتيجيات:

* تغيير أساليب التعلم أو التدريب: تجربة طرق جديدة للتدريب، أو البحث عن تحديات مختلفة، أو تطبيق المهارة في ظروف جديدة وغير معتادة.

* تعزيز الدافعية: إعادة تقييم الأهداف، وتحديد أهداف صغيرة قابلة للتحقيق، والاحتفال بالنجاحات الصغيرة، والبحث عن مصادر إلهام جديدة.

* الراحة الكافية: التأكد من الحصول على قسط كافٍ من الراحة لتجنب الإرهاق الجسدي والذهني.

* تحليل الأخطاء وتصحيحها: تحديد الأخطاء التي قد تكون سبباً في الركود والعمل على تصحيحها بشكل منهجي.

* طلب المساعدة والتوجيه: استشارة المدربين أو المعلمين أو الخبراء للحصول على ملاحظات وتوجيهات لمواجهة التحديات.

* التنويع في المهام: إدخال تنوع في المهام التدريبية لتجنب الملل وتنشيط الذهن.

* الصبر والمثابرة: إدراك أن هضبة التعلم هي جزء طبيعي من عملية التعلم، وأن المثابرة ضرورية لتجاوزها.

الخلاصة: هضبة التعلم هي فترة طبيعية يمر بها المتعلم، تتسم بثبات الأداء المؤقت. فهم أسبابها وتبني استراتيجيات فعالة لتجاوزها يمكن أن يساعد المتعلم على استئناف تقدمه وتحقيق مستويات أعلى من الإتقان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى