مقالات

“علّموا أولادكم دينهم” يتناول أهمية تعليم الأبناء مبادئ الدين الإسلامي منذ الصغر

بقلم سميه ابوبكر

 

 

علّموا أولادكم دينهم

 

إنّ من أعظم النعم التي ينعم الله بها على الإنسان أن يرزقه ذرية صالحة، وإنّ صلاح الذرية لا يكون إلا بالتربية الصالحة المبنية على أسس الدين والعقيدة الصحيحة. ومن أولى الأولويات التي يجب أن يحرص عليها الآباء والمربّون هي تعليم الأولاد دينهم، لأن الدين هو النور الذي يهديهم في الدنيا، والسفينة التي تنجيهم في الآخرة.

 

أهمية تعليم الدين منذ الصغر

 

قال رسول الله ﷺ:

 

> “مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع”

(رواه أبو داود)

 

في هذا الحديث الشريف توجيه نبوي صريح بضرورة تعليم الأبناء الصلاة في سن مبكرة، وذلك لما في التربية المبكرة من أثر بالغ في تشكيل الشخصية وبناء القيم. فالعقل في مرحلة الطفولة يكون أكثر استعدادًا لاستقبال التعاليم وغرس المبادئ، ويصعب إصلاح ما لم يُغرس في النفس من البداية.

 

ما الذي يجب أن نعلّمه لأطفالنا؟

 

يبدأ تعليم الدين بتعريف الطفل بخالقه سبحانه وتعالى، وغرس محبة الله عز وجل في قلبه، وكذلك تعريفه برسول الله محمد ﷺ، وسيرته العطرة، وتعليمه الفرق بين الحلال والحرام، وبين الخير والشر. ومن الأمور الأساسية التي يجب أن يتعلمها الطفل:

 

أركان الإسلام وأركان الإيمان.

 

القرآن الكريم: حفظ سور قصيرة وفهم معانيها.

 

العبادات: مثل الصلاة، والصوم، وأدب الدعاء.

 

الأخلاق الإسلامية: الصدق، الأمانة، بر الوالدين، الإحسان إلى الناس.

 

الدور العملي للوالدين

 

ليس المقصود بتعليم الدين أن يُترك فقط للمسجد أو المدرسة، بل يجب أن يبدأ في البيت أولًا. فالأبوان هما القدوة الأولى للطفل. فإن رأى الطفل والديه يصلّيان، ويقرآن القرآن، ويتحدثان بكلام طيب، تأثر بهما واقتدى بسلوكهما.

 

كذلك، على الوالدين استغلال المواقف اليومية لتعليم الأبناء، فمثلًا:

 

عند رؤية المحتاج يُعلّم الطفل الصدقة.

 

عند الأكل يُذكر باسم الله، وعند الانتهاء يُحمد الله.

 

في المصائب يُعلّم الصبر والاحتساب.

 

ثمار التربية الدينية

 

عندما ينشأ الطفل على دين الله، تكون شخصيته متزنة، ويتعلم كيف يميز بين الصواب والخطأ، ويكون مطيعًا لوالديه، ويعرف حق الله عليه، وحق الناس من حوله. كما أن الطفل المتدين غالبًا ما يكون ناجحًا في دراسته، حسن الخُلق، محبوبًا من أقرانه، لأنه يتحرك بدافع الإيمان والمراقبة لله.

 

خاتمة

 

إن تعليم الأولاد دينهم ليس خيارًا، بل واجبٌ شرعي ومسؤولية عظيمة أمام الله. فلنعمل على تربية جيلٍ يعرف ربه، ويقتدي بنبيه، ويسير على نهج القرآن، فإن صلح الأبناء صلح المجتمع بأسره.

 

> “يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم”

(سورة الشعراء: 88-89)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى