أخبار

من هوية ضائعة إلى قوة لا تُقهر.. إنريكي يكتب التاريخ مع باريس سان جيرمان

من هوية ضائعة إلى قوة لا تُقهر.. إنريكي يكتب التاريخ مع باريس سان جيرمان

تقرير : أمنية السيد

في زمن كان فيه نادي باريس سان جيرمان يبحث عن هوية وسط أضواء النجومية وضغوط البطولات، برز لويس إنريكي كعنصر مفاجئ قلب التوقعات في الساحة الكروية الأوروبية، مدرب تميز بمسيرة ناجحة مع كل من برشلونة ومنتخب إسبانيا، تولى مهمة استثنائية تتمثل في إعادة بناء فريق اعتاد لسنوات الاعتماد على الأسماء اللامعة فقط.

لم يرفع الشعارات، ولم يعد الجماهير بالألقاب، لكنه غير كل شيء على أرض الملعب؛ فحول فريقًا اعتاد الوقوف على حافة المجد إلى قوة لا ترحم، وكتب في موسمين فقط فصولًا من التاريخ كانت تبدو مستحيلة لنادي ظل يحلم طويلًا.

تولى لويس إنريكي قيادة باريس سان جيرمان في 5 يوليو 2023، خلفًا لكريستوف غالتييه، بعقد يمتد لعامين حتى يونيو 2025، حاملًا طموح قيادة الفريق نحو الألقاب الأوروبية الغائبة، وبعد موسم أول ناجح تحت قيادته، قررت إدارة النادي تجديد عقده حتى صيف 2027، تقديرًا لنجاحه.

الثلاثية التاريخية بقيادة إنريكي.. مشوار تألق باريس سان جيرمان نحو القمة

قاد لويس إنريكي فريق باريس سان جيرمان لتحقيق موسم محلي استثنائي في 2023–2024، حيث نجح في التتويج بلقب الدوري الفرنسي للمرة الثانية عشرة في تاريخ النادي، وهو أول لقب دوري له مع الفريق الباريسي.

كذلك أحرز إنريكي كأس فرنسا بعد الفوز في النهائي على أولمبيك ليون بنتيجة 2-1، ليضيف اللقب الخامس عشر، في تاريخ البطولة للنادي، كما استهل الموسم التالي بالتتويج بلقب السوبر الفرنسي، بعدما تغلب على فريق تولوز، بثنائية نظيفة، وأثبت حضوره بقوة في أول مواسمه، كذلك أعاد الهيبة المحلية لباريس، بثلاث بطولات محلية، وذلك في أقل من عام.

صنع المجد الأوروبي وأدخل باريس التاريخ من أوسع أبوابه

وواصل إنريكي التألق في موسمه الثاني 2024–2025، وقاد باريس سان جيرمان للتتويج بلقب الدوري الفرنسي، وحسم اللقب مبكرًا قبل نهاية المسابقة بست جولات، كما أحرز كأس فرنسا للمرة الثانية على التوالي بعد فوز كاسح في النهائي، على ستاد ريمس بثلاثية نظيفة.

ليضيف اللقب السادس عشر للنادي، في سجل البطولة، كذلك افتتح الإسباني الموسم بحصد لقب السوبر الفرنسي للعام الثاني تواليًا، ليؤكد استقراره الفني، بالإضافة إلى تفوقه المحلي.

وأشعل التاريخ في دوري أبطال أوروبا، وقاد الفريق الباريسي لتحقيق أول لقب في تاريخه بعد انتصار ساحق 5-0 على إنتر ميلان في نهائي الأليانز أرينا، ليصبح باريس أول نادي فرنسي يحصد الثلاثية القارية الكبرى.

كما اختتم لويس إنريكي موسمه بصناعة إنجاز غير مسبوق، وجعل اسمه حاضرًا بقوة بين نخبة مدربي العالم بعد موسم استثنائي، جمع فيه بين الكفاءة التكتيكية والهيمنة الشاملة.

ظهور أول مشرف في كأس العالم.. لكن النهاية حزينة

شارك باريس سان جيرمان بقيادة لويس إنريكي في كأس العالم للأندية بنظامها الجديد، ليسجل ظهوره الأول في البطولة، ورغم خسارة اللقب، ضمن باريس سان جيرمان رسميًا مقعده في النسخة المقبلة من البطولة، بعد تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا.

وعلى الرغم من الأداء اللافت الذي قدمه باريس سان جيرمان طوال مشواره في البطولة، توقف الحلم العالمي في المباراة النهائية، بعد سقوطه في النهائي أمام تشيلسي بنتيجة 3-0، في مباراة فرض فيها الفريق الإنجليزي سيطرته من الناحيتين البدنية والتكتيكية.

وبالرغم من خسارة النهائي، يعد الموسم إنجازًا لافتًا، خصوصًا أن الفريق شارك في البطولة لأول مرة، وتمكن من إقصاء خصوم من العيار الثقيل حتى الوصول إلى النهائي.

بمنظومة متكاملة.. إنريكي يقود باريس سان جيرمان إلى القمة

لم يكن طريق باريس سان جيرمان نحو البطولات بقيادة لويس إنريكي محض اجتهاد فردي، بل نتيجة لتكامل عوامل عديدة مهدت الطريق أمام نجاح مبكر للمدرب الإسباني، وجاء في مقدمتها الدعم الإداري القوي، حيث وفرت إدارة النادي لإنريكي حرية كاملة في بناء مشروعه الفني، بعيدًا عن تأثير الأسماء اللامعة أو الضغوط الجماهيرية.

وساهم الاستقرار الفني والإعداد البدني المدروس في تعزيز الجاهزية البدنية والذهنية للفريق طوال الموسم، بينما لعب اعتماد إنريكي على سياسة التدوير الذكي في الحفاظ على توازن الأداء، خاصة في المراحل الحاسمة من البطولات المختلفة.

ويُحسب لإنريكي نجاحه في توظيف لاعبيه بشكل يخدم خططه الفنية، مع الحفاظ على روح التنافس داخل الفريق، وهو ما ساعد على تعزيز الانسجام ورفع مستوى الأداء في المباريات الحاسمة، مما مهد الطريق نحو التتويج بالألقاب المحلية والقارية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى