أخبار

بين رواية الانتحار وشكوك القتل.. لغز وفاة الطبيبة العراقية “بان” يهز الرأي العام

قضية الدكتورة بان زياد تهز الرأي العام العراقي: القضاء يغلق الملف رسميا

تقرير – رحمة عماد

تحولت قصة الطبيبة الشابة “بان زياد طارق” التي عُرفت بنشاطها في مجال الصحة النفسية والتوعية المجتمعية، إلى لغز أثار جدلًا واسعًا وتساؤلات عديدة حول حقيقة وفاتها، نتيجة تضارب الروايات حول أسبابها، بين رواية الانتحار وأخرى تشكك في ذلك نتيجة الغموض الذي يحيط بملابسات وفاتها.

من هي الطبيبة بان زياد طارق؟

“بان زياد طارق”، هي طبيبة نفسية من مواليد مدينة البصرة، عُرفت بكفاءتها العالية وتعاملها الإنساني مع المرضى، وعُرفت برعياتها المخلصة لمرضاها من خلال تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم، وعملت في حملات توعية للنساء ضحايا العنف النفسي، ومبادرات تهدف إلى نشر الوعي خاصةً بين الشباب والنساء، كما شاركت في العديد من المؤتمرات والندوات المحلية.

كانت الطبيبة “بان” زيادة تخطط للسفر قريبًا لاستكمال زمالة طبية خارج العراق، في خطوة تعكس طموحها العالي ورغبتها في تطوير نفسها علميًا، واستطاعت في تحقيق حضور لافت على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال عرض محتواها الطبي والتوعوي بأسلوب إنساني وبسيط جعلها قريبة من متابعيها.

تفاصيل وفاة الدكتورة بان زياد طارق

في الرابع من أغسطس 2025، عُثر على الدكتورة “بان” فاقدة للوعي، ونُقلت إلى المستشفى، وكشف التقرير الطبي الأولي الذي سُرب عبر منصات التواصل على يد أطباء من الوسط الطبي وجود جروح قطعية عميقة في الذراعين، مع بروز العظام والعضلات، بالإضافة إلى الكدمات الواضحة على الرقبة والوجه، ووجود دماء على الملابسات، كما تم تداول معلومات عن وجود تسجيلات كاميرات المراقبة في محيط سكنها قد تكشف عن تحركات مشبوهة، مما أثار الشكوك والجدل حول سبب وفاتها.

أشارت الرواية الأولى التي نقلها أهل الطبيبة “بان”، إلى أن وفاتها كان نتيجة انتحار ناجم عن ضغوط نفسية، إلا أن شهادات عدد من زملائها كانت مختلفة، حيث أكدوا أن بان لم تظهر عليها أي علامات تدل على رغبتها في إنهاء حياتها، بل كانت تعمل على التخطيط لعدة مشاريع مهنية وشخصية.

وقفات احتجاجية في البصرة تطالب بكشف حقيقة وفاة الطبيبة بان

 

ونُظمت وقفة احتجاجية في ساحة التحرير الشهيرة بالصبرة، حملوا المشاركين في الوقفة لافتات تناشد بكشف الملابسات الوفاة، مشككين في انتحار بان كما تدعي عائلتها، وشهدت مدن أخرى وقفات مماثلة كمدينة الحلة تضامنًا مع قضية الدكتورة “بان”.

وأشارت القناة العراقية الأولى التلفزيونية الرسمية أن المحكمة تنتظر تقرير الطب العدلي لمعرفة الأسباب الحقيقة لوفاة الدكتورة، ومن جانبه وجه محمد شياع السوداني رئيس السوداني بمتابعة التحقيق في القضية بشكل سريع، وإبعاد التحقيقات عن أي محاولات للاستثمار السياسي وإعلان النتائج أمام الرأي العام، وفق وكالة الأنباء العراقية الرسمية.

القضاء يحسم قضية الطبيبة بان

وبعد أيام من الجدل والتحقيقات، أعلن مجلس القضاء الأعلى، اليوم الإثنين، استلام القرار الخاص بقضية الطبيبة “بان زياد”، من رئاسة محكمة استئناف البصرة، والتي أكدت أن الوفاة سببه الانتحار، وأُغلق التحقيق، وأظهرت وثائق التقرير عن وجود مطابقة خط العبارة “أريد الله” مع خط الطبيبة الأصلي في العديد من الكتابات والوصفات، بالإضافة إلى بعض الشهود عن تعرضها للضغط النفسي في الفترة الأخيرة.

وكشف القرار أن بان توفيت متأثرة بالقطع الحاد لأوردتها في ساعديها الأيمن والأيسر، أما الإصابات التي شوهدت في وجهها ورقبتها نتيجة سقوطها على أرض الحمام الذي انتحرت بداخله.

وبناءً على ما تم التواصل إليه بعد التحقيقات والتقارير الطبية الذي أكد أن الحادثة كانت حالة انتحار، ورغم الجدل والتساؤلات التي رافقت القضية، فقد تم إغلاق ملف القضية بقرار نهائي.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى