الخبز القاتل: مأساة دلجا – زوجة أب تسمّم أبناء زوجها بالخبز… انتقامًا من عودة الزوجة الأولى
مأساة دلجا بالمنيا.. والسبب لن تتوقعه!

كتبت عفاف محمد
في جريمة هزّت الرأي العام، خيّم الحزن والأسى على قرية دلجا بمحافظة المنيا، التي عاشت لحظات من الصدمة والألم بعد وفاة أب و6 أطفال من أسرة واحدة، جميعهم في عمر الزهور.
وبعد أكثر من شهرين من التحقيقات المكثفة، تمكنت النيابة العامة من فك لغز الجريمة التي أربكت الجميع، وسط حالة من الغموض الكبير في البداية، خصوصًا مع اختلاط الأدلة بين المجني عليهم والجاني، وصعوبة تحديد مرتكب الجريمة.
لكن بفضل جهود فرق البحث الجنائي وتحليل الأدلة والمعاينات، تم التوصل إلى الجانية الحقيقية، وهي زوجة الأب الثانية، التي أقدمت على قتل الأسرة بالكامل، بدافع الغيرة والانتقام من الزوجة الأولى، بعد أن أعادها الزوج إلى عصمته مؤخرًا.
وقد اعترفت المتهمة خلال التحقيقات بأنها وضعت مادة سامة قاتلة في الخبز الذي تناولته الأسرة، بهدف التخلص من الزوج وأطفاله وزوجته الأولى معًا، مدفوعة بمشاعر الغيرة والرغبة في الانتقام.
الغيرة تتحول إلى جريمة
ووفقًا لما كشفته التحريات، فإن الزوجة الثانية لم تحتمل فكرة عودة الزوج إلى زوجته الأولى، خاصة بعدما بدأ يظهر اهتمامًا أكبر بها وبأطفاله منها.
هذا الشعور دفعها للتفكير في التخلص من الأسرة بالكامل، حيث رأت أنهم يشكّلون تهديدًا لمكانتها واستقرارها مع الزوج.
وقد خططت لجريمتها بعناية، مستغلة مسؤوليتها عن إعداد الطعام للأسرة، وقامت بخلط مادة سامة قاتلة داخل الخبز الذي أعدّته بنفسها.
—
اعترافات صادمة
عند استدعاء المتهمة والتحقيق معها، انهارت واعترفت بجريمتها بالكامل، حيث قالت:
> “حسّيت إن جوزي هيبعد عني بعد ما رجّع مراته الأولى… كنت بغير منهم، وقلت أخلّص عليهم عشان أرجّعه لي لوحدي. من غير وعي أقدمت على ارتكاب الجريمة.”
واعترفت أنها لم تكن تدرك لحظة ارتكابها الجريمة مدى بشاعتها أو العواقب التي ستترتب عليها، لكنها كانت مدفوعة بمشاعر الغيرة الشديدة وفقدان السيطرة على أعصابها.
تظل مأساة دلجا واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها محافظة المنيا في السنوات الأخيرة، وتجسد كيف يمكن أن تتحول الغيرة إلى جريمة مروّعة تدمر حياة أسرة بأكملها.
ولا تزال النيابة العامة تواصل تحقيقاتها لاستكمال إجراءات القضية، تمهيدًا لإحالتها إلى المحكمة المختصة، وسط مطالبات شعبية واسعة بـ القصاص العادل.