فاتن حمامة.. حكاية امرأة غيّرت العالم من خلف الكاميرا
من السينبلاوين إلى العالمية.. رحلة أيقونة الفن الهادف والنسوية في مصر

تقرير – آلاء هشام
أبرزت لنا السينما المصرية الفنانة فاتن حمامة، التي خلدت أعمالها الفنية، فأصبح من الواجب ذكر إسمها عند ذكر الفن الهادف، حيث كانت صوت نسائي سابق لعصره، تستخدم الفن كأداة، لتوصيل صوت المرأة، بشأن أهم القضايا المجتمعية، وسنعرض في هذا التقرير كيف أصبحت رمزًا للمرأة المصرية، التي عرفت بقوتها وشجاعتها وجمالها.
نشأة الفنانة فاتن حمامة
ولدت الفنانة المصرية فاتن حمامة يوم 27مايو عام 1931، في منطقة السينبلاوين، بمحافظة الدقهلية، ووالدها هو أحمد حمامة، وكان موظف في وزارة التربية حينها في مصر.
الرحلة الفنية للفنانة فاتن حمامة
ظهرت فاتن حمامة في السينمات لأول مره، من خلال فيلم “يوم سعيد”، عام 1939 وأوضحت بإحدى اللقاءات تشجيع أسرتها لها، من بداية مسيرتها الفنية، قائله: “اشتركوا لي في مسابقة للأطفال، وقالوا لي قدامك واحد مريض، سمعت كلمة مريض عيني برقت ونزلت دموع منها، لقط لي الصورة الأستاذ محمد كريم وهي كانت سبب بدايتي، فوالدي ووالدتي هما السبب في كل حاجة من أول ما بدأت”.
وقال والد الفنانة: “من وهي صغيرة كانت بتروح السينما، وكانت بتهتم أوي بالحكاية والقصة وتفهم كل جوانبها، ومكانتش بتفوت ولا مشهد، وحتى كانت بتلخص كل الفيلم وأحداثه”، وذلك وفقًا لما تم نشره في كتاب “فاتن حمامة”.
ويذكر أن فاتن حمامة قد شاركت في أكثر من 100 فيلمًا سنيمائيًا، وبلغت قمة شهرتها بالخمسينيات والستينيات وأوائل السبعينيات، وأطلق اتحاد الكتاب والنقاد المصري عليها لقب “نجمة القرن”، بالسينيمات المصرية عام 2000.
وتلقت الفنانة العديد من الجوائز، منها شهادتين دكتوراه فخرية من الجامعة الأمريكية في بيروت والجامعة الأمريكية بالقاهرة، واختتمت مسيرتها الفنية بمسلسل “وجه القمر”، حيث اعتلزت عن التمثيل عام 2000.
فاتن حمامة رمزًا من رموز النسوية
فاتن حمامة لم تقتصر على كونها فنانة موهوبة، جميلة، متألقة فقط، بل أيضًا تعد رمزًا من رموز النسوية في مصر حينها، حيث استغلت الفن لإبراز قضايا المرأة والمجتمع، من خلال تأدية أدوار تعكس الواقع.
ويأتي ضمن الأفلام التي حملت رسالة دفاع عن حقوق المرأة فيلم “دعاء الكروان” عام 1959، الذي أدت فاتن حمامة به دور فتاة فلاحة تدعى “آمنة”، ويبرز الفيلم الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة، في المجتمع الريفي.
ويطرح الفيلم جرائم الشرف والعار، وهو مقتبس من رواية واقعية للأديب المصري طه حسين، وطبقًا للإستفتاء الذي أقامته مجلة “فنون” المصرية عام 1984، جاء الفيلم بالمركز السادس، في قائمة أفضل 10 أفلام بتاريخ السينيما المصرية.
وننتقل بالحديث عن الأفلام التي تناولت قضايا المرأة إلى فيلم “الأستاذة فاطمة” عام 1952، الذي يتمحور حول “فاطمة، عادل”، جيران تربطهما علاقة عاطفية وكلاهما خريجين من كلية الحقوق.
ولعبت فاتن حمامة في الفيلم دور “فاطمة”، التي لم يثق بها الزبائن، بسبب كونها امرأة، لكنها تحدت “عادل” وأظهرت جدارتها في مهنة ذكورية، ويطرح الفيلم قضية تمكين المرأة.
بالإضافة إلى فيلم “أفواه وأرانب” عام 1977، الذي أدت به فاتن حمامة دور فتاة فلاحة تدعى “نعمة”، ويطرح مشكلة الأسر التي تقوم بتزويج بناتهم، ليتحرروا من أعبائهم المادية.
وطرح فيلم “أريد حلًا” عام 1975، مشكلة ظلم قوانين الأحوال الشخصية للمرأة، وكان سببًا من الأسباب البارزة في تعديل بعض البنود بها، وأدت به فاتن حمامة دور “درية”.
وتطلب “درية” الطلاق بعد معاناة مع زوجها، لكنها تواجه رفضه، ثم تخسر قضيتها بعد أكثر من 4 سنوات، نتيجة قيود قانونية، لا تسمح للمرأة بالطلاق، إلا في حالات محددة.
رحلت الفنانة فاتن حمامة التي استمرت رحلتها الفنية أكثر من 5 عقود عن عالمنا، يوم 17 يناير عام 2015، تاركة ورائها أعمال فنية، تحتوي على رسائل توعية مجتمعية، وأثرًا ملهمًا يحتذى به، سواء كان في الفن بشكل خاص، أو في الحياة بشكل عام.