
بقلم: السيد محفوظ
في التاسع من سبتمبر كل عام،
تحتفل محافظة الشرقية بعيدها القومي، يوم خالد ارتبط بذكرى واحدة من أعظم صفحات النضال الوطني في تاريخ مصر. ففي هذا اليوم من عام 1881، وقف الزعيم أحمد عرابي، ابن قرية هرية رزنة التابعة لمركز الزقازيق، شامخًا في ساحة عابدين بالقاهرة، ليُسجِّل أمام الخديوي توفيق كلمات ستظل خالدة في ذاكرة الأمة:
“لقد خلقنا الله أحرارًا، ولن نُستعبد بعد اليوم.”
لم يكن ذلك المشهد مجرد وقفة احتجاجية، بل كان ميلادًا جديدًا لفكرة الكرامة الوطنية ورفض الظلم، وإعلانًا صريحًا بأن أبناء مصر – ومنهم أبناء الشرقية – قادرون على أن يقودوا ثورات تُغيِّر مجرى التاريخ.
الشرقية.. أرض البطولات
محافظة الشرقية لم تكن يومًا مجرد رقعة زراعية خصبة، بل هي أرض الشهداء والأبطال. من ترابها خرجت أصوات الحرية، وعلى أرضها تواصلت مسيرة الكفاح، سواء ضد الاحتلال الأجنبي أو من أجل العدالة الاجتماعية. ويكفيها فخرًا أن تكون مهد القائد أحمد عرابي، الذي ألهم المصريين والعرب جميعًا أن الحرية تُنتزع ولا تُمنح.
العيد القومي.. ذاكرة وهوية
الاحتفال بالعيد القومي في 9 سبتمبر ليس مجرد مناسبة بروتوكولية، بل هو استدعاء لروح الماضي كي تمدنا بالقوة في الحاضر. هو يوم لتجديد العهد بأن الشرقية ستظل محافظة شامخة، تجمع بين عبق التاريخ وآمال المستقبل. في هذا اليوم، تتزين مدنها وقراها بالأعلام، وتُقام الفعاليات الثقافية والرياضية والفنية، لتظل ذكرى عرابي حية في قلوب الأجيال الجديدة.
رسالة لأبناء الشرقية
إن العيد القومي دعوة مفتوحة لكل أبناء المحافظة أن يعتزوا بجذورهم، وأن يواصلوا طريق البناء والعمل. فكما كان أجدادهم طليعة للنضال، فهم اليوم مدعوون أن يكونوا طليعة للتنمية والنهضة، ليبقى اسم الشرقية رمزًا للفخر والعزة.