
تقرير: ليالي أحمد عامر
مقدمة
شهدت مدينة السادس من أكتوبر واقعة مأساوية هزّت قلوب الأهالي، بعد وفاة الطفلة الفلسطينية جوري محمد أبو عواد، متأثرة بإصابتها بمرض السعار، إثر عقرها من كلب ضال داخل كمبوند دجلة بالمز قبل نحو شهرين.
بداية الواقعة
تفاصيل الحادثة بدأت عندما تلقّت غرفة عمليات النجدة بمديرية أمن الجيزة بلاغًا يفيد بتعرض طفلة صغيرة لواقعة عقر كلب داخل الكمبوند السكني. وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث، حيث جرى نقل الطفلة في البداية لتلقي الإسعافات، إلا أن أسرتها لم تستكمل الإجراءات العلاجية ولم تحصل على المصل المضاد لعضة الكلب في حينه.
تدهور الحالة الصحية
مرت الأيام، ومع إهمال تلقي العلاج اللازم بدأت حالة الطفلة تتدهور تدريجيًا، حتى ظهرت عليها خلال الأيام الأخيرة أعراض مرض السعار، الذي يُعد من أخطر الأمراض الفيروسية التي تنتقل من خلال عقر الحيوانات.
وأشارت التحريات إلى أن الطفلة نُقلت منذ يومين في حالة حرجة إلى مستشفى الحميات بالعباسية، حيث عانت من هبوط حاد في الدورة الدموية، وتوقف مفاجئ في عضلة القلب، لتفارق الحياة رغم محاولات الأطباء إنقاذها.
كشفت إحدى جارات الطفلة تفاصيل إنسانية صادمة، مؤكدة أن جوري تحمل الجنسية الفلسطينية، وأنها عاشت مع والدتها في مصر بعد استشهاد والدها العام الماضي، جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. وأضافت الجارة:
“رحيل جوري صدمة كبيرة، فهي لم تكن مجرد طفلة مرحة بيننا، بل رمزًا لمعاناة مستمرة لأسرة دفعت ثمن الحرب والنزوح، ثم فقدت فلذة كبدها بسبب كلب ضال.”
التحقيقات والإجراءات الأمنية
الأجهزة الأمنية بدورها باشرت التحقيقات، وجرى تحرير محضر بالواقعة، مع استمرار اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الحادث. فيما شدد مسؤولون محليون على ضرورة تكثيف حملات مكافحة الكلاب الضالة في المناطق السكنية، خاصة الكمبوندات والمناطق المكتظة بالأطفال، لتفادي تكرار مثل هذه الماس.
خلفية طبية
يُذكر أن مرض السعار (Rabies) يُعتبر مرضًا فيروسيًا قاتلًا يصيب الجهاز العصبي، وينتقل عادة من خلال لعاب الحيوانات المصابة عند العقر أو الخدش. وأكد الأطباء أن الوقاية تتمثل في الحصول الفوري على المصل المضاد عقب الإصابة، حيث أن التأخر في تلقي العلاج يُعرض المصاب لمضاعفات قاتلة لا يمكن السيطرة عليها.
خاتمة
رحيل الطفلة جوري فتح باب النقاش من جديد حول أهمية الوعي بخطورة عضات الكلاب الضالة، والالتزام بالتطعيمات والمصل اللازم، بجانب دور الدولة في مواجهة ظاهرة انتشار الكلاب الضالة التي تهدد حياة المواطنين، وخاصة الأطفال.