العرب والعالم

معاناة إنسانية متفاقمة.. غزة تنزف تحت الهجوم البري 

تقرير: ريهام عسل 

مقدمة

تشهد مدينة غزة في الوقت الحالي، المرحلة الأخطر منذ اندلاع الحرب، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي بدء هجوم بري واسع، يستهدف السيطرة على المدينة بعد أسابيع من القصف الجوي والبحري.

مئات الآلاف يفرّون من المدينة تحت القصف

في فجر الثلاثاء تقدمت وحدات إسرائيلية مدرعة نحو أطراف غزة المدينة، مدعومة بالقصف من الجو والبحر الجيش الإسرائيلي برّر العملية بأنها تستهدف “ما تبقى من قوات حماس”، والتي يُقدّر عددها بحوالي 3,000 مقاتل داخل المدينة. 

فلسطين

وفي المقابل، أفاد سكان محليون بوقوع اشتباكات عنيفة في الأحياء الشرقية والشمالية، فيما اندلعت حرائق ضخمة نتيجة القصف المكثف

40 مدنيًا قُتلوا في الساعات الأولى من الهجوم البري

منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، وصل عدد القتلى إلى أكثر من 60,000 شخص، معظمهم نساء وأطفال، بحسب بيانات الصحة وتقارير الأمم المتحدة قدّرت أن أكثر من 1.7 مليون فلسطيني نزحوا داخليًا منذ بداية الحرب، بينهم مئات الآلاف من سكان غزة المدينة في اليومين الأخيرين فقط.

المرافق الصحية في غزة تعمل بأقل من 30% من طاقتها، فيما 70% من المستشفيات خارج الخدمة بسبب القصف ونقص الوقود، وأكثر من 80% من سكان القطاع يعانون انعدام الأمن الغذائي، بحسب برنامج الغذاء العالمي.

حريق

وقالت تس إنغرام، المتحدثة باسم اليونيسف: “الأطفال يُجبرون على الفرار مشياً على الأقدام بلا طعام أو ماء أو وجهة واضحة وذلك عند المخيمات التي نزح إليها السكان”. 

وصفت فرانشيسكا ألبانيز، المقرّرة الخاصة لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، الوضع بقولها: “هناك محاولات لتحويل مدينة غزة إلى مكان غير صالح للسكن مشيرة إلى حجم القصف والتدمير الممنهج للبنية التحتية. 

وأكدت بعض سكان غزه في مقابلة صحفية: “نحن نركض من موت إلى موت، لا مكان آمن هنا، حتى المناطق التي يقولون إنها محمية ليست كذلك، وقامت الأمم المتحدة بتحذير من أن العملية قد ترقى إلى جريمة حرب في ظل غياب ممرات إنسانية آمنة. 

حريق

منظمة اليونيسف وصفت الأوضاع بأنها “غير إنسانية”، مشيرة إلى أن آلاف الأطفال يفرّون في طرق خطرة دون غذاء أو ماء،  أما الولايات المتحدة فأكدت دعمها “المشروط” لإسرائيل، مع التشديد على ضرورة حماية المدنيين، بينما شهدت عواصم عربية وأوروبية مظاهرات واسعة للتنديد بالهجوم.

خاتمة

الهجوم البري على غزة يُنذر بمرحلة أشد قسوة في الحرب، حيث لا يواجه المدنيون فقط القصف والتجويع، بل أيضًا خطر التهجير الجماعي، وبينما تتصاعد التحذيرات الدولية، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ينجح هذا الهجوم في تحقيق أهدافه العسكرية، أم أنه سيغرق المنطقة في دائرة أوسع من الدمار والمعاناة؟. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى