ثقافة وفن

المرأة والتعليم: المفتاح لبناء مجتمع مستدام

تمكين المرأة عبر التعليم بوابة لمجتمع أكثر عدلاً واستدامة

تقرير: إيمان أشرف

مقدمة

يلعب التعليم دورًا محوريًا في تمكين المرأة وبناء المجتمعات المتقدمة. فحين تُتيح الفرصة للفتاة أو السيدة بأن تتعلُّم، تُفتح لها آفاق جديدة ليست فقط في حياتها الشخصية، بل تمتد إلى عائلتها والمجتمع بأسره. في مصر، كما في كثير من الدول العربية، تواجه المرأة تحديات كثيرة في سبيل الحصول على التعليم، لكن رغم ذلك، ثمة قصص نجاح تُثبت أن الاستثمار في تعليم المرأة يعود بالقوة والتغيير الإيجابي.

واقع تعليم المرأة في مصر بالأرقام

بحسب بيانات من اليونسكو، من بين الأشخاص الأميين في مصر هناك نحو 10.6 ملايين امرأة من إجمالي عدد الأميين.

نسبة الأمية بين النساء أكبر بكثير في المناطق الريفية مقارنة بالحضر.

هناك انخفاض طفيف في معدل الأمية بين الإناث خلال السنوات الأخيرة، لكن هناك تراجع بسيط في بعض الفترات.

في التعليم الثانوي، إنخراط الفتيات لا يزال أقل من الذكور في بعض الأماكن بسبب تسربهن من المدرسة، زواج مبكر، وأحيانًا عدم وجود مرافق مناسبة والتنقل لمسافات بعيدة.

التحديات الاقتصادية والاجتماعية أمام المرأة

الفقر والتكاليف المرتبطة بالتعليم:
حتى إن التعليم الحكومي مجاني، هناك تكاليف للكتب، الزي، المواصلات، وقد تضطر بعض الأسر أن تسحب بنتها من المدرسة لتوفير دخل أو توفير نفقات.

الموقع والمسافة:
في القرى والمناطق النائية، المدارس قد تكون بعيدة جدًا، ما يجعل الذهاب والعودة عبئًا، خصوصًا للبنات.

الأعراف والتقاليد الاجتماعية:
مفاهيم قديمة ترى أن تعليم البنت ليس أولوية، أو أن دورها يجب أن يكون في المنزل، أو زواج مبكر يكون بديلًا عن استمرار التعليم.

البنية التحتية والبيئة التعليمية:
عدم وجود مرافق صحية مناسبة للبنات، الفصول المكتظة، نقص الدعم التعليمي والتقني، ضعف جودة التعليم.

فوائد تعليم المرأة على الفرد والمجتمع

تمكين اقتصادي:
المرأة المتعلمة تكون أكثر قدرة على الحصول على وظائف أفضل، المشاركة في المشروعات، وتحسين دخل الأسرة.

تحسين الصحة:
تعليم المرأة يؤدي إلى فهم أفضل لقضايا الصحة، التغذية، الصحة الإنجابية، ورعاية الأطفال، ما يقلل من الوفيات ويعزز صحّة الأسرة.

تأثير على الأجيال القادمة:
البنت المتعلمة تنشئ أبناءً واعين، تهتم بتعليمهم، مما يخلق دورة إيجابية للأجيال القادمة.

زيادة المشاركة المجتمعية:
المرأة المتعلمة تمتلك صوتًا قويًا في المجتمع، تساهم في صنع القرار، وتحدّي الأعراف التي تقيدها.

قصص من أرض الواقع

قصة بسمة من قرية نائية، أُصيبت بعدم قدرة على استكمال التعليم ثم التحقت ببرامج محو الأمية، تعلمت القراءة والكتابة، وبدأت بالفعل تشارك في أنشطة مجتمعية تعليمية. وهناك حالات أخريات في القرى، حيث تم إنشاء مدارس قريبة أو برامج تعليم بديلة للبنات لتُسهّل مواصلة التعليم بدلًا من الانقطاع.

خاتمة

لا يُمكن المبالغة في أهمية التعليم بالنسبة للمرأة؛ فهو ليس مجرّد وسيلة للتعلُّم الأكاديمي، بل هو مفتاح للتغيير—تغيير الفرد، العائلة، والمجتمع كله. التعليم يضع الأسس لاستقلال اقتصادي، صحّي، ونفسي، كما يكسر قيود التقاليد التي قد تحرِّم أو تُقيّد قدرات المرأة. لكي نصل إلى مجتمع متوازن ومستدام، يجب أن تكون هناك جهود متكاملة:

من الدولة: بضمان تعليم مجاني فعّال، وبُنى تحتية مناسبة، سياسات تحمي الفتيات من التسرب والزواج المبكر.

من المجتمع: تغيير الأفكار النمطية، تشجيع الأسر، دعم المجتمع المحلي للمشاركة التعليمية ،من المشاريع والمبادرات المجتمعية والمدنية: تدريب، تعليم بديل، دعم البالغات، حملات توعية.
في النهاية، تعليم المرأة ليس هبة تُمنَح، بل حق يجب أن يُؤمّن، واستثمار في مستقبل أفضل لنا جميعًا.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى