المرأة بين التمكين والتحديات: نصف المجتمع وصانعة التغيير

تقرير:إيمان أشرف

مقدمة:

منذ القدم، كانت المرأة ركيزة أساسية في المجتمع، تؤدي أدوارًا محورية في التربية والتنمية. ومع تطور العصور، حققت إنجازات كبيرة وأصبحت شريكًا مهمًا في مختلف المجالات، لكن ما زالت تواجه تحديات عديدة تستدعي جهودًا مستمرة لتمكينها ومنحها كامل حقوقها.

 المرأة والتعليم: حجر الأساس للتنمية

لا يمكن الحديث عن تمكين المرأة دون التركيز على التعليم، إذ يشكل التعليم المفتاح الرئيسي لتمكينها من المشاركة الفاعلة في المجتمع. في العقود الأخيرة، شهدت دول عربية عدة ارتفاعًا ملحوظًا في نسب التحاق الفتيات بالتعليم الأساسي والجامعي، ووصلت بعض الدول إلى تحقيق المساواة تقريبًا بين الجنسين في التعليم. هذا التحول ساعد في كسر الحواجز التقليدية وفتح أبواب العمل والقيادة أمام المرأة.

المرأة وسوق العمل: فرص وإنجازات

مع اتساع رقعة التعليم، ازدادت مشاركة المرأة في سوق العمل بشكل ملحوظ. اليوم، نجدها في مجالات الطب والهندسة والإعلام والتكنولوجيا والاقتصاد، بل ووصلت إلى مناصب قيادية في الحكومات والشركات الكبرى.

ورغم ذلك، ما زالت المرأة في كثير من الدول تعاني من فجوات في الأجور، وصعوبة في الترقي، ونقص في السياسات الداعمة لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الأسرية.

نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل في السعودية حوالي 36.2% الهيئة العامة للإحصاء السعودية

مصر – نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل 34% وفق تصريحات وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية

نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل في الوطن العربي حوالي ـ 18.9% من الإناث في سن العمل في عام 2017 دراسة لصندوق النقد العربي

التمكين السياسي: المرأة في مراكز صنع القرار

شهدنا في السنوات الأخيرة صعودًا لافتًا للنساء في الساحة السياسية، سواء من خلال توليهن مناصب وزارية أو مشاركتهن في البرلمانات والمجالس المحلية. هذا الحضور السياسي يعكس وعيًا متزايدًا بأهمية إشراك المرأة في رسم السياسات واتخاذ القرارات التي تمس المجتمع ككل.

التحديات الاجتماعية والثقافية التي تواجه المرأه في المجتمع

رغم الإنجازات، تواجه المرأة في بعض المجتمعات تحديات مرتبطة بالعادات والتقاليد، والتمييز القائم على النوع، ونقص الوعي بحقوقها. هذه العوائق تتطلب تضافر الجهود الحكومية والمجتمعية، إضافة إلى التوعية الإعلامية، لكسر الصور النمطية وتعزيز ثقافة المساواة.

الفجوة التعليمية: في بعض المناطق الريفية، تواجه الفتيات صعوبة في الوصول إلى التعليم مقارنة بالمدن، ما يؤدي إلى فجوة معرفية وثقافية واسعة.

 العادات والتقاليد: ما زالت بعض المجتمعات تتمسّك بعادات تضع قيودًا على مشاركة المرأة في الحياة العامة، خصوصًا في مجالات القيادة وصنع القرار.

الأمية ونقص التعليم في بعض المناطق

في بعض الدول النامية، ما زال التعليم غير متاح بشكل متكافئ، حيث تتسرب الفتيات من المدارس بسبب الفقر أو الزواج المبكر، مما يحدّ من فرصهن المستقبلية.

التحديات الثقافية والقانونية في تقرير يُظهر أن مصر من تصنيف منخفض في بعض مؤشرات المساواة القانونية أمام المرأة، فجوة في الأجور، ضعف التوظيف، وبعض القوانين غير مطبقة عمليًا بالكامل. التقرير قال إن مصر احتلت المركز 175 من 190 دولة في ملف “المرأة وأنشطة الأعمال والقانون”

مبادرات داعمة لتمكين المرأه

في مصر، مثلًا، أطلقت الدولة مبادرة “حياة كريمة” لتحسين حياة المرأة الريفية عبر توفير التعليم، والرعاية الصحية، وفرص العمل. كما أسهمت حملات التوعية والبرامج التدريبية في تمكين آلاف النساء اقتصاديًا واجتماعيًا، بما يضمن لهن حياة أفضل ويعزز دورهن في المجتمع.

 نماذج ملهمة للمرأة حول العالم

سيرينا ويليامز – الولايات المتحدة

أيقونة رياضية حصدت عشرات البطولات الكبرى في التنس، وتجاوزت الإصابات والعقبات لتصبح واحدة من أعظم الرياضيات في التاريخ.

لا يمكن إغفال النماذج النسائية الملهمة التي حققت إنجازات باهرة في مجالات متعددة، مثل البحث العلمي، والفنون، والرياضة، والسياسة. هذه النماذج تعطي الأمل للأجيال القادمة بأن المرأة قادرة على التميز متى ما أُزيلت العقبات من طريقها.

خاتمة:

إن بناء مجتمع قوي ومزدهر لا يمكن أن يكتمل دون تمكين المرأة ومنحها الفرصة الكاملة للمشاركة في جميع مجالات الحياة. فتمكين المرأة ليس فقط حقًا أساسيًا لها، بل هو أيضًا استثمار في المستقبل، إذ ينعكس مباشرة على التعليم، والصحة، والاقتصاد، والتنمية المستدامة. ومع استمرار الجهود، يمكن أن نرى عالمًا أكثر عدلًا ومساواة، حيث تسير المرأة والرجل جنبًا إلى جنب في صناعة الغد.