غزة تحت القصف.. نزوح جماعي وكارثة إنسانية على الأبواب
نزوح جماعي وسط تصاعد القصف الإسرائيلي

تقرير- ريهام عسل
مقدمة
تشهد غزة تصعيدًا خطيرًا مع استمرار الهجمات الإسرائيلية التي طالت أحياء مدينة غزة، مما أدى إلى انهيار شبه كامل للبنية التحتية الصحية والخدمات الأساسية. يتفاقم الوضع الإنساني مع عجز المساعدات عن الوصول إلى مئات الآلاف من المدنيين العالقين، في ظل تحذيرات دولية من كارثة وشيكة.
نزوح جماعي وانهيار الخدمات الأساسية
كثفت القوات الإسرائيلية قصفها على مدينة غزة، وتقدمت دباباتها نحو أحياء شيخ رضوان وتل الهوا، مما أدى إلى موجة نزوح جديدة. تشير التقارير إلى أن أكثر من 250 ألف شخص اضطروا لمغادرة بيوتهم خلال شهر واحد فقط، في واحدة من أكبر موجات النزوح منذ بداية الحرب.
في الوقت نفسه، فاقم انقطاع الاتصالات والإنترنت في أجزاء واسعة من القطاع من عزلة السكان وصعّب عمليات الإنقاذ والوصول إلى المعلومات الضرورية.
شبح المجاعة يهدد الشمال
وصفت الأمم المتحدة الوضع في شمال غزة بأنه يواجه “خطر المجاعة الفعلية”، بعد أن أُغلق معبر زيكيم الذي كان آخر منفذ لدخول المساعدات. يواجه ما يقارب 20% من أطفال غزة سوء تغذية حاد يهدد حياتهم، وهو ما يرفع من منسوب القلق الدولي.
تتجه المستشفيات نحو الانهيار الكامل مع النقص الحاد في الوقود، الأدوية، والمعدات. يزداد الوضع سوءًا مع صعوبة وصول المرضى إلى مراكز العلاج، وانقطاع الكهرباء الذي يهدد حياة المرضى في العناية المركزة، ونقص المياه النظيفة.
دعوات دولية مقيدة بالفيتو
أعلنت لجنة تحقيق أممية أن الحرب تحمل “دلائل إبادة جماعية” ضد الفلسطينيين في غزة. يطالب المجتمع الدولي بوقف إطلاق النار فورًا وفتح ممرات آمنة للمساعدات، لكن محاولات مجلس الأمن لفرض قرار يطالب بذلك اصطدمت بحق الفيتو الأمريكي، مما يقلل من فرص الحل الدبلوماسي.
تحذر منظمات حقوقية من أن استمرار منع دخول المساعدات يعادل استخدام التجويع كسلاح حرب. وتشير الإحصائيات المأساوية إلى أن أكثر من 65,000 شهيد و160,000 جريح سقطوا منذ بداية العدوان، بينما يعيش مئات الآلاف بلا مأوى، ويفتقرون للغذاء والماء والدواء.
خاتمة
المدنيون يدفعون الثمن، والوضع في غزة يزداد قتامة مع استمرار الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية، بينما يواصل المدنيون دفع الثمن الأكبر من القصف والجوع والنزوح، يبقى الأمل معلقًا على ضغط دولي حقيقي لإيقاف آلة الحرب، وفتح ممرات إنسانية عاجلة تنقذ ما تبقى من الأرواح.