العرب والعالم

التغير المناخي يشتد: كوارث بيئية تحصد الأرواح وتهدد مستقبل البشرية

موجة حرّ قاسية في أستراليا

تقرير: إنچي هشام

مقدمة

تزايدت حوادث التغيرات المناخية عالميًا بين فيضانات، موجات حر، وحرائق غابات، ولم تعد هذه الظواهر طبيعية عابرة، بل صارت تهدد حياة الإنسان والمجتمعات.

فيضانات مدمرة في بالي – إندونيسيا

شهدت جزيرة بالي فيضانات وانهيارات أرضية قاتلة، وُصفت بأنها الأسوأ منذ أكثر من عقد، أودت هذه الكوارث بحياة ما لا يقل عن 17–18 شخصًا، وألحقت أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية، بما في ذلك الطرق والجسور والمناطق الزراعية، وفي خطوة استباقية، قررت الحكومة حظر بناء فنادق ومطاعم جديدة على الأراضي الزراعية لتقليل الأضرار المستقبلية الناتجة عن الجفاف والفيضانات المرتبطة بالتغير المناخي وتدهور الأراضي.

موجة حرّ قاسية في أستراليا

أشارت دراسة صادرة عن جامعة موناش في ملبورن إلى أن موجات الحر تسببت في وفاة 1009 أشخاص في أستراليا خلال السنوات الأربع الماضية، وكانت ولايتا كوينزلاند ونيو ساوث ويلز الأكثر تضررًا، كما حذرت الدراسة من أن ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية سيؤدي إلى زيادة في الأيام الحارة الشديدة، ارتفاع المخاطر الصحية، ووقوع فيضانات ساحلية.

أشد صيف في إسبانيا منذ عقود

شهد صيف عام 2025 أعلى متوسط درجات حرارة في إسبانيا “من 1 يونيو إلى 31 أغسطس”، حيث ارتفع بمقدار 2.1 درجة مئوية عن المعدل المُسجل في الفترة المرجعية “1991–2020”.

وبلغت درجة الحرارة ذروتها عند 45.8°م في مدينة Jerez de la Frontera يوم 17 أغسطس، كما تسبب الجفاف البحري والأرضي في اندلاع حرائق غابات ضخمة أتت على ما يقارب 382 ألف هكتار من الأراضي.

فيضانات شمال الهند

شهدت ولايات أوتاراخاند، هيماشال براديش، جامو وكشمير، والبنجاب أمطارًا موسمية غزيرة أدت إلى فيضانات وانهيارات أرضية، بلغ عدد الضحايا نحو 90 شخصًا، فيما تضرر ملايين آخرون، خصوصًا على مستوى الزراعة والمنازل والبنية التحتية.

ويرى الخبراء أن تغيّر المناخ كان السبب الرئيس وراء شدة الأمطار وتقلبها، إلى جانب عوامل بشرية مثل إزالة الغابات والتوسع العمراني غير المنظم.

ارتفاع مستوى سطح البحر يهدد أستراليا

كشف تقرير وطني أن نحو 1.5 مليون أسترالي يعيشون في مناطق ساحلية معرضة للخطر بحلول عام 2050 نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر، وأكد التقرير أن البلدان ذات الفئات الاجتماعية والاقتصادية الأضعف ستكون الأكثر تضررًا بهذه الظاهرة.

مؤشرات اقتصادية وبشرية للمخاطر المناخية

أظهر تقرير Climate Risk Index 2025 أن الأحداث المرتبطة بالطقس والمناخ تتسبب في خسائر بشرية واقتصادية متزايدة، فمن عام 1993 إلى عام 2022، توفي أكثر من 765 ألف شخص، وبلغت الخسائر الاقتصادية المباشرة نحو 4.2 تريليون دولار نتيجة أكثر من 9400 حدث طقس متطرف.

الأسباب المشتركة والتأثيرات

التغيرات المناخية والحوادث الجوية: زيادة الحرارة تؤدي إلى ارتفاع معدلات التبخر وتكثف بخار الماء في الجو، مما يزيد من احتمالية الأمطار الغزيرة وغير المتوقعة، تدهور البيئة: إزالة الغابات، تغيّر استخدام الأراضي، والبناء العشوائي يفاقمون من الفيضانات والانهيارات، ضعف البنية التحتية: أنظمة التصريف غير الكافية، غياب الجدران الواقية، ونقص أنظمة الإنذار المبكر يجعل المجتمعات أكثر عرضة للخطر، الفئات الأكثر تضررًا: كبار السن، الفقراء، وسكان المناطق الريفية ذات البنية التحتية الضعيفة هم الأكثر عرضة للمعاناة.

خاتمة

إن تكرار الكوارث المناخية يمثل إنذارًا واضحًا بضرورة التحرك الفوري للحد من آثارها، إذ إن تأثيراتها السلبية لا تقتصر على البيئة فحسب، بل تمتد لتشمل الاقتصاد والصحة والأمن الغذائي، ومن هنا، يصبح التعاون الدولي وتبني تنموية مستدامة أمرًا حتميًا لحماية الأجيال الحالية والمستقبلية من مخاطر التغير المناخي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى