
تقرير – إيمان أشرف
مقدمة
مع اقتراب فصل الخريف وتذبذب درجات الحرارة، يتعرض الجلد لتغيّرات مناخية تُؤثّر على الرطوبة الطبيعية وتوازن البشرة. من هنا يُطرح السؤال: هل غسل الوجه بالماء الساخن أفضل أم الماء البارد؟ كل خيار يحمل فوائد وأضرارًا.
كيف يؤثر الماء الساخن على البشرة؟
الماء الساخن قد يزيل الزيوت الطبيعية التي تفرزها البشرة لحمايتها وترطيبها؛ وهذا يمكن أن يؤدي إلى جفاف وتهيج.
ارتفاع الحرارة الموسمية مع الماء الساخن قد يزيد من التهابات، خاصة عند من يعانون من أمراض جلدية مثل الإكزيما أو الوردية (rosacea)؛ لأن الحرارة توسع الأوعية الدموية وتزيد الاحمرار.
من جهة أخرى، الماء الدافئ (وليس الحار جدًا) يساعد على تنظيف البشرة بفعالية، إذ يذيب الأوساخ والدهون والمكياج بسهولة أكبر مما يفعله الماء البارد. هذا مهم مع نهاية اليوم أو بعد التعرض للملوثات.
فوائد الماء البارد للبشرة
الماء البارد يُساعد على تقليل الانتفاخات في الوجه، خاصة حول العينين، من خلال تقلص الأوعية الدموية مؤقتًا.
تقليل الاحمرار والتهيج: عند استخدام مكونات قوية للتقشير أو بعد التعرض للشمس، يمكن للماء البارد أن يكون مهدئًا.
تحسين مظهر البشرة مؤقتًا بإراحة الجلد ومنحه مظهرًا مشدودًا، لامعًا بعض الشيء بفعل تنشيط الدورة الدموية.
ما هي درجة الماء المثالية؟ (الوسطي بين الساخن والبارد)
أغلب الخبراء يوصون باستخدام ماء دافئ فاتِر (lukewarm)؛ أي ليس شديد الحرارة ولا شديد البرودة. الفاتر يساعد على تنظيف فعّال دون الإضرار بالحاجز الواقي للبشرة.
وبعد غسل البشرة بالماء الفاتر للتنظيف، يمكن النهاء برشّة من الماء البارد كلمسة أخيرة لتقليل الاحمرار وانتفاخ الوجنتين أو تحت العينين.
الاختيار حسب نوع البشرة وظروف الجو
البشرة الجافة: تُفضل تجنّب الماء الساخن جدًا والاعتماد أكثر على الفاتر، مع استخدام مرطّب مناسب بعد الغسل فورًا للحفاظ على الرطوبة.
البشرة الحسّاسة أو التي تعاني من التهيّج/الوردية: الماء البارد أو الفاتر فقط، وتجنّب التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة.
البشرة الدهنية أو التي تميل إلى ظهور حبّ الشباب: قد تستفيد من ماء فاتِر لتنظيف عميق، مع رشّة باردة بعد ذلك لتقليل الزيوت واللمعان.
مناخ ما قبل الخريف: الجو غالبًا يبدأ في التغير، الرطوبة قد تكون مرتفعة أو منخفِضة، الهواء قد يكون جافًا ليلًا. في هذه الحالة، العناية تكون أكبر للحفاظ على حاجز الرطوبة، لذا تجنّب الماء الحار القوي ليلًا لأنه يجفف البشرة.
الروتين الصباحي والمسائي المناسب لكل بشرة
البشرة الجافة: تنظيف لطيف باستخدام جل أو كريم منظف غير مهيّج وخالٍ من الصابون القوي.
استخدام تونر مرطّب خالٍ من الكحول إن وُجد. مكوّنات مثل الجليسرين أو الألوفيرا) سيروم مرطّب يحتوي على حمض الهيالورونيك أو النياسيناميد إن تتحمّليها.
كريم مرطّب غني أو جل مرطّب قوي إذا كانت البشرة تحتاج ذلك.
واقٍ شمس يومي واسع الطيف SPF 30-50.
إزالة الماكياج (إن وُجد) وتنظيف الوجه بالماء الفاتر مع منظف لطيف.
تونر مرطّب (اختياري).
سيروم مرطّب (كما في الصباح أو تركيبة أكثر تغذية).
كريم ليلي غني أو كريم تجديد/مكوّنات ترميم الحاجز الجلدي.
في بعض الأيام أسبوعيًا: تقشير لطيف كيميائي (AHA أو PHA) مرة أو مرتين فقط.
عناية خاصة حول العيون إذا كانت حساسة (كريم مرمّم).
البشرة الدهنية / المختلطة: تحتاج إلى تنظيف صباحي باستخدام جل منظف أو رغوي يقلل الزيوت الزائدة ولكن لا يجرّد البشرة من الترطيب الطبيعي.
تونر خفيف يساعد على توازن الزيوت (بعض الأحماض الخفيفة مثل حمض الساليسيليك إن احتاجت)
سيروم خفيف (مثلاً النياسيناميد)
مرطّب خفيف غير دهني (Oil-Free / Gel-Based)
واقٍ شمس مناسب للبشرة الدهنية؛ يكون غير لامع أو “مات” إن أمكن.
إزالة الماكياج + تنظيف ليلي بشكل جيد، يمكن تنظيف ثنائي (Double Cleanse) إن استخدمتِ واقٍ شمسي أو مكياج ثقيل.
تونر مطهّر خفيف أو يحتوي على BHA إن كانت المسام مسدودة.
مصل معالجة إن كان هناك حبوب أو تهيّج.
مرطّب خفيف غير دهني، إن دعت الحاجة استخدمي لوشن أو جل.
في أيام محددة (2-3 مرات أسبوعيًا): تقشير لطيف كيميائي لتجديد البشرة وتنظيف المسام.
يمكن استخدام قناع طيني (Clay Mask) مرّة أسبوعيًا لإزالة الزيوت الزائدة وتنقية المسام.
البشرة الحسّاسة المتهيّجة: منظّف مخصص للبشرة الحسّاسة، خالٍ من العطر والكحول.
تجنّب التونرات التي تحتوي على مكونات قوية؛ إن استخدمتي تونر فليكن لطيف جدًا.
مرطّب مهدّئ مع مكونات مثل الألوفيرا، البانثينول، السيراميد.
واقٍ شمس لطيف مكوّناته معدنية أو “فلتر طبيعي” إن متاح.
الأنشطة الإضافية (مثل السيرومات) تُدخل تدريجياً وبعد اختبار جزء بسيط من البشرة أولًا. تنظيف يومي مع منظّف لطيف جدًا. تجنّبي الماء الساخن القوي.
استخدام مرطّب ثقيل إذا كانت البشرة شديدة الجفاف أو متهيّجة.
استخدام عناية مضادة للالتهاب إن لزم الأمر (مثلاً مكونات مثل الشاي الأخضر، الكاليندولا، أو واقٍ يحتوي على مكونات مهدّئة).
التقشير خفيف جدًا إن استُخدم، ولمرات قليلة جدًا، لتجنب تفاقم التهيّج.
النوم بشكل كاف، تجنّب التوتر والطقس القاسي، استخدام واقٍ شمس حتى في الأيام الغائمة.
توصيات عامة حسب نوع البشرة
للبشرة الجافة: تجنّبي الماء الساخن جدًا، استخدمي الماء الفاتر.
اختاري مرطّبات تحتوي على زبدة الشيا، الزيوت الطبيعية، السيراميد، حمض الهيالورونيك، والجليسرين.
استخدمي واقٍ شمس غني وغير جافّ ليتماشى مع حاجتك للترطيب.
لا تُفرطي في التقشير أو الغسيل المتكرر.
للبشرة الدهنية / المختلطة: استخدمي منظّفًا يحتوي على مكونات مثل حمض الساليسيليك أو الجليكوليك للمساعدة في التحكم بالزيوت وتنظيف المسام.
مرطّب خفيف غير كوميدوجيني (أي لا يسد المسام).
استخدام ماسك أسبوعي بالطين يمكن أن يساعد على امتصاص الزيوت الزائدة.
حافظي على واقٍ شمس بطبقة خفيفة وليست لامعة.
للبشرة الحسّاسة: اختاري منتجات “خالية من العطر” أو “مُهدّئة / مضادة للتهيج”.
اختبري المنتج أولًا على مساحة صغيرة من الجلد (مثل خلف الأذن) لتتأكدي من عدم وجود رد فعل.
تجنّبي استخدام الكثير من المكونات النشطة (أحماض قوية أو الريتينول) دفعة واحدة؛ أدخليها تدريجيًا إن لزم الأمر.
حافظي على حاجز البشرة من خلال الترطيب القوي وعدم استخدام منتجات تجريديه.
خاتمة
مع دخول فصل الخريف، يصبح التوازن هو الكلمة المفتاحية في العناية بالبشرة. الماء الساخن قد يمنح شعورًا بالدفء والراحة، وقد يساعد في إزالة الأوساخ والزيوت، لكنه يحمل معه خطر إزالة الزيوت الطبيعية وإضعاف الحاجز الواقي للبشرة، خاصة في أوقات الجو المتقلب. من الجانب الآخر، الماء البارد يُقدّم فوائد مهدئة، يقلّل الانتفاخ والاحمرار، لكن وحده قد لا يكون كافيًا لتنظيف عميق.