تقنية

إدمان الألعاب الإلكترونية بين التسلية والاعتياد

إدمان الألعاب الإلكترونية: بين الترفيه والمخاطر الخفية

تقرير – إنچي عادل

مقدمة: 

شهدت السنوات الأخيرة طفرة كبيرة في مجال التكنولوجيا أثرت بشكل مباشر على وسائل الترفيه لدى الأجيال الجديدة، لم تعد الألعاب الإلكترونية مجرد وسيلة للتسلية، بل أصبحت جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية للملايين حول العالم، ومع انتشار الهواتف الذكية والإنترنت فائق السرعة، بات الأطفال والشباب يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات، هذا الواقع يثير تساؤلات جدية حول تأثير هذه الألعاب على حياتهم النفسية والاجتماعية والصحية.

صناعة الألعاب الإلكترونية عالميًا ومحليًا

تشير إحصائيات عالمية إلى أن صناعة الألعاب الإلكترونية أصبحت من أكبر الصناعات الترفيهية، إذ تفوقت عائداتها على السينما والموسيقى مجتمعة، وفي مصر، باتت هذه الظاهرة أكثر وضوحًا، حيث يقضي الكثير من المراهقين ساعات طويلة أمام الشاشات، بعضهم قد يتجاوز ثماني ساعات يوميًا، الأمر الذي يعكس حجم الارتباط الشديد بهذه الألعاب.

الآثار السلبية على التعليم والصحة

تتجلى الآثار السلبية لهذه الظاهرة في عدة جوانب، أبرزها الجانب التعليمي، إذ يتسبب الانغماس المفرط في قلة التركيز وتراجع مستوى التحصيل الدراسي، أما من الناحية الصحية، فيؤدي الجلوس المطوّل أمام الشاشات إلى مشاكل مثل: “السهر المستمر، الإرهاق الذهني، ضعف النظر، والسمنة نتيجة قلة الحركة”.

الانعكاسات الاجتماعية

وعلى الصعيد الاجتماعي، يلاحظ ابتعاد بعض الشباب عن الأنشطة الواقعية، مفضلين التواصل الافتراضي عبر الألعاب على حساب بناء علاقات حقيقية، مما يعمق من شعور العزلة والانفصال عن المجتمع.

الوجه الإيجابي للألعاب الإلكترونية

ورغم هذه الجوانب السلبية، إلا أن للألعاب الإلكترونية وجهًا آخر إيجابيًا لا يمكن إغفاله، فهي تساهم في تحسين سرعة رد الفعل وتنمية التفكير الاستراتيجي، كما تساعد على تعزيز مهارات حل المشكلات، بل وأصبحت مصدرًا لفرص مهنية جديدة، من خلال بطولات الألعاب الإلكترونية العالمية التي تجذب ملايين المتابعين، إلى جانب صناعة المحتوى الرقمي التي أوجدت مسارات عمل حديثة للشباب.

خاتمة: 

إن ظاهرة إدمان الألعاب الإلكترونية تمثل سلاحًا ذا حدين، فهي قادرة على أن تكون وسيلة بنّاءة للتعلم والتسلية إذا استُخدمت باعتدال، لكنها قد تتحول إلى عبء ثقيل إذا خرجت عن السيطرة، ولذا، فإن التوازن هو السبيل الأمثل للتعامل مع هذه الظاهرة، من خلال تنظيم الوقت وتخصيص ساعات محدودة للعب، مقابل الاهتمام بالأنشطة الواقعية: “كالمذاكرة، والرياضة، والتواصل الاجتماعي المباشر”، وبذلك يمكن الاستفادة من الإيجابيات وتجنب المخاطر، ليظل اللعب وسيلة للمتعة، لا سببًا للانغلاق أو الإدمان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى