العرب والعالم

غزة بين الاجتياح والتهجير.. حرب مفتوحة على المدنيين

تحوّلت المدينة إلى ساحة حرب مفتوحة

تقرير: ريهام عسل

مقدمة

تعيش غزة منذ أيام على وقع تصعيد عسكري غير مسبوق، حيث تتواصل الغارات الجوية والاقتحامات البرية بوتيرة متسارعة، محوّلة المدينة إلى ساحة حرب مفتوحة،  والتحذيرات الدولية من كارثة إنسانية، يبقى المدنيون الحلقة الأضعف وتعقيدًا ساعة بعد أخرى. 

دفعت القوات الإسرائيلية بمزيد من الدبابات والمدفعية إلى قلب غزة، بالتوازي مع غارات عنيفة استهدفت أحياء مثل الشيخ رضوان وتل الهوى. شهود عيان أكدوا أن أبراجًا سكنية انهارت بالكامل، وأن شوارع بأكملها تحولت إلى ركام يصعب التمييز فيه بين المباني المدنية والعسكرية.

وعلى الأرض، أقامت القوات الإسرائيلية نقاط تمركز جديدة، في محاولة لتقطيع أوصال المدينة إلى مربعات صغيرة. في المقابل، لا تزال كتائب القسام وفصائل المقاومة تنشط عبر شبكة الأنفاق، منفذة هجمات مباغتة أبطأت التقدم الإسرائيلي وجعلته مكلفًا للطرفين.

غزة

المدنيون.. نزوح بلا مأوى

المدنيون يدفعون الثمن الأكبر، إذ فقد نزح أكثر من 350 ألف شخص منذ بدء الحملة، بينما لا يزال نحو 600 ألف محاصرين داخل المدينة، غير قادرين على الهروب بسبب إغلاق الطرق الرئيسية مثل طريق صلاح الدين، أو لانعدام وسائل النقل.

المناطق المزدحمة تحولت إلى ساحات قتال، ما يجعل سقوط الضحايا يوميًا أمرًا حتميًا، خصوصًا مع استمرار القصف العشوائي للمناطق السكنية.

غزة

انهيار البنية التحتية والخدمات

لم يسلم قطاع الخدمات من القصف المتواصل؛ شبكات الاتصالات تعطلت جزئيًا، فيما تكاد المستشفيات تتوقف عن العمل بسبب نقص الوقود والمعدات، ورغم إعلان الجيش الإسرائيلي أن المستشفيات فقط ستُعتبر “مناطق محمية”، إلا أن المخاوف تتزايد من استهداف المدارس والمراكز الإنسانية.

المصادر الطبية تؤكد سقوط مئات القتلى يوميًا، معظمهم من النساء والأطفال، فيما تعجز المستشفيات عن استيعاب موجات الجرحى المتلاحقة.

غزة

المشهد في غزة لا يقتصر على بعده العسكري فقط، بل يتعداه إلى أبعاد ديموغرافية مقلقة، فمع تزايد النزوح ودمار الأحياء السكنية، تتعالى المخاوف من أن الهدف يتجاوز إضعاف المقاومة ليصل إلى إعادة تشكيل التركيبة السكانية للمدينة عبر تفريغها من سكانها.

خاتمة

غزة اليوم مدينة معلقة بين نار الاجتياح وخطر التهجير، إذ المقاومة تصمد والضحايا يتساقطون بلا توقف، بينما يظل المجتمع الدولي في دائرة العجز عن وقف نزيف الدم والدمار. ويبقى السؤال مفتوحًا: إلى متى تستمر المأساة، ومتى يتحرك العالم لإنقاذ غزة من مصيرها المجهول؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى