التغير المناخي بين التحذيرات العالمية والتحديات المحلية
الأزمة المناخية العالمية وتداعياتها على مصر

تقرير: إنچى هشام
مقدمة
يظل التغير المناخي أحد أبرز التحديات التي تواجه العالم في العقد الحالي، مع تصاعد الظواهر المناخية المتطرفة، وتزايد التحذيرات من خطورة التأخر في اتخاذ خطوات عملية، وفي ظل الفعاليات الدولية مثل “أسبوع المناخ” في نيويورك واستعدادات مؤتمر الأطراف COP30 في البرازيل، تتجدد الدعوات لاتخاذ سياسات أكثر صرامة وعملية لمواجهة التحديات.
توقّعات وتحذيرات من الأمين العام للمناخ التابع للأمم المتحدة
الأمين سيمون ستييل قال إن هناك تفاؤلًا حذرًا بخصوص الانتقال نحو الطاقة النظيفة والسياسات الخضراء، لكن شدد إن الالتزامات الحالية للدول (المعروفة بـ NDCs) غير كافية لتحقيق هدف اتفاق باريس بالتقليل من ارتفاع الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية. مشيرًا إلى أن الفرص الاقتصادية من التحوّل نحو الطاقة المتجددة كبيرة، منها فرص عمل وتحسين في الصحة العامة.
أسبوع المناخ في نيويورك
فعاليات Climate Week في نيويورك من المتوقع أن تكون الأكبر حتى الآن، مع أكثر من 1000 حدث، رغم التوترات السياسية وسحب بعض الدعم الحكومي لقضايا حماية البيئة.
إسبانيا تسجّل صيفًا هو الأسخن في تاريخها
درجات الحرارة في إسبانيا خلال صيف 2025 تجاوزت المعدل المعتاد بفارق كبير (حوالي 2.1°C أعلى من المتوسط في فترة 1991-2020)، وقد صاحب الصيف موجات حرارة شديدة وغيرها من الظواهر المرتبطة بارتفاع الحرارة مثل حرائق الغابات.
أضرار بشرية من موجات الحر في أوروبا
هناك تحليل حديث يشير إلى أن التغير المناخي البشري ساهم في نحو ثلثي حالات الوفيات المرتبطة بالحر هذا الصيف في أوروبا، خاصة في كبار السن، حيث الزّيادة في درجات الحرارة الحضرية وسوء التخطيط الحضري لعبا دورًا كبيرًا.
تأخيرات وتحذيرات تتعلق باستعداد الاستضافة لمؤتمر COP30
في البرازيل، عمال البناء دخلوا في إضراب مما يؤخر تجهيزات قمة COP30، بما في ذلك “قرية القادة” والفنادق التي ستُستخدم من قبل رؤساء الدول.
مصر تواجه تدهورًا متزايدًا من آثار التغير المناخي حتى الأن
درجات الحرارة المرتفعة تؤثّر بشكل مباشر على صحة المواطنين، وتسبّب في بعض الحالات مشاكل صحية خطيرة.
الزراعة مهددة بكثرة بسبب التغير في أنماط المطر والجو، مما يقلل الإنتاج ويخلّف خسائر للمزارعين.
المناطق الساحلية، خصوصًا الدلتا وشمال مصر، تواجه مخاطر من ارتفاع مستوى البحر والتسرب المالح إلى المياه الجوفية، مما يؤثر على الزراعة والمساكن.
التغير المناخي يضرب مصر صحّيًا وزراعيًا وساحليًا
كشفت دراسة تربط انهيارات مباني بالإسكندرية بالتغير المناخي، حيث أن أكثر من 280 مبنى انهار خلال العشرين سنة الماضية في الإسكندرية بسبب تآكل السواحل، ارتفاع المياه الجوفية الناتج عن تسرب مياه البحر، وتأثير تآكل الأساسات.
ويدل هذا النوع من الانهيارات على أن التغير المناخي ليس فقط قضية جوية أو مناخية، إنما مسألة عمرانية وبشرية أيضًا تؤثر على البنى التحتية.
سياسات مصر الحالية وتقييمها
مصر تبنّت هدفًا بأن تكون نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء حوالي 42% بحلول 2030، لكن التقييمات تؤكّد إن السياسات الحالية “غير كافية” لتحقيق ما يلزم لحماية الهدف من ارتفاع الحرارة، وهناك حاجة لتعزيز الجهود خصوصًا في تقليل الانبعاثات، تحسين البُنى التحتية، والتكيُّف مع الآثار المناخية.
خاتمة
إن قضية المناخ لم تعد شأنًا بيئيًا بحتًا، بل تحولت إلى ملف يمس حياة الإنسان اليومية واقتصاده وأمنه، ومع استمرار التحذيرات الأممية وظهور آثار واضحة في بلدان مثل مصر، يصبح من الضروري مضاعفة الجهود، سواء عبر تسريع التحول للطاقة النظيفة أو تعزيز قدرات التكيف لمواجهة تداعيات الظاهرة قبل فوات الأوان.