
تقرير– ميريهان عماد
مقدمة
أصبح التلوث السمعي جزءًا يوميًا من حياة سكان المدن الكبرى مع التوسع العمراني وزيادة الكثافة السكانية، وتعرف منظمة الصحة العالمية التلوث السمعي بأنه أي صوت غير مرغوب فيه يتجاوز الحدود الطبيعية ويؤثر سلبًا على صحة الإنسان وراحته، ليشكل تهديدًا للصحة العامة وجودة الحياة.
مصادر التلوث السمعي
1- حركة المرور
أصوات المحركات والأبواق التي لا تَفتر، الاختناق المروري في الشوارع والأزقة، حيث يزداد الضجيج نتيجة التوقف والانطلاق المتكرر، المواصلات العامة الكبيرة “أتوبيسات، شاحنات” داخل الأحياء السكنية.
2- المصانع والورش
المعدات الثقيلة التي تعمل لساعات طويلة دون راحة، ورش النجارة والحدادة قريبة جدًا من البيوت، تشغيل المولدات خصوصًا في أوقات انقطاع الكهرباء، مما يزيد الضجيج فجأة.
3- أعمال البناء والتشييد
عمليات الحفر والتكسير والخرسانة التي تستمر نهارًا وأحيانًا ليلًا، التوسع العمراني السريع دون مراعاة للعزل الصوتي، المعدات العملاقة “رافعات، خلاطات خرسانة” تعمل وسط المناطق المأهولة بالسكان.
4- الأنشطة الاجتماعية والحياة اليومية
مكبرات الصوت في الأفراح أو المناسبات التي تُستخدم بأصوات عالية جدًا، الحملات الدعائية والإعلانات التي تُنشر بأجهزة صوت غير محسوبة، الزحام والضجيج في الأسواق، نداءات الباعة، الحركة الكبيرة للناس والمركبات.
الآثار الصحية للتلوث السمعي
ضعف السمع التدريجي: ليس كله يظهر فجأة، لكن مع التعرض المستمر يمكن أن تنخفض القدرة السمعية.
اضطرابات النوم: صعوبة في النوم، الاستيقاظ المتكرر، أو النوم الخفيف الذي لا يرتقي لراحة كاملة.
القلق والتوتر النفسي: الضجيج الدائم يزيد العصبية، يقلل القدرة على الاسترخاء، ويؤثر على المزاج.
التأثير على الصحة الجسدية: ارتفاع ضغط الدم، خفقان القلب، شعور بالتعب المستمر.
ضعف التركيز والإنتاجية: سواء في الدراسة أو في العمل، حين لا تجد هدوءًا كافيًا للتركيز.
الحلول المقترحة
سنّ قوانين تقيّد مستوى الضوضاء المسموح به وتفرض عقوبات على المخالفين.
تنظيم أماكن إقامة الورش والمصانع، مع مراعاة أن تكون بعيدة وآمنة من تجمعات سكنية.
إلزامية استخدام تقنيات عزل صوتي في البنايات، والمعدات المستخدمة في البناء.
توعية المواطنين بأهمية الحد من الضوضاء في حياتهم اليومية من السيارات، الأفراح، وحتى التليفونات والموسيقى.
تشجيع استخدام وسائل نقل أقل إزعاجًا، وتعزيز المساحات والحدائق التي تساعد على امتصاص الضجيج.
خاتمة
ما بنشعرش دائمًا بمدى ضرر الضوضاء، لكن الحقيقة إنها تؤثر كثيرًا على صحتنا النفسية والبدنية. التلوث السمعي مش مجرد صوت مزعج، هو تحدّي يومي يحتاج تصرّفًا واعٍ من كل فرد، وتحريكًا مؤسساتيًا واضح، عشان الناس تقدر تعيش في مدن هادئة، صحية، وكرامتهم محفوظة.