الاجتماعيات
أخر الأخبار

الزواج المبكر في الريف.. عادة اجتماعية أم خطر على المستقبل؟

خطر الزواج المبكر

تقرير – إنچي عادل سامي

مقدمة

رغم التطور التكنولوجي والانفتاح المجتمعي الذي نعيشه اليوم، ما زالت بعض العادات القديمة راسخة في الريف المصري، وعلى رأسها الزواج المبكر للفتيات في سن صغيرة، ورغم أن هذه الظاهرة تُبرر أحيانًا بالحرص على “الستر” أو “تقاليد العائلة”، إلا أن نتائجها السلبية على الفتاة والأسرة والمجتمع لا يمكن إغفالها.

إحصائيات وحقائق حول زواج القاصرات في مصر

تُظهر البيانات الرسمية أن ظاهرة زواج القاصرات في مصر، خاصة ممن تتزوجن دون السن القانوني “18 عامًا”، لا تزال تمثل تحدياً خطيرًا، ففي دراسة حديثة، بلغت نسبة حالات الزواج المبكر 15% تقريباً من إجمالي حالات الزواج، حيث أشار تقرير صادر عن جهات رسمية إلى تسجيل 117 ألف حالة زواج لقاصرات “تحت 18 عامًا” في عام واحد سابق، وتتفاقم المشكلة في المناطق الريفية والنائية والمجتمعات الأكثر فقرًا وغالبًا ما تتخذ هذه الزيجات شكل “الزواج العرفي” غير الموثق، مما يترك الفتيات وأطفالهن دون حماية قانونية أو اجتماعية، ويجعل من الصعب رصد أعداد المتزوجات فعليًا قبل سن البلوغ “تحت 15 عامًا”.

دوافع اجتماعية واقتصادية

يلجأ بعض الأهالي لتزويج بناتهم في عمر مبكر بدعوى الخوف عليهن من الانحراف، أو لتخفيف العبء الاقتصادي عن الأسرة، خاصة في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة، وفي بعض القرى، يُعتبر الزواج المبكر نوعًا من الحفاظ على “السمعة” والتقاليد.

مخاطر نفسية وصحية

الفتاة الصغيرة غير مؤهلة لتحمل مسؤوليات الزواج والأمومة، ارتفاع معدلات الطلاق بين الزيجات المبكرة، ومخاطر صحية على الفتاة نتيجة الحمل المبكر، قد تصل أحيانًا إلى مضاعفات خطيرة.

يحذر الأطباء في مصر بشدة من العواقب “المدمرة” لزواج القاصرات على الصعيدين الجسدي والنفسي:

دكتور أحمد السعيد – استشاري أمراض النساء:

“الزواج المبكر مرتبط بارتفاع معدلات وفيات الأمهات الصغيرات، وكمان الأطفال المولودين في سن مبكر بيكونوا أكثر عرضة للمشاكل الصحية زي نقص الوزن وضعف المناعة”.

دكتور محمد عبدالعزيز – أستاذ علم النفس:

“الزواج المبكر بيحرم البنت من مرحلة المراهقة الطبيعية، وبيسبب لها اضطرابات نفسية زي القلق والاكتئاب، البنت في السن ده بتكون لسه بتكوّن شخصيتها، فبتلاقي نفسها مسؤولة عن بيت وزوج وأحيانا أطفال وهي مش مستعدة نفسياً.

حرمان من التعليم والطموح

كثير من الفتيات يُجبرن على ترك التعليم لاستكمال مشوار الزواج، ما يضيع عليهن فرصة بناء مستقبل أفضل، ويؤدي إلى تكوين أجيال جديدة غير مؤهلة علميًا.

أصوات تدعو للتغيير

منظمات المجتمع المدني، وأطباء، وخبراء اجتماعيون يؤكدون ضرورة نشر الوعي بخطورة الزواج المبكر، وفرض رقابة على تطبيق القوانين التي تمنع زواج القاصرات، مع حملات توعية للأسر في الريف.

خاتمة

الزواج المبكر ليس مجرد عادة اجتماعية، بل قضية تمس مستقبل المجتمع كله، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ستظل هذه الظاهرة مستمرة تحت ستار “التقاليد”، أم أن وعي الأجيال الجديدة قادر على كسر القيود وبناء مستقبل مختلف للفتيات.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى