تقرير – سلسبيل وليد جوده
مقدّمة
أصبحت قضية مشاركة المرأة في مواقع القيادة واتخاذ القرار من أبرز محاور النقاش الاجتماعي والسياسي داخل مصر، خاصة مع التغيرات التشريعية والرؤى الوطنية التي وضعتها الدولة لتعزيز دور المرأة. رغم التقدُّم، ما زالت التحديات قائمة، والفرص متفاوتة باختلاف المؤسسات والقطاعات.
نسبة النساء في مناصب قيادية حكومية
في وزارة البيئة ومنظماتها (الشئون البيئية وإدارة النفايات)، وصلت نسبة النساء في مواقع القيادة إلى 50.4٪ من عدد المناصب القيادية، رغم أن نسبة النساء في كل المستويات الوظيفية في الوزارة تقترب من 27٪ فقط، في القطاع الخاص، شركة مثل PepsiCo Egypt بلغت نسبة النساء في القيادة حوالي 40٪.
السياسات والاستراتيجية الوطنية
استراتيجية التمكين للمرأة 2030 تهدف إلى زيادة نسبة تمثيل المرأة في البرلمان والمحليات والقضاء والمناصب التنفيذية. من بين الأهداف: رفع تمثيل المرأة في البرلمان إلى 35٪ بحلول 2030، وزيادة تمثيلها في المناصب القيادية التنفيذية والقضاء.
برنامج تمكين الذي أطلقته الحكومة بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لتعزيز قدرات النساء والفتيات، وخصوصاً في المناخات التي تكون فيها الفرص أقل، مثل بعض المناطق الريفية أو المجتمعات الأقل موارداً.
التمثيل السياسي والمجالس المحلية
تم فرض حصة (كوتا) للنساء في المجالس المحلية بنسبة 25٪ في الدستور.
مشاركة النساء في البرلمان شهدت ارتفاعاً، مع وجود توجهات واضحة لزيادتها.
الفجوات التي ما زالت موجودة
رغم التحسّن، تبقى النساء أقلية في مناصب مثل الوزراء، الرؤساء التنفيذيين للشركات الكبرى، القضاة، أو في بعض القطاعات التي يهيمن عليها الرجال.
التحديات الاجتماعية والثقافية، والتي تشمل النظرة المجتمعية لدور المرأة، وأعباء الأسرة، والعوائق في التوازن بين العمل والمسؤوليات الأسرية.
نقص الحوافز أو التشريعات التي تفرض تمثيلًا أكبر في بعض القطاعات، بالإضافة إلى ضعف الوعي أو القدرة المالية أو التدريب الكافي للنساء لاكتساب المهارات القيادية.
التحدي ما يمكن عمله كحل
القيود الثقافية والمجتمعية التي تحدّ من قبول القيادة النسائية حملات توعية، إشراك القيادات المجتمعية، والعمل مع الإعلام لتعزيز نماذج قيادية نسائية ناجحة
نقص الخبرات أو التدريب في بعض المناطق إنشاء برامج تدريبية موجهة، منح، ورش عمل قيادية، mentoring، coaching
الإدارة القانونية والمؤسسية للتمثيل سنّ تشريعات تكنولوجية للتمثيل في الهيئات الحكومية، قوانين تُلزم بعض المؤسسات بتوفير نسب تمثيل للمرأة
التوازن بين العمل والأسرة توفير مرافق رعاية أطفال، ساعات عمل مرنة، سياسات إجازة مرنة، دعم من القطاع الخاص والحكومي لتمكين المرأة.
أمثلة ناجحة:
وزارة البيئة المصرية التي وفّرت أكثر من نصف المناصب القيادية للنساء.
شركة PepsiCo مصر التي وصلت نسبة النساء في القيادة إلى نحو 40٪.
برامج تمكين وطنية مثل Tamkeen التي تدعم التمكين الاقتصادي والسياسي للنساء.
التوصيات
رغم التقدم الملحوظ في بعض القرارات والمبادرات، لا تزال مشاركة المرأة في القيادة غير متكافئة عبر القطاعات.
يُستحسن متابعة تنفيذ الاستراتيجيات الوطنية بمؤشرات قابلة للقياس والشفافية، مع نشر البيانات بانتظام.
يجب تعزيز التعاون بين الحكومة، القطاع الخاص، والمجتمع المدني لضمان برامج تدريبية وفرص قيادية للمرأة في كل محافظات مصر، ليس فقط في العاصمة والمناطق الحضرية، وتشجيع وجود نماذج تُلهم وتظهر للمرأة أن الوصول إلى مواقع القرار ممكن، مما يعزز الثقة والتطلّع.
خاتمة
مشاركة المرأة في مواقع القيادة ليست مطلبًا رمزيًا فحسب، بل هي حجر أساس في تحقيق التنمية المتوازنة والتقدم الاجتماعي. مع وجود إرادة سياسية حقيقية، وجهود مؤسساتية، ودعم ميداني، يمكن للمرأة أن تلعب دورًا محوريًا في صنع القرار، وهو ما يُعد استثمارًا في مستقبل أفضل لكل أفراد المجتمع.
