
تقرير – إنچي عادل سامي
يُعد التحرش واحدًا من أخطر الظواهر الاجتماعية التي تعاني منها الفتيات، سواء في الشارع أو المواصلات أو حتى على مواقع التواصل الاجتماعي، ورغم أن كثيرًا من البنات يواجهن هذا الموقف يوميًا، إلا أن البعض يفضل الصمت خوفًا من اللوم أو التوبيخ، التحرش ليس مجرد تصرف عابر، بل جريمة تهدد الأمان النفسي والجسدي وتترك أثرًا عميقًا على حياة البنات.
أشكال التحرش المختلفة
لم يعد التحرش مقتصرًا على الشارع فقط، بل تنوعت أشكاله بين التحرش اللفظي بالنظرات والكلمات، والتحرش الجسدي بالمضايقات المباشرة، إلى جانب التحرش الإلكتروني عبر الرسائل والتعليقات المسيئة على الإنترنت.
الأسباب وراء انتشار الظاهرة
من أبرز الأسباب غياب الوعي المجتمعي، وضعف التربية على احترام المرأة، إلى جانب غياب الردع القانوني في بعض الحالات، كما تلعب البطالة والفراغ دورًا في زيادة السلوكيات السلبية بين الشباب.
الآثار النفسية والاجتماعية
التحرش يترك جروحًا نفسية عميقة في نفسية الفتاة، منها فقدان الثقة بالنفس، الخوف من الخروج، والعزلة الاجتماعية، وفي بعض الحالات قد يتطور الأمر إلى اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب.
دور الأسرة في الحماية
الأسرة هي خط الدفاع الأول ضد التحرش، من خلال التوعية المستمرة، ودعم الفتاة إذا تعرضت لموقف، بدلًا من لومها أو إجبارها على الصمت.
القوانين والردع
القانون المصري شدد العقوبات على التحرش، ووضع نصوصًا صريحة تجرمه بالسجن والغرامة، لكن تفعيل القانون يحتاج شجاعة من البنات للإبلاغ، وتعاون من المجتمع لدعم الضحية بدلًا من التشكيك فيها.
التوعية المجتمعية والإعلام
الإعلام يلعب دورًا حاسمًا في كسر حاجز الخوف، من خلال طرح قصص حقيقية، وحملات توعية تساعد البنات على معرفة حقوقهن، كما أن المبادرات الشبابية ساهمت في نشر ثقافة “لا للتحرش” وتشجيع البنات على المواجهة.
نماذج بنات واجهن التحرش
هناك فتيات كسّرن حاجز الصمت، وواجهن المتحرشين بالإبلاغ أو بتوثيق الموقف، مما شجع غيرهن على اتخاذ خطوة مماثلة، هذه النماذج الملهمة تثبت أن التغيير ممكن، وأن صوت البنت له قوة في مواجهة هذه الجريمة.
خاتمة
التحرش ليس مشكلة شخصية تخص فتاة بعينها، بل هو قضية مجتمع كامل، مواجهة هذه الظاهرة تحتاج وعيًا، دعمًا، وقوانين صارمة، حتى تعيش كل فتاة بأمان وكرامة.