
تقرير – ميريهان عماد سلاكه
مقدمة
أصبحت الصحة النفسية للشباب واحدة من أبرز القضايا التي تشغل الرأي العام في السنوات الأخيرة، خاصة مع تزايد الضغوط الدراسية والاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب التأثير الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي، وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقارب 20% من المراهقين والشباب يعانون من اضطرابات نفسية بدرجات متفاوتة، ما يجعل القضية تستحق الاهتمام والبحث عن حلول عملية.
قلق الامتحانات كابوس المراهقين
الامتحانات ونظم التعليم التقليدية تُعد من أبرز مصادر القلق لدى الطلاب، دراسة لجامعة القاهرة عام 2022 أظهرت أن 65% من طلاب الثانوية العامة يعانون من أعراض توتر وقلق مرتبطة بالدراسة، بعض الطلاب يلجؤون للدروس الخصوصية بشكل مبالغ فيه، مما يزيد العبء النفسي والمالي على الأسرة.
الوجه المظلم للسوشيال ميديا
الاستخدام المفرط لمواقع التواصل يؤدي إلى مقارنات سلبية وشعور بعدم الرضا عن الذات، وفق دراسة بريطانية حديثة، ارتبط الاستخدام المكثف للإنستجرام بارتفاع معدلات الاكتئاب بين الفتيات المراهقات بنسبة 13%، بعض الخبراء يرون أن “الإدمان الرقمي” أصبح أحد أخطر التحديات الجديدة للصحة النفسية.
الأسرة خط الدفاع الأول
الحوار الأسري المنتظم يقلل من فرص تعرض الأبناء للاكتئاب أو القلق، الأخصائي النفسي د. أحمد عبد الرحمن يشير إلى أن التجاهل الأسري لمشاكل الأبناء النفسية قد يؤدي إلى تطور الأزمات لمرحلة أخطر مثل الانعزال أو التفكير في الانتحار، تقديم الدعم العاطفي، والإنصات الجيد، والاحتواء من أبرز عوامل الحماية.
الجامعات والمدارس بيئة قادرة على الاحتواء
توفير مرشدين نفسيين في المدارس والجامعات يساهم في اكتشاف الحالات مبكرًا، برامج التوعية بورش عمل وأنشطة تساعد الطلاب على التعبير عن أنفسهم، في بعض الدول الأوروبية، أصبح جلسة العلاج النفسي أسبوعيًا جزءًا من النظام التعليمي.
الرياضة دواء بلا وصفة
الأطباء النفسيون يؤكدون أن ممارسة الرياضة بانتظام تُعتبر من أفضل الوسائل لمكافحة التوتر والاكتئاب، دراسة لجامعة هارفارد عام 2021 أوضحت أن ممارسة 30 دقيقة من المشي السريع يوميًا تقلل من احتمالية الإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى 26%، الرياضة الجماعية، مثل كرة القدم أو كرة السلة، تساعد الشباب على تكوين صداقات جديدة وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، لذلك، ينصح المتخصصون بدمج الأنشطة الرياضية في المدارس والجامعات كجزء أساسي من اليوم الدراسي.
الإعلام شريك في نشر الوعي
يلعب الإعلام دورًا مهمًا في تشكيل وعي الشباب بقضايا الصحة النفسية، فبرامج التوعية وحملات الدعم عبر التلفزيون والسوشيال ميديا تساعد في كسر حاجز الصمت حول الاضطرابات النفسية، وتشير دراسة للمجلس القومي للإعلام عام 2023 إلى أن 70% من الشباب المصريين اكتسبوا معلوماتهم الأولى عن الاكتئاب والقلق من خلال الإعلام المرئي والرقمي، ما يجعل التغطية الإعلامية المسؤولة أداة فعّالة لمساندة الجهود الصحية والتعليمية.
حلول على طاولة الخبراء
تعزيز الوعي المجتمعي بأن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، دمج برامج للصحة النفسية في المناهج التعليمية، إتاحة خطوط ساخنة مجانية للشباب لطلب المساعدة، تدريب المعلمين على التعامل مع الأعراض الأولية للاضطرابات النفسية.
خاتمة
يذكر أن منظمات الصحة العالمية والأمم المتحدة طالبت بضرورة إعطاء الصحة النفسية للشباب أولوية قصوى خلال العقد الحالي، باعتبارهم القوة الأساسية لمستقبل المجتمعات، ومن وجهة نظرك: هل ترين أن الاهتمام بالصحة النفسية في المدارس والجامعات المصرية كافٍ، أم ما زال الطريق طويلًا أمامنا.