الأمن الغذائي العالمي.. الحروب والتغيرات المناخية تدفع الملايين إلى حافة الجوع
الأسباب والدوافع المتعددة

تقرير: ريم بهاء عسل
مقدمة
في ظل تصاعد النزاعات المسلحة والتحديات المناخية والاقتصادية، يتعاظم خطر انعدام الأمن الغذائي في مناطق واسعة من العالم. تُظهر الأرقام الأخيرة أن ملايين البشر يعانون مستويات حادة من الجوع، وأن الفشل في توفير المساعدات الكافية أو الاستجابة الفورية يمكن أن يؤدي إلى كوارث إنسانية واسعة.
الوضع الراهن للأمن الغذائي
وفق تقرير SOFI 2025 من عدة وكالات أممية، واجه نحو 673 مليون شخص الجوع في عام 2024، وهو ما يعادل حوالي 8.2% من سكان العالم، لكن الوضع لم يتحسن في مناطق عديدة، خاصة في أفريقيا وغرب آسيا، حيث تزايدت معدلات الجوع رغم الانخفاض العام البطيء.
تقرير آخر لمنظمة WFP يشير إلى أن 343 مليون شخص يعيشون حالة انعدام أمن غذائي حاد في 74 دولة تُديرها المنظمة، ويواجه بعضهم خطر المجاعة إن لم تُقدَّم لهم مساعدات عاجلة.
الأسباب والدوافع المتعددة
النزاعات المسلحة: الحروب تُدمّر الزراعة، تُعطّل سلاسل الإمداد، وتُعيق وصول المساعدات.
التغير المناخي والكوارث الطبيعية: موجات الجفاف، الفيضانات، والحرارة المرتفعة تؤثر على الأراضي الزراعية والإنتاج.
الأزمات الاقتصادية والانكماش التضخمي: ارتفاع أسعار الغذاء، ضعف القدرة الشرائية، وتذبذب العملات.
نقص التمويل للمساعدات الإنسانية: تقرير WFP لعام 2025 يوضح أن هناك فجوة كبيرة بين الاحتياج و التمويل المتاح، مما يجعل المنظمات غير قادرة على تغطية جميع المتضررين.
التأثيرات على الفئات الأكثر ضعفًا
الأطفال: زيادة حالات سوء التغذية الحاد في مناطق النزاع.
السكان في الدول الهشة: حيث تزداد نسبة الجوع لتتجاوز 20% من السكان في بعض الدول الأفريقية.
النساء الحوامل والمسنين: هم الأكثر تأثرًا عند توقف المساعدات أو انقطاع الإمدادات. تقارير بيانات SOFI تُشير إلى أن انخفاض خيارات التغذية السليمة يؤثر بشدة على هذه الفئات.
الجهود الدولية والتوصيات
منظمات مثل WFP تطالب بـ 16.9 مليار دولار لتغطية الاحتياجات الغذائية الإنسانية في 2025، يجب تعزيز الزراعة المحلية، تحسين شبكات الحماية الاجتماعية، وتخفيف القيود اللوجستية لتسريع وصول الغذاء، التعاون بين الدول المانحة، المنظمات الدولية، الحكومات المحلية مطلوب لتنسيق الجهود وتقليل الهدر وضمان استدامة الحلول.
خاتمة
يُذكر أن معدلات الجوع العالمي وصلت إلى مستويات قياسية في 2024، حيث أن 295 مليون شخص عانوا من الجوع الحاد في 53 دولة، وهو ما دفع الأزمة إلى الواجهة الدولية، ويشار إلى أن الوصول إلى هدف القضاء على الجوع بحلول سنة 2030 يبدو غير مرجّح إذا استمر المعدل الحالي للنزاع والتغير المناخي وتقلبات الاقتصاد، هل يمكن للدول الغنية والمؤسسات الدولية أن تتّخذ سياسات أكثر جرأة الآن لإنقاذ ملايين الأرواح، أم أن المسار الحالي سيؤدي إلى تصعيد إنساني لا يمكن إيقافه؟