العرب والعالم
أخر الأخبار

العلاقات الدولية في ظل التحالفات الجديدة

تقرير – ميريهان عماد سلاكه

مقدمة

يشهد العالم تحولات متسارعة في العلاقات الدولية، حيث لم تعد التحالفات التقليدية وحدها مسيطرة، بل برزت تكتلات جديدة مثل “بريكس” لتلعب دورًا اقتصاديًا وسياسيًا متناميًا يعيد تشكيل النظام العالمي.

التغير في موازين القوى العالمية 

لم تعد القوى الكبرى كالولايات المتحدة وروسيا والصين وحدها المتحكمة في مسار السياسات العالمية، بل دخلت قوى إقليمية ودول صاعدة تسعى لإثبات وجودها، تحالفات مثل “بريكس” – التي بدأت بخمس دول (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا) – صارت اليوم تشمل قوى اقتصادية أخرى مثل مصر، السعودية، الإمارات، إيران، وهو ما يفتح الباب أمام شبكة مصالح جديدة قد تُغيّر موازين القوى التقليدية.

إحصائية مهمة: دول “بريكس بلس” بعد التوسع باتت تمثل أكثر من 45% من سكان العالم، وحوالي 35% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مما يجعلها منافسًا حقيقيًا للمؤسسات الاقتصادية الغربية كصندوق النقد والبنك الدولي.

دوافع التحالفات الجديدة مصالح متشابكة

الاقتصاد: رغبة في تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي وإنشاء عملة موحدة للتبادل التجاري.

السياسة: البحث عن توازن جديد يحد من الهيمنة الغربية ويمنح صوتًا أقوى للدول النامية.

الأمن والطاقة: تأمين مصادر الطاقة، خاصة بعد أزمة أوكرانيا التي أظهرت هشاشة أسواق الطاقة العالمية.

النفوذ الدولي: تعزيز الحضور على الساحة الدولية عبر تحالفات متعددة الأطراف بدلًا من الاعتماد على قوى منفردة.

التأثير على السياسات الإقليمية دول بين الانضمام والحياد

هذه التحالفات لا تؤثر فقط على العلاقات بين القوى الكبرى، بل تمتد أيضًا إلى الدول الصغيرة والمتوسطة.

دول مثل مصر والسعودية رأت أن الانضمام لـ”بريكس” يمثل فرصة لتعزيز دورها الإقليمي وزيادة نفوذها في القضايا الاقتصادية، بينما دول أخرى ما زالت مترددة خوفًا من فقدان تحالفاتها التقليدية مع الغرب أو تعرضها لضغوط سياسية.

 مثال تاريخي: خلال الحرب الباردة اضطرت كثير من الدول النامية إلى الانحياز لمعسكر الشرق أو الغرب، أما اليوم فبات لديها مساحة أوسع للمناورة عبر تكتلات مثل “بريكس” أو منظمة شنغهاي.

آراء الخبراء مستقبل معقد لكنه واعد

يؤكد الباحثون في العلاقات الدولية أن هذه التحالفات ستعيد رسم “خريطة النفوذ العالمي”، خاصة في ظل التراجع النسبي للدور الأمريكي.

بينما يرى آخرون أن التكتلات الجديدة قد تزيد من حدة الاستقطاب بين الشرق والغرب وتدخل العالم في “حرب باردة جديدة” لكن بأدوات اقتصادية.

في المقابل، يعتبر بعض الخبراء أن هذه التحالفات تمنح فرصة ذهبية للدول النامية لتجد مكانًا أكثر فاعلية في النظام العالمي، بعدما ظلت لعقود مهمشة سياسيًا واقتصاديًا.

خاتمة

يُشار إلى أن التحالفات الدولية الجديدة لا تزال في مرحلة تشكّل، ما يجعلها سلاحًا ذا حدين: فهي من جهة تفتح آفاقًا واسعة للدول النامية والقوى الصاعدة، ومن جهة أخرى قد تزيد من تعقيد المشهد العالمي وتعمّق الاستقطاب الدولي،

 والسؤال الأهم الذي يبقى مطروحًا: هل ستكون هذه التحالفات بداية لنظام عالمي أكثر عدالة، أم مقدمة لصراعات جديدة بأشكال مختلفة؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى