
تقرير – ميريهان عماد سلاكه
مقدمة
القارة التي تحولت إلى ساحة صراع عالمي تحولت إفريقيا خلال السنوات الأخيرة إلى ساحة جذب للقوى الدولية بسبب مواردها الطبيعية الضخمة وموقعها الاستراتيجي، مما جعلها محور تنافس بين الصين وروسيا والغرب، في صراع يمتد من الاقتصاد إلى الأمن والسياسة.
الصين استثمارات تصنع النفوذ
تعد الصين أكبر شريك تجاري لإفريقيا منذ عام 2009، بلغ حجم التجارة بين الصين والدول الإفريقية أكثر من 250 مليار دولار في 2023، تركز الاستثمارات الصينية على البنية التحتية (طرق، موانئ، سكك حديدية) ضمن مبادرة “الحزام والطريق”.
يرى خبراء أن النفوذ الصيني لا يقتصر على الاقتصاد، بل يمتد إلى “القوة الناعمة” من خلال المنح التعليمية والتدريب العسكري.
روسيا السلاح طريق العودة إلى القارة
روسيا تعود بقوة إلى إفريقيا عبر صفقات السلاح والتعاون الأمني، نحو 40% من واردات السلاح الإفريقي مصدرها روسيا وفقًا لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام، تعتمد موسكو على شركات أمنية مثل “فاغنر” لتثبيت وجودها، خاصة في دول الساحل وإفريقيا الوسطى، يعتقد محللون أن روسيا تحاول كسب حلفاء جدد في مواجهة الضغوط الغربية والعزلة الدولية.
الغرب نفوذ يتراجع وثقة مفقودة
تاريخيًا، سيطرت القوى الاستعمارية الأوروبية على إفريقيا، إلا أن نفوذها تراجع لصالح الصين وروسيا، تسعى واشنطن لتعزيز حضورها عبر مبادرات مثل “أفريكوم” (القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا)، تركز أوروبا على ملف الهجرة غير الشرعية والإرهاب في الساحل الإفريقي أكثر من التنمية الاقتصادية.
يرى بعض الباحثين أن الغرب فقد الكثير من “الثقة الشعبية” في إفريقيا بسبب تاريخه الاستعماري وسياساته الازدواجية.
إفريقيا بين مكاسب محتملة ومخاطر الاستغلال
بعض الحكومات الإفريقية ترى في التنافس الدولي فرصة للحصول على الاستثمارات والدعم التنموي، في المقابل، هناك مخاوف من أن يتحول الصراع إلى “استعمار جديد” ينهب الموارد ويترك الشعوب في فقر، دراسات تاريخية تشير إلى أن إفريقيا كانت دائمًا ساحة للصراع الخارجي، من الحرب الباردة حتى اليوم.
يطرح خبراء التنمية تساؤلًا: هل تستطيع إفريقيا صياغة أجندة مستقلة تحفظ مصالحها بعيدًا عن الضغوط الدولية؟
خاتمة
يذكر أن إفريقيا، رغم التحديات الأمنية والاقتصادية، ما زالت تمثل القارة الواعدة في القرن الحادي والعشرين، وبينما تسعى القوى الكبرى لتعزيز نفوذها، يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح إفريقيا في استغلال التنافس لصالح شعوبها، أم ستظل رهينة صراعات الآخرين؟