ثقافة وفن
أخر الأخبار

مهرجان الخيول بنادي الصفوة.. الأصالة والفروسية تضيء العاشر من رمضان

تقرير – إنچى هشام

مقدمة

تظل الخيول العربية الأصيلة رمزًا متجذرًا في وجدان العرب، تحمل في ملامحها الكبرياء والجمال، وفي خطواتها العزة والشجاعة، وفي مشهد يجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر، نظم نادي الصفوة الرياضي بمدينة العاشر من رمضان مهرجانًا للخيول ليعيد إلى الأذهان أمجاد الفروسية ويمنح الجمهور يومًا استثنائيًا من المتعة والإثارة.

شهدت مدينة العاشر من رمضان يومًا استثنائيًا حيث احتضن نادي الصفوة الرياضي مهرجان الخيول العربية الأصيلة في احتفالية جمعت بين التراث والرياضة وسط حضور جماهيري واسع ضم عائلات ومحبي الفروسية من مختلف أنحاء الجمهورية.

سحر العروض وتنوع الفقرات

بدأ المهرجان بعرض افتتاحي مهيب حيث دخل الفرسان إلى الساحة يمتطون خيولهم المزينة مرتدين الزي العربي التقليدي الذي عكس أصالة الفروسية، وتوالت بعد ذلك فقرات متنوعة شملت عروضًا استعراضية أظهرت مهارة الفرسان في السيطرة على الخيول وتقديم حركات متناسقة أبهرت الحضور، وفقرات تراثية سلطت الضوء على الخيل كرمز للعزة والشجاعة والجمال في الثقافة العربية.

الحضور الجماهيري والتفاعل

شهد المهرجان حضور محافظ الشرقية الذي حرص على متابعة الفعاليات بنفسه مؤكدًا في كلمته أهمية مثل هذه المهرجانات في إحياء التراث المصري العريق والتعريف برياضة الفروسية كجزء أصيل من الهوية الثقافية، وقد أعرب عن سعادته بالإقبال الجماهيري الكبير مشيدًا بالمستوى المتميز للفرسان والعروض التي عكست صورة مشرفة عن مهارة الشباب المصري، امتلأت ساحات ومدرجات النادي بالجماهير التي تابعت العروض بحماس شديد، العائلات حضرت بأعداد كبيرة واصطحب الكثير منهم أطفالهم الذين أبدوا انبهارًا بجمال الخيول وحركاتها، بينما استغل الشباب فرصة المهرجان لالتقاط الصور التذكارية ونشرها على مواقع التواصل مما ساهم في توسيع صدى الفعالية.

الخيول العربية.. إرث خالد

الخيول العربية الأصيلة التي شاركت في المهرجان تُعد من أعرق السلالات في العالم، وقد ارتبطت عبر التاريخ بالقوة والجمال والوفاء كما استخدمت في الفتوحات والمعارك وأصبحت رمزًا للهوية العربية، وتحرص مصر على رعاية هذا الإرث من خلال مزارع رسمية وخاصة للحفاظ على نقاء السلالة وتطوير مسابقات الفروسية، ولم يكن اختيار نادي الصفوة الرياضي لاستضافة المهرجان مصادفة فهو يعد من أبرز الأندية بمدينة العاشر من رمضان ويتميز ببنية تحتية قوية ومساحات واسعة تؤهله لاستضافة فعاليات رياضية كبرى، وقد أكد مجلس إدارة النادي أن استضافة مثل هذه الأحداث تعكس رسالته في نشر الرياضة وإحياء التراث في آن واحد.

فقرة رمي السهام

ومن أبرز الفقرات التي خطفت الأنظار في المهرجان عروض رمي السهام، حيث قدّم فريق متخصص استعراضًا مدهشًا للرماية من على الأرض، أظهروا خلاله دقة إصابة الأهداف وسط تفاعل كبير من الحضور، وزاد الإبهار عندما صعد فرسان آخرون إلى خيولهم وقدموا فقرة الرماية من فوق صهوات الجياد في مزيج فريد يجمع بين سرعة الحصان وثبات يد الفارس، هذه الفقرة عكست روح الفروسية الحقيقية التي لا تقوم على الفروسية فقط بل على الشجاعة والدقة والتركيز وجعلت الجمهور يصفق بحرارة إعجابًا بروعة الأداء

فقرة التقاط الأهداب بتشكيلات جماعية

ومن الفقرات التي أبهرت الحضور أيضًا عرض التقاط الأهداب بتشكيلات أحادية وثنائية وثلاثية، حيث اندفع الفرسان بخيولهم من يمين المنصة في انسجام رائع يتقدمون في صفوف متوازية ثم ينحنون بخفة لالتقاط الأهداف في وقت واحد، هذا التناغم بين أكثر من فارس في اللحظة ذاتها أظهر صورة راقية من الانسجام والتدريب الدقيق ليُجسد روح التعاون والمهارة الجماعية وسط تصفيق حار من الجمهور الذي تابع العرض بانبهار شديد.

إبداع الطيران في سماء المهرجان

ولم يقتصر الإبداع على الأرض فحسب بل امتد إلى السماء حيث قدّم فريق من الطيارين استعراضًا جويًا أبهر الحضور تزامن مع عروض الخيول على الأرض لتكتمل اللوحة الاحتفالية بين الأرض والسماء، تصفيق الجمهور وتعالي هتافاته مع كل حركة بهلوانية للطائرات منح المهرجان طابعًا عالميًا وأضفى لمسة استثنائية من البهجة والدهشة على اليوم بأكمله.

فقرة الرقص الشعبي

ومن الفقرات التي أضفت طابعًا شعبيًا مميزًا على المهرجان فقرة الرقص بالعصايا وهو فن مصري أصيل يُعرف بالتحطيب حيث أدى مجموعة من الشباب استعراضات على أنغام المزمار والطبول مستخدمين العصيان في حركات استعراضية تحاكي المبارزة، ولم تقتصر الفقرات على عروض الخيول والتحطيب فقط بل خطفت الأنظار فقرة الرقص بالزلعة حيث قدّمت مجموعة من الفتيات عرضًا تراثيًا مبهجًا رقصن خلاله حاملات “الزلعات” الفخارية على رؤوسهن في توازن دقيق وحركات متناغمة مع أنغام المزمار والطبول، وقدّم هذا العرض صورة أصيلة من الفلكلور الشعبي المصري أضفت لمسة أنثوية رشيقة على أجواء المهرجان.

تصريحات المشاركين والجمهور

قال أحد الفرسان المشاركين “المهرجان فرصة رائعة لعرض مهارات الفروسية وإظهار جمال الخيل العربي أمام الجمهور وأتمنى تكرار مثل هذه الفعاليات بشكل دوري”، بينما عبرت إحدى الحاضرات عن سعادتها قائلة “حضرت مع أسرتي والأطفال استمتعوا كثيرًا بجمال الخيول والأجواء هنا جميلة وتدعو للفخر بتراثنا”، وأضاف منظم المهرجان “هدفنا الأساسي هو ربط الأجيال الجديدة بتراث الفروسية وإبراز مكانة مصر كمركز مهم لرياضة الخيول العربية”.

وفي ختام المهرجان قام محافظ الشرقية بتكريم رئيس مجلس إدارة نادي الصفوة الرياضي وأعضاء النادي تقديرًا لدورهم في تنظيم الحدث وإخراجه بصورة مشرفة، مؤكّدًا أن هذه الجهود تسهم في تعزيز مكانة الشرقية كمركز للفعاليات الرياضية والثقافية المميزة.

مهرجان الشرقية للخيول العربية الأصيلة

و يُعد مهرجان الشرقية للخيول العربية الأصيلة حدثًا سنويًا بارزًا في مصر، حيث تُعرف محافظة الشرقية باحتضانها نحو 80% من سلالات الخيول العربية الأصيلة في البلاد، مما يمنح المهرجان بعدًا تاريخيًا وثقافيًا عميقًا. تقام فعاليات المهرجان عادةً في شهر أكتوبر من كل عام، حيث استضافت النسخة التاسعة والعشرون (29) المهرجان في الفترة من 1 إلى 3 أكتوبر 2025 على أرض نادي الصفوة الرياضي بمدينة العاشر من رمضان. ويحظى المهرجان بحضور رسمي وجماهيري كبير، حيث يُقام تحت رعاية عدد من الوزراء ويشهد حضور شخصيات هامة، أبرزهم محافظ الشرقية، بالإضافة إلى ممثلي المنظمة العالمية للحصان العربي (التي تضم 64 دولة)، ونخبة من أعضاء نوادي الفروسية وأصحاب المزارع ومحبي الخيول من مصر وعدة دول عربية وأجنبية (مثل إيطاليا في دورة 2025). ويساهم هذا التجمع الدولي الهام في تعزيز مكانة المهرجان كأحد أبرز الفعاليات السياحية والرياضية التي تهدف لتنشيط السياحة الصحراوية والحفاظ على التراث الأصيل للخيل العربي.

خاتمة

هكذا أسدل الستار على مهرجان الخيول بنادي الصفوة بعد يوم امتلأ بالحماس والفخر والتراث الأصيل، لم يكن مجرد حدث رياضي أو استعراضي بل كان رسالة حيّة بأن الخيل ما زالت عز العرب وفخرهم، وأن مصر ستبقى دائمًا أرضًا تحتضن الجمال وتحتفي بتاريخها العريق، وبين صهيل الخيول وتصفيق الجماهير كتب المهرجان فصلًا جديدًا يربط الأجيال بتراثهم الأصيل ويؤكد أن الفروسية باقية ما بقيت الأرض والإنسان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى