الاجتماعيات

البيئة.. تحديات الحاضر ورهانات المستقبل

البيئة بين تحديات اليوم ورهانات الغد

تقرير- ميريهان عماد 

مقدمة: 

أصبحت البيئة اليوم واحدة من أهم القضايا التي تشغل العالم، لما تمثّله من تأثير مباشر على حياة الإنسان واستدامة الموارد الطبيعية، ومع التغيرات المناخية السريعة والأنشطة البشرية المتزايدة، تحولت البيئة إلى ملف يفرض نفسه على الحكومات والمجتمعات، وسط تحذيرات من خبراء البيئة حول مستقبل الكوكب، إذا استمر الاستنزاف الحالي لموارده.

تعريف البيئة

يُعرّف العلماء البيئة بأنها كل ما يحيط بالإنسان من هواء وماء وتربة ومناخ، إضافة إلى الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية التي يعيش في إطارها، وتشكل البيئة الإطار الحاضن للحياة على الأرض، بما تضمه من موارد طبيعية وتنوع بيولوجي يضمن بقاء الكائنات الحية.

أنظمة البيئة الرئيسية

تتمثل أنظمة البيئة الرئيسية في: “الغلاف الجوي”: مصدر الهواء والعوامل المناخية، “الغلاف المائي”: يضم البحار والأنهار والبحيرات، “الغلاف الصخري”: يشمل التضاريس والتربة والمعادن، “الغلاف الحيوي”: يحتوي الإنسان والنباتات والحيوانات والكائنات الدقيقة، هذه الأنظمة متشابكة، وأي خلل في أحدها ينعكس مباشرة على بقية الأجزاء.

أبرز التحديات البيئية

من أبرز التحديات البيئية: “التغير المناخي”: تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن درجة حرارة الأرض ارتفعت بمقدار 1.1 درجة مئوية منذ الثورة الصناعية، وهو ما أدى إلى ذوبان الجليد، وارتفاع مستوى سطح البحر، وزيادة موجات الجفاف والفيضانات.

بجانب “تلوث الهواء والمياه”: بحسب منظمة الصحة العالمية، يتسبب تلوث الهواء في وفاة نحو 7 ملايين شخص سنوياً نتيجة أمراض تنفسية وقلبية. أما المياه، فيعاني أكثر من 2 مليار إنسان حول العالم من عدم الوصول لمياه شرب آمنة.

و”فقدان التنوع البيولوجي”: يحذر خبراء البيئة من أن أكثر من مليون نوع من الكائنات الحية مهدد بالانقراض خلال العقود المقبلة بسبب النشاط البشري وقطع الغابات.

بالإضافة إلى “الاستهلاك المفرط للموارد”: ارتفاع عدد السكان ليصل إلى 8 مليارات نسمة عام 2022 أدى إلى ضغوط هائلة على الموارد، في وقت تقول فيه الدراسات إننا نستهلك موارد الأرض بسرعة تفوق قدرتها على التجدد.

العوامل المؤثرة في علاقة الإنسان بالبيئة

تتشكل العوامل المؤثرة في علاقة الإنسان بالبيئة في: “النمو السكاني”: زيادة السكان تعني استهلاك أكبر للطاقة والمياه والغذاء، “التكنولوجيا”: رغم فوائدها، إلا أن التوسع الصناعي واستخدام الوقود الأحفوري زادا من انبعاثات الغازات.

بالإضافة إلى “الثقافة والقيم المجتمعية”: تختلف بين مجتمعات تعتبر الطبيعة جزءاً مقدساً، وأخرى تنظر إليها كمورد للاستغلال فقط، “الاقتصاد والسياسات”: غياب السياسات البيئية الرادعة يجعل استنزاف الموارد يتزايد.

آراء الخبراء حول الموضوع

قال الدكتور مصطفى طلبة، المدير الأسبق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة خلال لقاء تلفزيوني في برنامج “بلا حدود”: “البيئة ليست ترفاً، بل أساس بقاء الإنسان، والتهديد البيئي أخطر من أي حرب عسكرية لأنه يهدد وجود البشرية بأكملها”.

ويشير تقرير “الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)” إلى أن العالم أمام عقد حاسم إما يتم فيه خفض الانبعاثات وإما نواجه كوارث لا رجعة فيها، فيما يرى خبراء الاقتصاد أن التحول إلى الطاقة المتجددة لم يعد خياراً، بل ضرورة لحماية البيئة ودعم الاقتصاد الأخضر.

حلول مطروحة

من الحلول المطروحة: “التوسع في إعادة التدوير، الاستثمار في الطاقة الشمسية والرياح، ترشيد استهلاك المياه والكهرباء على مستوى الأفراد، فرض سياسات دولية صارمة للحد من الانبعاثات”. 

خاتمة: 

يُشار إلى أن قضية البيئة لم تعد مسؤولية الحكومات وحدها، بل هي التزام جماعي يبدأ من وعي الفرد بأبسط الممارسات اليومية، وصولاً إلى السياسات الدولية الكبرى، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سيتحرك العالم بالسرعة الكافية لإنقاذ الكوكب، أم سنظل ندفع ثمن إهمالنا للبيئة جيلاً بعد جيل؟. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى