العرب والعالم

حرب 7 أكتوبر 2023.. عملية طوفان الأقصى التي قلبت موازين الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي

السيناريوهات المستقبلية المحتملة

تقرير – مريم محمد

مقدمة

في السابع من أكتوبر 2023، استيقظ العالم على مشهد غير متوقع في الشرق الأوسط: آلاف الصواريخ تنطلق من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، ومئات المقاتلين الفلسطينيين يعبرون الحدود في هجوم هو الأوسع منذ عقود، أُطلق على العملية اسم “طوفان الأقصى”، لتصبح نقطة تحول تاريخية في الصراع الممتد منذ أكثر من سبعة عقود، ولتشعل حربًا استمرت لشهور وخلفت تداعيات إنسانية وسياسية ما زالت آثارها قائمة حتى اليوم.

خلفية الصراع

منذ احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1948، ظل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي مشتعلاً عبر حروب ومعارك متفرقة، ومع انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005، ظل القطاع تحت حصار مشدد، فيما اندلعت جولات متكررة من المواجهات العسكرية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، إلا أن حرب 7 أكتوبر تميزت بأنها الأعنف والأكثر تأثيرًا منذ حرب 1973.

تفاصيل الهجوم المفاجئ

مع فجر يوم السبت 7 أكتوبر 2023، شنت كتائب القسام وفصائل فلسطينية أخرى هجومًا منسقًا على المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة.

إطلاق مكثف للصواريخ: قدر عددها بالآلاف في الساعات الأولى

اقتحام بري غير مسبوق: مئات المقاتلين عبروا الحدود باستخدام الدراجات النارية والمظلات والسيارات، سيطرة على مواقع: تم الاستيلاء على عدد من القواعد العسكرية والمستوطنات، أسر جنود ومدنيين: وقعت أعداد كبيرة من الجنود الإسرائيليين والمستوطنين في الأسر، وهو ما مثل ضربة قوية للجيش الإسرائيلي.

لم تمضِ ساعات حتى أعلنت إسرائيل حالة الحرب، وردت بسلسلة غارات جوية كثيفة استهدفت البنية التحتية في غزة، بما في ذلك الأبراج السكنية والمستشفيات والمدارس.

تدمير شامل في غزة: آلاف المباني تعرضت للقصف

ضحايا مدنيون: أعداد كبيرة من الشهداء، غالبيتهم من النساء والأطفال، حشد عسكري واسع: أعلنت إسرائيل التعبئة العامة، وبدأت عملية برية لاحقة داخل القطاع.

الخسائر البشرية والمادية

في الجانب الفلسطيني: قُتل عشرات الآلاف، وأُصيب مئات الآلاف، مع دمار واسع للبنية التحتية، في الجانب الإسرائيلي: قُتل أكثر من 1200 شخص في اليوم الأول فقط، بينهم عسكريون ومدنيون، إضافة إلى خسائر اقتصادية وأمنية جسيمة.

أزمة إنسانية كبرى: نزوح داخلي واسع في غزة، وانقطاع للكهرباء والمياه والوقود.

ردود الفعل الدولية

انقسام عالمي: بعض الدول الغربية أعلنت دعمها لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها، بينما طالبت دول عربية وإسلامية بوقف فوري لإطلاق النار، مظاهرات عالمية: خرجت احتجاجات ضخمة في عواصم عديدة لدعم الفلسطينيين والتنديد بالعدوان الإسرائيلي، تحركات دبلوماسية: فشلت عدة محاولات أممية للتوصل إلى هدنة دائمة، بسبب الخلافات داخل مجلس الأمن.

الأبعاد الإقليمية

مصر لعبت دورًا محوريًا في التفاوض من أجل إدخال المساعدات الإنسانية، لبنان شهد جبهة مشتعلة بين “حزب الله” وإسرائيل على الحدود، إيران وُجهت إليها اتهامات بدعم العملية، بينما نفت تورطها المباشر، تركيا وقطر تبنتا مواقف داعمة للفلسطينيين، ودعتا لوقف إطلاق النار.

الأثر السياسي والعسكري

أعاد الهجوم ملف القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية بعد سنوات من التهميش، أظهر هشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية رغم التطور التكنولوجي، عززت العملية مكانة فصائل المقاومة كقوة مؤثرة في المنطقة، طرح تساؤلات كبرى حول مستقبل حل الدولتين، وإمكانية التوصل إلى تسوية عادلة.

مستقبل الصراع بعد “طوفان الأقصى”

لا تزال تداعيات حرب 7 أكتوبر مستمرة حتى اليوم، حيث خلّفت وراءها: أزمة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة، تصاعد مشاعر الغضب والتضامن مع القضية الفلسطينية عالميًا، تحولات في سياسات المنطقة، إذ أصبح من الصعب تجاوز القضية الفلسطينية في أي تسوية إقليمية مقبلة.

التخطيط لعملية “طوفان الأقصى”

مصادر إعلامية إسرائيلية وأجنبية كشفت لاحقًا إن الهجوم كان مخطط له منذ شهور طويلة بسرية تامة، تم استخدام أنفاق تحت الأرض لعبور المقاتلين وتخزين السلاح، تدريب مجموعات خاصة على اقتحام القواعد العسكرية الإسرائيلية، خداع استخباراتي: حيث ركزت إسرائيل على متابعة الضفة الغربية وظنت أن غزة “مهدأة”، ما جعل الهجوم مفاجئًا.

الثغرات الأمنية الإسرائيلية

الهجوم فضح نقاط ضعف خطيرة في المنظومة الأمنية الإسرائيلية: فشل نظام القبة الحديدية في اعتراض الكم الكبير من الصواريخ، انهيار سريع لوحدات الجيش على الحدود، غياب الاستجابة السريعة رغم وجود تحذيرات استخباراتية أمريكية وإسرائيلية قبل أيام قليلة من العملية.

الحرب العالمية

لم تكن المعركة عسكرية فقط، بل أيضًا إعلامية: فصائل المقاومة بثت مشاهد مباشرة لاقتحام المواقع الإسرائيلية، ما أحدث صدمة للرأي العام الإسرائيلي، الإعلام الغربي اتُهم بالانحياز لإسرائيل في تغطيته، منصات التواصل الاجتماعي لعبت دورًا رئيسيًا في كشف حجم المجازر في غزة، وتوثيق الانتهاكات.

التداعيات الإقتصادية

في إسرائيل: الاقتصاد تكبد خسائر بمليارات الدولارات بسبب توقف حركة الطيران والسياحة وتعطل مئات الشركات، في غزة: الحصار والقصف دمرا البنية الاقتصادية الهشة أساسًا، مع إغلاق معظم المصانع وتوقف الصيد والزراعة، إقليميًا: أسعار النفط ارتفعت مع اندلاع الحرب خوفًا من اتساع رقعة الصراع.

المشهد الإنساني

حرب غزة

أكثر من 2 مليون فلسطيني في غزة عاشوا كارثة إنسانية غير مسبوقة: انقطاع الكهرباء لأيام، نقص المياه الصالحة للشرب، وانعدام الأدوية، المستشفيات تحولت إلى ملاجئ للجرحى والنازحين معًا، آلاف الأطفال فقدوا ذويهم، ما أثار مخاوف من جيل كامل يعاني من آثار الحرب النفسية.

الانعكاسات الإقليمية والدولية

دول عربية أوقفت أو جمدت خطوات التطبيع مع إسرائيل بعد تصاعد الغضب الشعبي، في الولايات المتحدة، انقسم الرأي العام لأول مرة بشكل ملحوظ بين مؤيد لإسرائيل وداعم للحقوق الفلسطينية، في أوروبا، برزت أصوات سياسية قوية تُحذر من استمرار الحرب، خاصة مع ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين.

مقارنات تاريخية

كثير من المحللين شبهوا 7 أكتوبر بـ 6 أكتوبر 1973 “حرب أكتوبر”، باعتبارها ضربة مباغتة قلبت الحسابات، الفارق أن طوفان الأقصى لم يكن حرب جيوش نظامية، بل عملية نفذتها حركة مقاومة ضد واحدة من أقوى جيوش العالم.

التأثير على الداخل الإسرائيلي

صدمة مجتمعية كبرى داخل إسرائيل، حيث وصف بعض الصحفيين الهجوم بأنه “أكبر إخفاق أمني منذ 1948″، موجة احتجاجات داخلية ضد الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، واتهامات له بالفشل في حماية الإسرائيليين، انقسام سياسي عميق حول كيفية إدارة الحرب ومستقبل غزة.

احتمالات المستقبل

 استمرار الصراع: في ظل غياب حل سياسي، مرجح أن تظل غزة وإسرائيل في حالة مواجهة مفتوحة، تسويات إقليمية: قد تدفع الحرب القوى الكبرى لإعادة التفكير في مفاوضات السلام، تغير خريطة التحالفات: إذ بات واضحًا أن القضية الفلسطينية استعادت مركزيتها في الشرق الأوسط.

دور الأسرى وتأثيرهم في مسار الحرب

أحد أهم مكاسب “طوفان الأقصى” كان أسر مئات الجنود والمدنيين الإسرائيليين، ما شكّل ورقة ضغط كبيرة على الحكومة الإسرائيلية، فصائل المقاومة أكدت أن الإفراج عنهم لن يتم إلا بصفقة تبادل شاملة تشمل جميع الأسرى الفلسطينيين، هذه الورقة أضعفت الموقف الإسرائيلي وخلقت أزمة اجتماعية داخلية حيث تظاهر أهالي الأسرى في تل أبيب مطالبين بوقف الحرب وإعادتهم.

البعد الديني في المعركة

اختيار اسم العملية “طوفان الأقصى” لم يكن صدفة؛ بل ارتبط بالتوترات في المسجد الأقصى والاقتحامات المتكررة للمستوطنين، العملية جاءت كرسالة رمزية أن القدس هي محور الصراع، وأن غزة ليست بمعزل عن ما يحدث في الضفة والقدس، الخطاب الديني والإعلامي ساهم في تعبئة جماهيرية واسعة داخل فلسطين وخارجها.

أبرز المحطات الزمنية لحرب 7 أكتوبر 2023

7 أكتوبر 202

انطلاق عملية “طوفان الأقصى” فجراً بهجوم صاروخي كثيف واقتحام بري من غزة، سقوط أكثر من 1200 قتيل إسرائيلي وأسر مئات الجنود والمدنيين، إعلان إسرائيل حالة الحرب والتعبئة العامة.

8– 10 أكتوبر 2023

بدء غارات جوية إسرائيلية مكثفة على غزة استهدفت الأبراج السكنية والبنية التحتية، إعلان الحصار الكامل: منع الكهرباء والماء والوقود عن القطاع، أولى الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.

منتصف أكتوبر 2023

إسرائيل تبدأ التمهيد لعملية برية داخل غزة، اشتعال جبهة الحدود مع لبنان بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، مصر تفتح معبر رفح جزئياً لإدخال مساعدات إنسانية محدودة.

أواخر أكتوبر 2023

القوات الإسرائيلية تتوغل بريًا شمال غزة وتسيطر على أجزاء من مدينة غزة، ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين لعشرات الآلاف، غالبيتهم من النساء والأطفال، الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية غير مسبوقة.

نوفمبر 2023

اشتداد العمليات العسكرية في وسط وجنوب غزة، تصاعد المطالب الدولية بوقف الحرب بعد مشاهد المجازر، بدء المفاوضات بوساطة مصر وقطر لإبرام هدنة إنسانية.

24 نوفمبر 2023

إعلان هدنة مؤقتة لمدة 7 أيام بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل “عشرات الأسرى الفلسطينيين مقابل مدنيين إسرائيليين”، دخول مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى غزة.

ديسمبر 2023 – يناير

استئناف القتال بعد انتهاء الهدنة، إسرائيل توسع عملياتها نحو خان يونس جنوب غزة، زيادة أعداد النازحين لتصل إلى أكثر من مليون ونصف شخص.

بداية 2024

الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة تصف الوضع في غزة بأنه “أكبر كارثة إنسانية في القرن الحادي والعشرين”، استمرار الضغوط الدولية على إسرائيل مع اتساع حركة التضامن العالمية مع الفلسطينيين.

الجبهة الشمالية “لبنان”

في الأيام التالية للعملية، تصاعدت الاشتباكات على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، “حزب الله” نفّذ عمليات قصف بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضد مواقع عسكرية إسرائيلية، هذا فتح جبهة جديدة أرهقت إسرائيل، وجعلها تواجه خطر توسع الحرب إقليميًا.

استخدام الأسلحة والتكنولوجيا

المقاومة الفلسطينية استخدمت طائرات مُسيّرة لضرب أهداف إسرائيلية لأول مرة بهذا الحجم، تم تدمير دبابات “ميركافا” الإسرائيلية بوسائل مضادة متطورة، على الجانب الإسرائيلي، استُخدم أحدث سلاح جو وتقنيات تجسس، لكن رغم ذلك فشل في منع الانهيار الأولى.

التغطية الحقوقية والإنسانية

منظمات مثل “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية” وثقت استخدام إسرائيل أسلحة محظورة في بعض المناطق، تقارير أممية تحدثت عن كارثة إنسانية في غزة مع تحذيرات من “إبادة جماعية”، لجان تحقيق دولية بدأت العمل لجمع الأدلة حول جرائم الحرب والانتهاكات.

الحرب على الشباب الفلسطيني

أعداد كبيرة من الأطفال والشباب شاركوا في الدفاع المدني، والإغاثة، والإعلام الميداني، جيل كامل تشكلت هويته السياسية من قلب هذه الحرب، وهو ما سيؤثر على مستقبل الصراع، دراسات نفسية أولية أظهرت انتشار اضطراب ما بعد الصدمة PTSD بشكل واسع بين الناجين.

شهادات إنسانية مؤثرة

أطباء في غزة حكوا عن إجراء عمليات بدون تخدير بسبب نقص الأدوية، أطفال فقدوا أسرهم بالكامل وظهروا في تقارير الأمم المتحدة كـ “يتامى الحرب”، مدنيون إسرائيليون حكوا عن صدمتهم يوم 7 أكتوبر وعدم تصديقهم أن “القبة الحديدية” فشلت.

تأثير الحرب على التعليم

تدمير مئات المدارس والجامعات في غزة، توقف العملية التعليمية لشهور طويلة، ظهور مبادرات تعليمية عبر الإنترنت أو خيام مؤقتة لتعليم الأطفال النازحين.

الإعلام الإسرائيلي

صُدم الإعلام المحلي في تل أبيب من حجم المفاجأة، انقسم بين انتقاد الحكومة والترويج للانتقام، رقابة عسكرية مشددة فُرضت على نشر بعض الحقائق عن الخسائر.

التهديدات الإقليمية الأوسع

المخاوف من توسع الحرب إلى إيران أو سوريا، تصاعد الهجمات في الضفة الغربية بشكل متوازٍ مع حرب غزة، البحر الأحمر والخليج العربي شهدوا توترات بسبب تهديدات جماعات مرتبطة بمحور المقاومة.

الجانب النفسي والاجتماعي

ارتفاع معدلات الاضطرابات النفسية بين سكان غزة خاصة الأطفال، موجة “هجرة داخلية” داخل إسرائيل حيث انتقل بعض السكان من الجنوب إلى الشمال خوفًا من استمرار القصف، تزايد معدلات التضامن الشعبي داخل فلسطين بين غزة والضفة والداخل المحتل.

شعراء فلسطينيون كتبوا قصائد عن المجازر والصمود، رسومات أطفال من غزة انتشرت عالميًا وأصبحت رموزًا للمأساة، فنانون عالميون نظموا معارض لدعم غزة وجمع التبرعات.

الدبلوماسية الدولية

اجتماعات طارئة متكررة للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، انقسام داخل مجلس الأمن بسبب الفيتو الأمريكي المتكرر ضد قرارات وقف إطلاق النار، مبادرات وساطة من قطر وتركيا ومصر لكنها فشلت في البداية بسبب تعنت الأطراف.

التكنولوجيا والفضاء الإلكتروني

هجمات إلكترونية متبادلة: مجموعات هاكرز فلسطينية وإيرانية اخترقت مواقع إسرائيلية، إسرائيل بدورها عطلت الإنترنت وشبكات الاتصال في غزة عدة مرات، منصات التواصل الاجتماعي اتُّهمت بحذف محتوى داعم لفلسطين بشكل ممنهج.

الأثر على الجاليات الفلسطينية والعربية بالخارج

الفلسطينيون في أوروبا وأمريكا نظموا مسيرات ضخمة، الجاليات واجهت ضغوط إعلامية وسياسية كبيرة، بعض الحكومات الغربية حاولت تقييد رفع علم فلسطين في التظاهرات.

الأبعاد الجيوسياسية

العلاقات العربية – الإسرائيلية: بعض الدول جمدت اتصالات التطبيع، والبعض الآخر أصبح مترددًا في الإعلان عن خطوات جديدة، الولايات المتحدة: دعمت إسرائيل عسكريًا وسياسيًا، وأرسلت حاملات طائرات للمنطقة، روسيا والصين: استغلتا الموقف للدعوة إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب، واتهمتا واشنطن بالانحياز.

الموقف العربي الرسمي

مصر: ركزت على وقف إطلاق النار وفتح معبر رفح للمساعدات، ورفضت تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، الأردن: شهدت احتجاجات ضخمة، والحكومة حذرت من “تصفية القضية الفلسطينية”، السعودية: جمدت خطوات التطبيع اللي كانت متوقعة مع إسرائيل، المغرب والإمارات: واجهوا ضغط شعبي كبير بسبب استمرار العلاقات مع إسرائيل.

الدعم العسكري الخارجي لإسرائيل

الولايات المتحدة زودت إسرائيل بذخائر وقنابل ذكية وصواريخ “باتريوت”، دول أوروبية مثل ألمانيا وبريطانيا قدمت دعمًا سياسيًا ولوجستيًا، رغم ذلك، واجهت الحكومات الغربية انتقادات داخلية بسبب ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين.

الانقسام الفلسطيني الداخلي

رغم الحرب، ظهرت دعوات لتوحيد الصف بين حماس وفتح، السلطة الفلسطينية في رام الله تعرضت لانتقادات حادة بسبب موقفها الباهت، بعض المحللين رأوا أن الحرب أعادت القضية الفلسطينية كوحدة واحدة أمام العالم.

الموقف الإسرائيلي الداخلي

تزايدت الأصوات اللي بتطالب بتشكيل لجنة تحقيق حول الفشل الأمني يوم 7 أكتوبر، مظاهرات أسبوعية في تل أبيب ضد نتنياهو للمطالبة باستقالته، تصاعد الخوف من فقدان الردع الإسرائيلي أمام جبهات متعددة “غزة – لبنان – الضفة”.

البعد القانوني

منظمات دولية رفعت دعاوى تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، المحكمة الجنائية الدولية بدأت في جمع أدلة من شهود وناجين، من ناحية أخرى، إسرائيل اتهمت حماس بارتكاب “مجازر” في اليوم الأول من الهجوم

الأثر البيئي للحرب

آلاف الأطنان من القنابل حولت مناطق كاملة إلى أنقاض، تلوث المياه الجوفية في غزة بسبب تسرب الوقود والمواد السامة، خبراء حذروا من أن إعادة إعمار غزة ستحتاج عشرات السنين لإصلاح الأضرار البيئية.

الدور الشعبي العالمي

حركة BDS “المقاطعة وسحب الاستثمارات” اكتسبت زخمًا غير مسبوق، فنانين عالميين “موسيقيين، ممثلين، كتاب” أعلنوا مقاطعة الفعاليات الإسرائيلية، جامعات كبرى علّقت شراكات بحثية مع مؤسسات إسرائيلية.

الدروس الاستراتيجية من الحرب

انكشاف هشاشة إسرائيل رغم التفوق التكنولوجي، القوة الناعمة للإعلام الشعبي أثبتت أنها قد تعادل قوة الصواريخ، المجتمع الدولي لن يستطيع تجاهل القضية الفلسطينية بعد الآن.

الإعلام الغربي والأصوات المعارضة

رغم انحياز كبريات وسائل الإعلام الغربية لإسرائيل في البداية، إلا أن صور الدمار والضحايا غيرت جزءًا من الرأي العام، ظهرت حركة واسعة من الأكاديميين والفنانين الغربيين تطالب بوقف الحرب وتدعم الحقوق الفلسطينية، الجامعات الأمريكية والأوروبية شهدت احتجاجات طلابية كبرى رفعت شعار “الحرية لفلسطين”.

أصوات من قلب الحرب

 شهادة طفل من غزة “كنت ألعب مع إخوتي أمام بيتنا عندما سقط صاروخ قريب. استيقظت في المستشفى ولم أجد أحدًا منهم. الآن أعيش في خيمة مع جدتي، وأتمنى أن أعود إلى مدرستي يوماً ما”.

 شهادة طبيب فلسطيني “أجريتُ أكثر من عشرين عملية جراحية خلال يوم واحد، بعضها على ضوء الهاتف بسبب انقطاع الكهرباء. كنّا نضطر لاستخدام أدوات بسيطة لأن الأدوية والمعدات نفدت، ورغم ذلك لم نتوقف عن المحاولة لإنقاذ الأرواح”.

 شهادة أم فلسطينية “فقدتُ زوجي وابني الأكبر في غارة واحدة. لم أتمكن حتى من دفنهما بطريقة لائقة. كل ما أريده الآن هو أن ينتهي هذا الكابوس، وأن يكبر أطفالي الباقون في أمان.”

الدروس المستخلصة

المفاجأة لا تزال سلاحًا فعالًا حتى ضد أقوى الجيوش، القوة العسكرية وحدها لا تحسم الصراعات إذا كان الشعب صامدًا، القضية الفلسطينية عادت إلى صدارة المشهد العالمي بعد سنوات من التهميش.

دور المرأة الفلسطينية في الحرب

آلاف النساء شاركن بشكل مباشر أو غير مباشر: من تقديم الإسعافات الميدانية، إلى دعم المقاتلين، وإدارة مراكز الإيواء، كثير من الصحفيات والمصورات الميدانيات كنّ شاهدات على المجازر وبثّن الحقيقة للعالم، نساء فقدن أسرهن بالكامل وتحملن مسؤولية إعالة الأطفال في ظل الحصار.

الإعلام الميداني والمواطن الصحفي

كثير من الصور والفيديوهات اللي هزّت العالم جت من شباب عاديين في غزة عبر هواتفهم، ظهر جيل جديد من المراسلين الميدانيين، مثل مراسلين فلسطينيين أصبحوا وجوه معروفة عالميًا، ساهمت هذه التغطية في قلب الرأي العام العالمي، وكشف زيف الرواية الرسمية الإسرائيلية.

أزمة المساعدات الإنسانية

المعابر الحدودية، خصوصًا معبر رفح، كانت محور جدل عالمي، المساعدات الطبية والغذائية وصلت متأخرة وبكميات قليلة جدًا مقارنة بالاحتياجات، منظمات الإغاثة الدولية حذرت من مجاعة ووباء نتيجة نقص الماء النظيف والدواء.

الحرب النفسية

إسرائيل حاولت استخدام مكبرات الصوت والرسائل النصية لبث الرعب بين سكان غزة، المقاومة ردت بحملات معنوية وبيانات مصورة تُظهر صمودها، الانتشار الواسع لصور الأطفال الضحايا ساهم في تشكيل موجة غضب عالمي ضد إسرائيل.

الانقسام داخل إسرائيل

المجتمع الإسرائيلي انقسم لأول مرة منذ عقود: فريق يرى ضرورة سحق غزة بأي ثمن، وفريق آخر يطالب بالتركيز على إعادة الأسرى ووقف الحرب، سياسيون إسرائيليون اتهموا نتنياهو بأنه أدخل الدولة في مأزق استراتيجي.

التحولات العسكرية في غزة

الحرب أجبرت المقاومة على الانتقال للقتال تحت الأرض باستخدام شبكة أنفاق واسعة، تم تطوير وسائل محلية الصنع “صواريخ – قذائف – مسيرات” رغم الحصار، المعركة تحولت من مواجهة قصيرة إلى حرب طويلة الأمد أثبتت قدرة غزة على الصمود.

الرأي العام العالمي

في العالم العربي: انتفاضة شعبية تضامنية، مسيرات بالملايين في القاهرة، عمان، الرباط، صنعاء، بيروت، في الغرب: لأول مرة حملات مقاطعة واسعة ضد الشركات الداعمة لإسرائيل، الأمم المتحدة شهدت أكثر من 50 جلسة نقاش حول الحرب في أقل من 3 أشهر، وهو رقم قياسي.

السيناريوهات المستقبلية المحتملة

تدويل القضية الفلسطينية بشكل أكبر مع انخراط المحكمة الجنائية الدولية، صفقة تبادل كبرى قد تُعيد خلط الأوراق إذا أُفرج عن الأسرى، إعادة إعمار غزة بتكلفة هائلة، لكنها مرهونة بوقف إطلاق النار وضمانات دولية، تحولات سياسية داخل إسرائيل قد تطيح بالحكومة الحالية وتغير المسار.

خاتمة

مثّلت حرب 7 أكتوبر 2023 محطة فارقة في تاريخ الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، ليس فقط بسبب حجمها غير المسبوق، بل لأنها كشفت عن معادلات جديدة قد تعيد رسم خريطة المنطقة، وبينما لا تزال دماء الضحايا شاهدة على وحشية الحرب، تبقى القضية الفلسطينية جوهر الصراع، الذي لن يهدأ إلا بتحقيق العدالة والسلام الشامل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى