
تقرير – إيمان عمارة
مقدمة
بمشاعر يملؤها الحزن والرضا بقضاء الله، ودّعت مصر والأمة الإسلامية اليوم أحد أبرز رموزها العلمية والدعوية، الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء والرئيس الأسبق لجامعة الأزهر الشريف، الذي رحل عن عالمنا بعد رحلة زاخرة بالعطاء في خدمة الدين والعلم والمجتمع، كان الراحل مثالًا للعالم الأزهري الجليل الذي جمع بين العلم والعمل، وبين الفكر الوسطي والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، تاركًا إرثًا علميًا وتاريخًا حافلًا يشهد له طلابه ومحبيه في كل مكان.
رحيل الدكتور أحمد عمر هاشم
رحل عن عالمنا اليوم الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء والرئيس الأسبق لجامعة الأزهر، بعد معاناة مع المرض، وأعلنت صفحته الرسمية على فيسبوك نعيه بكلمات مؤثرة جاء فيها: “بقلوب مملوءة بالإيمان والرضا بقضاء الله، ننعي إلى العالمين العربي والإسلامي وأحبائه وتلاميذه وفاة فقيدنا الحبيب الإمام الشريف الدكتور أحمد عمر هاشم، نسأل الله أن يبدله دارًا خيرًا من داره وأهلاً خيراً من أهله، وأن يجعل الجنة مثواه، وأن يلهمنا وإياكم الصبر والاحتساب”.

أين ومتى تقام صلاة الجنازة؟
من المقرر أن تقام صلاة الجنازة عقب صلاة الظهر اليوم في الجامع الأزهر الشريف، ثم يُشيَّع جثمانه إلى مدافن العائلة في الساحة الهاشمية بقرية بني عامر مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية بعد صلاة العصر، ويُقام العزاء في ذات القرية اليوم، ويستمر يوم الخميس في القاهرة.
نشأة الدكتور
وُلد الدكتور أحمد عمر هاشم في 6 فبراير 1941، وتخرج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1961، وحصل على الإجازة العالمية عام 1967، ثم عُيّن معيدًا في قسم الحديث بكلية أصول الدين، ونال درجة الماجستير في علوم الحديث عام 1969، ثم الدكتوراه في التخصص نفسه، وأصبح أستاذًا لعلوم الحديث عام 1983، ثم عُيّن عميدًا لكلية أصول الدين بالزقازيق عام 1987، وفي عام 1995 تقلد منصب رئيس جامعة الأزهر.

أهم المناصب التى شغلها الراحل
شغل الدكتور هاشم العديد من المناصب العلمية والإدارية، منها عضوية مجلس الشعب المصري بتعيين من الرئيس الأسبق حسني مبارك، وعضوية المكتب السياسي للحزب الوطني الديمقراطي، وعضوية مجلس الشورى بالتعيين، بالإضافة إلى عضويته في مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون ورئاسة لجنة البرامج الدينية بالتليفزيون المصري، كما ترأس جامعة الأزهر وقسم الحديث في الجامعة.

مؤلفات الدكتور أحمد عمر هاشم
وترك إرثًا علميًا غنيًا من خلال مؤلفاته التي تناولت علوم الحديث والسنة النبوية ومواضيع أخرى في الفكر الإسلامي، ومن أبرزها: “السنة النبوية وعلومها”، “قواعد أصول الحديث”، “المحدثون في مصر والأزهر”، “قبس من الحديث النبوي”، “أزمة الخليج في ميزان الإسلام”، “محنة الخليج”، “مناهج المحدثين في رياض السيرة النبوية”، “الدعوة الإسلامية: منهجها ومعالمها”، “في ظلال الهدي النبوي”، “رمضان والصيام”، “الإسراء والمعراج”، “المرأة في الإسلام”، و”الدفاع عن الحديث النبوي”، وغيرها من الكتب التي أثرت المكتبة الإسلامية.
كما شارك في العديد من المؤتمرات العلمية والدينية داخل مصر وخارجها، وقدّم بحوثًا مهمة في مجالات السنة والسيرة والحديث والطب الإسلامي ومكانة الحرمين الشريفين، كما شغل منصب رئيس بعثة الحج لجامعة الأزهر، وشارك في مؤتمرات دولية منها باكستان، الجزائر، المغرب، ألمانيا، الكويت، الولايات المتحدة، وغيرها.
وتولى “هاشم” عدة وظائف علمية وأكاديمية بارزة منها عضوية هيئة كبار العلماء بالأزهر، وعضوية مجمع البحوث الإسلامية، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والمجلس الأعلى للطرق الصوفية، وعضوية اتحاد الكتاب في مصر، وعضوية المجلس الأعلى للصحافة، والمجلس الأعلى للثقافة، ورئاسة المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين العالمية.

الجوائز التي حصل عليها الدكتور
كا حصل الدكتور أحمد عمر على جائزة الدولة التقديرية عام 1992، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وأسهم في الإشراف على أكثر من مائتي رسالة ماجستير ودكتوراه، وكان أستاذًا زائرًا في جامعات داخل وخارج مصر.
خاتمة
برحيل الدكتور أحمد عمر هاشم، يفقد الأزهر الشريف والأمة الإسلامية قامة علمية كبيرة، قدّمت عمرها في سبيل خدمة السنة النبوية ونشر تعاليم الإسلام الوسطية، سيظل اسمه خالدًا في ذاكرة الأزهر وقلوب الملايين ممن نهلوا من علمه وتأثروا بخطبه وكلماته، رحم الله العالم الجليل، وجعل ما قدّمه في ميزان حسناته، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.