اتفاق وقف النار في غزة: أبرز ما جاء فيه
اتفاق هشّ يحمل وعودًا بالسلام وسط غموض البنود وتباين المواقف

تقرير ‐ زينب حسن
مقدمة
وافقت الحكومة الإسرائيلية على اتفاق تم التوصل إليه بوساطة أمريكية مع حركة حماس، في خطوة دبلوماسية تهدف إلى تهدئة الصراع الذي دخل عامه الثالث في قطاع غزة، حيث شارك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصيًا في المفاوضات، التي تركزت على المرحلة الأولى من خطة إدارته التي أعلن عنها الأسبوع الماضي، وتتعلق بوقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى والمعتقلين، وزيادة المساعدات الإنسانية.
مضمون الاتفاق والمرحلة الأولى
تحمل الوثيقة عنوانًا يشير إلى “خطوات تنفيذ مقترح الرئيس ترامب لإنهاء شامل لحرب غزة”، وهو ما يوحي بأن المرحلة الحالية تمثل البداية لتحقيق هدف طويل الأمد. النص يفتقر إلى التفاصيل، ويترك بعض البنود غامضة ومبهمة، ربما بشكل مقصود، بما في ذلك النقاط المتعلقة بنزع سلاح حماس، وحجم الانسحاب الإسرائيلي، وخطة الحكم على القطاع بعد انتهاء المرحلة الأولى.

تنص الوثيقة صراحةً على انتهاء الحرب في هذه المرحلة، وهو ما يمهد الطريق لمناقشات مستقبلية حول المراحل التالية من خطة ترامب ، ومع ذلك، لم تحدد الوثيقة الخطوات التالية لتنفيذ الخطة بالكامل، أو ما سيحدث في حال عدم التزام أي طرف ببنود الاتفاق، بما في ذلك احتمالية عودة الأعمال العدائية.
المواقف الرسمية وردود الأفعال
حماس: أكد زعيم حركة حماس في غزة، خليل الحية، بعد التوصل للاتفاق، أنه تلقى تأكيدات من الولايات المتحدة والوسطاء الآخرين بأن الحرب انتهت.

إسرائيل: لم يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسميًا عن انتهاء الحرب، ونشر فيديو بعد الموافقة على الاتفاق بدا فيه وكأنه يهدد باستخدام القوة إذا لم تُلبَّ مطالب إسرائيل، بما في ذلك نزع سلاح حماس.
القضايا العالقة والتحديات
تظل هناك نقاط خلاف رئيسية لم يتم حلها بعد، مثل: ضمان عدم استئناف القتال أو الغارات الجوية، حيث لم ينص الاتفاق صراحةً على حظر الغارات.
وصعوبة استكمال تبادل الرهائن، خصوصًا في الحالات التي يصعب فيها تحديد مكانهم أو تأخر إطلاق سراح الأسرى المتوقع، إلى جانب الحاجة لإنشاء آلية لمراقبة الصفقة والإبلاغ عن أي انتهاكات محتملة.
كما تقوم الولايات المتحدة حاليًا بنقل نحو 200 جندي في الشرق الأوسط لتنسيق قوة متعددة الجنسيات، مع نية محتملة لتشكيل ما يُسمى “قوة الاستقرار الدولية” بعد اكتمال تبادل الرهائن، رغم أن الطرفين لم يتفقا على تفاصيل هذه القوة بعد.
خلفية الصراع
اندلعت الحرب بعد هجمات شنتها حماس في 7 أكتوبر 2023، وأسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل، واحتجاز 251 رهينة. فيما قتلت الحملة العسكرية الإسرائيلية أكثر من 76 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، بما في ذلك أكثر من 15 ألف طفل، وفق وزارة الصحة التي تديرها حماس، وأدت الحرب إلى أزمة إنسانية كارثية في القطاع.
المرحلة الأولى من خطة ترامب تبدو الأسهل نسبيًا، إذ كانت إسرائيل تواجه ضغطًا داخليًا لإنهاء الحرب، فيما كانت حماس ترى أن الاحتفاظ بالرهائن أصبح عبئًا، ما منح إسرائيل حافزًا إضافيًا للتفاوض.
خاتمة
يمثل الاتفاق خطوة دبلوماسية مهمة بقيادة ترامب، لكنه لا يضمن حل جميع القضايا العالقة. التقدم في المرحلة التالية يعتمد على استمرار التزام إدارة ترامب والوسطاء الدوليين، فضلاً عن استعداد إسرائيل وحماس للوفاء بالتزاماتهم. رغم ذلك، يوفر الاتفاق بارقة أمل لأول مرة منذ بدء العام الثالث من الصراع بأن يكون هناك طريق نحو إنهاء الحرب في غزة وإنقاذ المدنيين المتضررين.
المصادر: https://bbc.in/4oi27Ok