ثقافة وفن

احتيال بإسم محمد رمضان.. صفحات وهمية تستغل المحتاجين بإسم “مدفع رمضان

بلاغات متكررة بنفس الأسلوب

تقرير – مريم محمد

مقدمة

تزايدت مؤخرًا البلاغات من مواطنين تعرضوا لمحاولات نصب باسم الفنان محمد رمضان وبرنامجه الشهير “مدفع رمضان”، عبر صفحات وحسابات مزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي، تدّعي الانتماء إلى مكتب الفنان أو فريق عمله.

تفاصيل الواقعة

بدأت القصة عندما استغاث أحد المواطنين بعد تعرضه لعملية احتيال إلكتروني من شخص ادعى أنه يعمل في مكتب الفنان محمد رمضان ويتحدث باسم برنامج “مدفع رمضان”.

قال المواطن إنه كان قد تقدم بطلب مساعدة مالية لإجراء عملية انفصال شبكية في العين عبر صفحة على موقع “فيسبوك” تنتحل صفة الفنان، وطلبت منه إرسال رقمه للتواصل، بعدها تلقى اتصالًا من شخص أبلغه بفوزه بمساعدة مالية قدرها 15 ألف جنيه من الفنان، بشرط دفع 500 جنيه رسوم استلام.

وبالفعل أرسل له المتصل رقمًا لتحويل المبلغ عليه، لكنه شك في الأمر بعد مراجعة الصفحة والرقم، ليكتشف لاحقًا أن المتصل نصاب محترف ولا علاقة له بالفنان أو فريق عمله، احتفظ المواطن بتسجيلات المكالمات وأرقام الهواتف، وقدّمها للجهات المختصة كدليل لإثبات الجريمة.

بلاغات متكررة بنفس الأسلوب

لم تكن هذه الواقعة الوحيدة، إذ تقدم عدد من المواطنين ببلاغات مشابهة ضد صفحة تحمل اسم الفنان محمد رمضان، تزعم أنها مسئولة عن توزيع جوائز برنامج “مدفع رمضان”، وأكد المتضررون أن المحتالين تواصلوا معهم هاتفياً لإبلاغهم بفوزهم بجوائز مالية تتراوح بين 15 ألف و200 ألف جنيه، وطلبوا منهم تحويل رسوم مالية لاستلام الجائزة.

طرق وأساليب النصب

استخدام مكالمات صوتية مسجلة بصوت الفنان: بعض المحتالين استخدموا مقاطع صوتية حقيقية من حلقات البرنامج، لإقناع الضحايا أن الاتصال رسمي من فريق “مدفع رمضان”.

ادعاء الفوز بجوائز ضخمة: المحتالون يعلنون عن جوائز تصل إلى 200 ألف جنيه، ويطلبون بيانات الحساب البنكي أو رقم “إنستا باي” لتحويل الأموال.

التحايل باستخدام رموز التفعيل البنكية: يُطلب من الضحية إرسال كود تفعيل أو رمز OTP، ليستغله المحتالون في سحب الأموال من الحساب البنكي أو المحفظة الإلكترونية.

انتحال صفة موظفي البرنامج: يتحدث المحتالون بلهجة رسمية، ويدّعون أنهم موظفون بمكتب الفنان، مع طلب معلومات شخصية تحت غطاء “استكمال بيانات الفوز”.

وهم تسليم الجوائز ميدانيًا: في بعض الحالات، وعد المحتالون الضحايا بإرسال مندوب لتسليم الجائزة، في محاولة لإضفاء مصداقية على العملية.

شهادات ضحايا

إحدى الصحفيات كشفت عن تعرضها لمحاولة احتيال مماثلة، إذ تلقت مكالمة من رقم مجهول مرفقة برسالة صوتية لصوت الفنان محمد رمضان، تليها مكالمة مباشرة من شخص يخبرها بفوزها بـ 200 ألف جنيه، لكنها أدركت سريعًا أن الأمر احتيال بعد ملاحظتها أخطاء في الأسلوب وطريقة الحديث.

وفي واقعة أخرى، أكدت سيدة أنها تلقت اتصالًا يخبرها بفوزها بجائزة مالية، وطُلب منها إرسال كود تأكيد من البنك، لتكتشف بعدها خصم مبلغ من حسابها.

تحذيرات قانونية وإعلامية

أكد خبراء قانونيون أن ما حدث يُعد جريمة نصب إلكتروني يُعاقب عليها القانون المصري بالسجن والغرامة، وفقًا لقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، وناشدوا المواطنين بعدم تحويل أي مبالغ مالية أو مشاركة بياناتهم البنكية لأي جهة غير رسمية.

ردود الفعل

صرّح عدد من المقربين من الفنان أن محمد رمضان لا يملك مكتبًا للتواصل مع الجمهور بشكل مباشر، وأن أي مبادرة رسمية تُعلن فقط عبر صفحاته الموثقة على “فيسبوك” و”إنستجرام” و”يوتيوب”، كما شددوا على أن الفنان يتبرع في الخير بعيدًا عن الإعلانات أو المسابقات الإلكترونية، مؤكدين أن الهدف من تلك الصفحات المزيفة هو استغلال شهرة رمضان وثقة جمهوره.

التأثير الاجتماعي للواقعة

أثارت هذه الحوادث استياءً واسعًا بين المواطنين، خصوصًا الفئات البسيطة التي ترى في مثل هذه المسابقات فرصة لتحقيق حلم أو علاج مرض.

ويرى خبراء الاجتماع أن هذه الجرائم الإلكترونية تُعمّق من فقدان الثقة في المبادرات الإنسانية الحقيقية، وتزيد من معاناة الفقراء الذين يصبحون فريسة سهلة للمحتالين.

خاتمة

تُسلّط واقعة النصب باسم “مدفع رمضان” الضوء على خطورة الاحتيال الإلكتروني في زمن السوشيال ميديا، وضرورة تحلي المواطنين بالوعي وعدم الانسياق وراء الإعلانات المضللة أو الوعود الزائفة، ويبقى الحل في التبليغ الفوري عن الصفحات المشبوهة، والتحقق من الحسابات الرسمية قبل التعامل أو إرسال أي بيانات مالية، لحماية النفس والمجتمع من شبكات الاحتيال التي تتخفى خلف أسماء النجوم والمشاهير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى