
كتبت عفاف محمد
شهدت قرية بحر البقر التابعة لمركز الحسينية في محافظة الشرقية حيث تحول منزل بسيط إلى مسرحٍ جريمة مأساوي تجردت منها الرحمة والإنسانية ، بعدما أقدمت امرأة (حوالي 60 عاماً) على إنهاء حياة زوجها (حوالي 63 – 65 عاماً) وإشعال النيران في جثته أثناء نومه، في جريمة هزّت الرأي العام
ورد بلاغ إلى مركز شرطة الحسينية يفيد باكتشاف جثة رجل داخل منزله، وبها آثار حروق ناجمة عن اشتعال النار في جسده أثناء وجوده داخل مسكنه.
الجثة تعود لرجل يُدعى فرج الِ (أو “فرج. ال.” بحسب ما ورد في بعض التقارير) يُعتقد أنه كان بين 63 و65 عاماً، وهو عامل زراعي، ومقيم بقرية بحر البقر.
بعد الفحص والتحريات، ثبت أن وراء ارتكاب الجريمة زوجته، وتدعى ر. ع.، تبلغ من العمر نحو 60 عاماً.
بحسب أقوال الجهات الأمنية والتحقيقات الأولية، قالت المتهمة إنها ارتكبت الجريمة نتيجة خلافات أسرية مزمنة وسوء معاملة تكررت بينها وبين زوجها، وأنها أضرمّت النار فيه وهو نائم.
تم ضبط المتهمة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأُحيلت إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسها على ذمة التحقيقات لمدة أربعة أيام، تمهيدًا لاستكمال الفحص والتحقيقات.
النيابة أمرت أيضًا بالتصريح بدفن الجثة بعد الانتهاء من التشريح لمعرفة سبب الوفاة الدقيق والأداة المستخدمة في الحادث
تُعدّ هذه الجريمة من فئة الجرائم الأسرية التي تنفّذ بدافع تراكمات نفسية وخلافات مستمرة، خصوصًا عند تقدّم الزوجة في السن ووجود إحساس بالظلم أو العقد النفسية.
رغم كل الصدمات التي قد تتعرض لها المرأة في العلاقات الزوجية، فإن القانون لا يبيح لأي كان أن يلجأ للقتل كحل، إذ تظل الجرائم أقسامًا إجرامية يُحاسب عليها الجميع.
تبرز في هذه الحادثة علامات تحذيرية حول العنف الأسري داخل المنازل، خصوصًا بين الأزواج، وضرورة توافر آليات حماية قانونية ونفسية لمن قد تتعرض زوجاتهم لسوء المعاملة.
يجب على الجهات المختصة، وفي مقدمها النيابة والقضاء، أن تتعامل بسرعة مع مثل هذه القضايا، وأن تكشف الحقائق كاملة أمام الرأي العام، دون تهرّب أو تأخير.
كما ينبغي تقوية دور المؤسسات الاجتماعية والنفسيّة في القرى، لتكون متنفسًا لمن يشعر بأنه تحت ضغط، حتى لا يصل الأمر إلى مثل هذه المآسي.