مقالات

التنمر الإلكتروني.. خطر خفي يهدد الأمان النفسي في العالم الرقمي

التنمر الإلكتروني

تقرير: سلسبيل وليد جوده

مقدمة

في زمن أصبحت فيه الشاشات جزء من الحياة اليومية، ظهر شكل جديد من العنف لا يُرى بالعين لكنه يترك أثره في النفس، التنمر الإلكتروني لم يعد مجرد كلمات تُكتب على مواقع التواصل، بل ظاهرة تهدد استقرار الأفراد، خصوصاً الأطفال والمراهقين ، ومع سهولة الوصول إلى الآخرين عبر الإنترنت، تحولت الإساءة إلى فعل يومي يتخفى وراء الحسابات الوهمية.

ما هو التنمّر الالكتروني؟

التنمّر الالكتروني هو التنمّر باستخدام التقنيات الرقمية ويمكن أن يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي، ومنصات التراسل، ومنصات الألعاب الإلكترونية، والهواتف الخلوية، وهو سلوك متكرر يهدف إلى تخويف الأشخاص المستهدفين أو إغضابهم أو التشهير بهم.

التنمر الإلكتروني

رابط المصدر

أنواع التنمر الالكتروني

المضايقات: قد يتعرض الشخص للمضايقة عبر تلقي رسائل مسيئة أو تنطوي على تهديدات من المتنمر، أو عبر نشر المتنمر معلومات غير صحيحة عن الضحية، أو نشر معلومات شخصية أو صور هدفها إيذاء الشخص وإحراجه.

المطاردة عبر الإنترنت: تعد المطاردة عبر الإنترنت من أنواع التنمر الإلكتروني الخطيرة، حيث يتعرض الشخص للملاحقة من قبل المتنمر من خلال محاولة التواصل معه بكافة الوسائل الممكنة، وقد يتحول الأمر إلى مطاردته في الواقع.

الانتحال: يتضمن هذا النوع من التنمر على الإنترنت اختراق المتنمر لحسابات الضحية ونشر مواد كاذبة عنه أو أشياء تثير الآخرين ضده دون أن يُظهر للناس أنه شخص آخر.

التشهير: ينطوي هذا النوع من التنمر عبر الإنترنت مشاركة المتنمر البيانات الشخصية لشخص آخر مثل رقم الهاتف وعنوان المنزل على وسائل التواصل الاجتماعي دون موافقة صاحبها؛ مما قد يعرضه للخطر.

التنكر: يقوم المتنمر بإنشاء حساب مزيف على وسائل التواصل الاجتماعي للإيقاع بشخص ما أو مضايقته.

تشويه السمعة: يتضمن هذا النوع من التنمر الإلكتروني قيام المتنمر بنشر إشاعات ومعلومات مضللة وكاذبة عن شخص أو علامة تجارية بهدف تشويه سمعتها.

التنمر الإلكتروني
رابط المصدر

أسباب التنمر

لا أحد يُولَد متنمِّرًا، ومع ذلك يمكن لأي شخص تطوير واكتساب سلوكيات التنمر في ظل ظروف معينة، تتضمن بعض الأسباب:

تعرُّض معظم الأطفال الذين يمارسون التنمر للتنمر من قبل.

الانضمام إلى مجموعة من المتنمرين سعيًا وراء الشعبية أو القبول من قِبَل الآخرين، أو لتجنب التعرض للتنمر.

تطوير واكتساب السلوك العدواني والتنمر في المنزل أو في المدرسة أو من خلال وسائل الإعلام.

الشعور بالتجاهل في المنزل، أو المعاناة من علاقة سلبية مع الوالدين.

الشعور بالضعف والعجز، وذلك من خلال حماية الوالدين لهم بشكل مفرط؛ مما يجعلهم يبحثون عن طرق أخرى لاكتساب القوة وممارسة السيطرة على الآخرين.

الغيرة والبحث عن الاهتمام.

انعدام الأمن العاطفي والنفسي.

عدم الوعي بالأثر الضار الحقيقي للتنمر على الضحايا.

التنمر الإلكتروني

رابط المصدر

ما هي آثار وأضرار التنمر الالكتروني؟

تأثيرات نفسية كالقلق، والاكتئاب، وفقدان الثقة بالنفس والانتحار في بعض الحالات

تأثيرات اجتماعية كحالات العزلة الاجتماعية، وصعوبة التفاعل مع الآخرين وبناء صداقات.

تأثيرات أكاديمية ومهنية كتراجع أداء المتعلمين، أو تدمير السمعة المهنية وخسارة الفرص على الصعيد المهني أو الأكاديمي.

تأثيرات جسدية: مثل الصداع والأرق، والتوتر العصبي وزيادة مستويات الإجهاد الجسدي والنفسي.

رابط المصدر

طرق علاج التنمر

دعم الأهل: يجب أن يقف الأهل بجانب الشخص المتعرض للتنمر، واحتضانه، وعدم التعامل معه بقسوة.

التثقيف: من المهم تثقيف جميع أفراد المجتمع، بما في ذلك الأطفال والمعلمين والوالدين، حول طبيعة التنمر وحقيقته، وفهم سلوكيات الشخص المتعرض للتنمر لمساعدته على الخروج من هذه الحالة.

تعزيز الثقة: تعزيز ثقة المتعرض للتنمر بنفسه، وقدرته على استعادة صحته النفسية والمعنوية.

الأنشطة الاجتماعية: تشجيع المتعرض للتنمر على المشاركة بالأنشطة الاجتماعية والانخراط في المجتمع.

العلاج النفسي: تقديم العلاج النفسي للشخص المتعرض للتنمر واستشارة الطبيب النفسي لمساعدته على علاج هذه المشكلة.

التربية السليمة: تربية الأطفال تربية سليمة وعدم استخدام العنف معهم.

التنمر الإلكتروني
رابط المصدر

خاتمة

التنمر الإلكتروني لم يعد مجرد سلوك عابر على الإنترنت، بل قضية تمس أمن المجتمع واستقراره النفسي.

الوقاية منه تبدأ من التربية السليمة، والوعي، ومتابعة الأهل لاستخدام أبنائهم للتكنولوجيا.

كل كلمة تُكتب خلف الشاشة لها أثر، قد ترفع إنسانًا أو تحطمه.

مواجهة التنمر مسؤولية مشتركة بين الأسرة، والمدرسة، والمجتمع، حتى يصبح الفضاء الإلكتروني مساحة آمنة تحترم الكل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى