تقرير: إيمان أشرف
مقدمة
في السنوات الأخيرة، ومع ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين، أصبحت فكرة الشراء بالتقسيط من أكثر الحلول انتشارًا بين الأسر المصرية، فبعد أن كانت الأقساط تقتصر على السلع المعمرة مثل الأجهزة والإلكترونيات والسيارات، امتدت لتشمل الهواتف المحمولة، الملابس، وبعض السلع المنزلية، ما جعل التقسيط جزءًا يوميًّا من سلوك المستهلك.
بين الحاجة والضغوط
تعتمد العديد من الأسر الآن على نظام الأقساط لتأمين الأجهزة الأساسية والأدوات المنزلية بعد أن ارتفعت أسعارها، ما يجعل الأسر تُقدِم على شراء لاختصار الفجوة بين الدخل ومتطلبات الحياة اليومية. وفي شهادات ميدانية، تقول أمثال موظفة وربة منزل إن الأقساط تحولت من حل مؤقت إلى عبء شهري يضغط على ميزانية الأسرة.
لينك المصدر
طفرة في أرقام التمويل الاستهلاكي
تشير بيانات رسمية وتقارير اقتصادية إلى نمو كبير في نشاط شركات التمويل الاستهلاكي في مصر خلال الأعوام الأخيرة، حيث سجّلت بعض التقارير ارتفاعًا في الأصول والقيمة الإجمالية للتمويل الممنوح للعملاء خلال 2024–2025، ما يعكس توسع السوق ودخول قطاعات جديدة إلى منظومة التقسيط.
لينك المصدر
صوت المواطن: تجارب واقعية
تروي حالات ميدانية أن الإغراء بالإعلانات وسهولة الوصول إلى خطط التقسيط دفعت فئات واسعة للشراء دون دراسة مالية كافية، ونتج عن ذلك تراكم أقساط متعددة لدى الأسرة الواحدة “قسط للأجهزة، آخر للهاتف، وقسط للتقسيط الإلكتروني”، مما يؤدي لصعوبات في تدبير المصروف الشهري.
لينك المصدر
لينك المصدر
رأي الخبراء الاقتصاديين
يرى خبراء اقتصاد ومحللون ماليون أن الشراء بالتقسيط يتحول إلى “سلاح ذو حدين”، فهو مفيد عند استخدامه لشراء سلع ضرورية مع خطة سداد محسوبة، لكنه يصبح خطيرًا عند الاستخدام العاطفي أو للإشباع الفوري للذات، خصوصًا مع انتشار رسوم وفوائد وربما غرامات تأخير غير مدروسة، ويشدد الخبراء على ضرورة ألا تتجاوز أقساط المستهلكين نسبة معينة من دخل الأسرة (مثلًا: 25–30٪) للحفاظ على مرونة مالية.
لينك المصدر
الأثر النفسي والاجتماعي للديون
التزام الأقساط الشهرية المتعددة يخلق ضغوطًا نفسية على رب الأسرة، ويزيد معدلات التوتر والخلافات الزوجية، خاصة عندما يتراجع الدخل أو تظهر نفقات طارئة،وتشير دراسات إلى أن الشعور بانعدام الأمان المالي يؤثر سلبًا على الصحة النفسية والعلاقات الأسرية.
لينك المصدر
مبادرات التوعية والحلول المقترحة
تقوم بعض الجمعيات الأهلية ومبادرات التثقيف المالي بإطلاق حملات توعية تحت شعارات مثل “استهلك بعقل”، لتعليم المستهلكين كيفية وضع ميزانية والتمييز بين الاحتياج والكماليات، كما يدعو خبراء إلى تشريعات توضح حقوق المستهلك في عقود التقسيط وتحدد سقوفًا للفوائد وغرامات التأخير.
لينك المصدر
نصيحة ختامية للمستهلك
الشراء بالتقسيط يظل خيارًا مفيدًا عند التخطيط الجيد، ووضع ميزانية واضحة والتزام نسبة معقولة من الدخل للأقساط، لكن الانجراف وراء عروض “اشترِ الآن وادفع لاحقًا”، دون حساب قد يُحوِّل الحل إلى عبء دائم، لذا يوصي الخبراء بزيادة الوعي المالي، وقراءة شروط العقود، وتحديد أولويات الشراء.
