أخبار

تحويل رفض المدرسة إلى رغبة: كيف نساعد الطفل بلا إجبار أو صراع؟

رفض المدرسة.. رسالة خفية من الطفل تحتاج إلى فهم لا عقاب

تقريرـ إيمان أشرف

مقدّمة

في مرحلة الدراسة، قد يواجه الطفل شعورًا متزايدًا بالرفض أو النفور من المدرسة. تبدو البداية دائمًا مليئة بالتوقعات: التعلم، الأصدقاء، الحماس… لكن فجأة تظهر المقاومة للذهاب، الأعذار، القلق، أو حتى التمرد الصامت. إن تجاهل هذه المؤشرات أو التعامل معها بأسلوب «إجبار – عقاب» غالبًا ما يزيد المشكلة.

 الأسباب المحتملة لكره المدرسة

 

الخوف أو القلق المرتبط بالمدرسة

الشعور بالابتعاد عن الأهل أو المنزل، والذهاب إلى بيئة غير مألوفة.

الخوف من المعلمين أو من الموقف داخل الفصل أو الحصة.

القلق من الفشل أو من عدم القدرة على التكيّف مع المدرسة.

لقراءة المزيد من المعلومات

 صعوبة التعلم أو شعور بعدم الكفاءة

 

عندما يجد الطفل أنه لا يفهم الدروس مثل الآخرين، أو أن المنهج “جافّ” أو نمطيّ، قد يربط المدرسة بالشعور بالفشل أو بالضغط.

كذلك، التقييد الزمني، وقلة الحركية أو التفاعل في الحصة قد تؤدي إلى نفور.

لقراءة المزيد من المعلومات

 التنمّر أو العزلة أو البيئة الاجتماعية غير المناسبة

 

تعرض الطفل للتنمر أو النبذ من الزملاء، أو عدم وجود أصدقاء، قد يجعله يرى المدرسة كمكان معاناة.

شعور الطفل بأن المدرسة ليست مكانه، أو بأنه يُعامل بطريقة تقلّل من قيمته.

 الروتين، القواعد الجامدة، والبيئة التعليميّة الأقل جاذبية

 

المدرسة التي تعتمد جامدة على الحفظ والتكرار، دون مراعاة التنويع أو رغبة الطفل، قد تُفقد الطفل شغفه.

أيضًا، الالتزام الصارم بالزي، الجلوس طويلاً، قلة الحركة والنشاط قد تزعج طفلاً يحتاج إلى حركة وإبداع.

لقراءة المزيد من المعلومات

 

 علامات يجب الانتباه لها

 

عند ملاحظة طفل يرفض الذهاب للمدرسة أو يظهر مقاومة، فهذه بعض العلامات التي ذُكرت:

تذمّر صباحي من الذهاب، أو ادّعاء ألم في البطن أو صداع متكرر صباح المدرسة.

تراجع في الدرجات أو فقدان الاهتمام بالمذاكرة.

العزلة أو قلة الأصدقاء أو تجنّب الحديث عن المدرسة.

تغيير في سلوك الطفل كالخوف أو التوتر أو مقاومة التغيير.

لقراءة المزيد من المعلومات

 

 خطوات التعامل بدون توتر أو إجبار

 

بناءً على ما ورد في المقالات، هذه هي المقترحات العملية:

 

التواصل الفعّال مع الطفل

اختاري وقتًا هادئًا للحديث مع الطفل، ليس وقت الذهاب للمدرسة أو وقت التوتر. اسأليه بأسلوب لطيف: «ما أكتر حاجة مزعلاك في المدرسة؟» بدلاً من «لماذا لا تذهب؟».

استمعِ له بانتباه، دون لوم أو تقليل لمشاعره — لأن الشعور بأنك “تفهمينه” يُسهّل التعاون.

• الاتفاق على إطار ◄ مرن لكن حازم ►

وضّحي أن الذهاب للمدرسة واجب لكن هناك تعاون بينكما لتخفيف الضغوط.

أنشئي روتينًا صباحيًا منتظمًا لكن ليس صارمًا حتى يفهم الطفل ما المطلوب منه.

 جعل المدرسة والمذاكرة أكثر جاذبية

ساعدي الطفل على إيجاد “لمّة” تعلّم تتناسب مع أسلوبه: أنشطة عملية، تجارب، ربط المادة بالحياة اليومية.

جهّزي له مكانًا هادئًا للدراسة في المنزل، قلّلي المشتتات، وضعي فواصل قصيرة بين الحصص.

كافئيه على أي تقدم بسيط، حتى “ذهبت للمدرسة اليوم بدون شكوى” أو “حضرت الحصة الأولى”. هذا يعزز السلوك الإيجابي.

 التواصل مع المدرسة والمعلمين

 

تحدثي مع معلم الطفل أو الإدارة إذا شعرت بأن هناك تنمّرًا أو بيئة غير ملائمة.

احسبي مع المعلم خطة دعم للطفل إن كان يعاني في مادة معينة أو تفاعل اجتماعي ضعيف.

 الدعم النفسي إن لزم الأمر

 

إذا استمر الرفض أو ظهرت علامات قلق كبيرة أو اكتئاب، لا تترددي في استشارة أخصائي نفسية أطفال.

لقراءة المزيد من المعلومات

 

 خطة مقترحة تنفيذية على مدى 4 أسابيع

 

الأسبوع الهدف الخطوات

 

أسبوع 1 اكتشاف الأسباب جلسة هادئة مع الطفل للتعبير عن مشاعره. راقبي العلامات التي تدل على القلق أو التنمّر أو صعوبة مادة.

أسبوع 2 بدء التغيير حدّدي روتينًا صباحيًا ثابتًا (استيقاظ – فطور – تحضير حقيبة). تواصلي مع المعلم – خطّطي لدعم مضمون أو تحميل الطفل بشكل أقل.

أسبوع 3 الجذب والتحفيز انتقلي إلى أنشطة تعلم ممتعة: فيديو، تجربة علمية بسيطة، نشاط فني. قدّمي مكافأة بسيطة عند ذهابه بانتظام أو حضوره بحماس.

أسبوع 4 التقييم والتعديل راقبي التغيّرات: هل قلّت الأعذار؟ هل ارتفع تفاعل الطفل؟ ناقشي معه ماذا نحتفظ به وماذا نغيّر. وإذا لزم الأمر، فكّري في الدعم النفسي أو تغيير المدرسة/الفصل إن كانت المشكلة بيئية.

ملاحظات مهمة

التغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها — يحتاج صبراً.

الهدف ليس فرض المدرسة كعقاب، بل جعلها بيئة يشعر الطفل فيها بالأمان والاهتمام، وليس فقط بالمذاكرة.

تجنّبي المقارنة بين طفلك وأطفال آخرين، لأن الشعور بأنه “أقل” يزيد النفور.

راقبي صحته الجسدية والنفسية: رفض المدرسة قد يكون أحد أعراض القلق أو الاكتئاب أو مشكلة صحية.

لقراءة المزيد من المعلومات

خاتمة

رفض الطفل الذهاب للمدرسة ليس عيبًا أو فشلاً تلقائيًا، بل غالبًا إشارة إلى أن هناك حاجة لم تُلبَّ أو خوفًا أو تجربة سلبية. بالتواصل المفتوح، والمرونة، والدعم المناسب، من الممكن إعادة بناء العلاقة مع المدرسة وتحويلها إلى بيئة يشعر فيها الطفل بالأمان والاهتمام والنمو. من الضروري أن تشارك الأم، والمعلم، والطفل في هذا المسار، وأن تُعطى خطوة صغيرة – بخطوة – هادفًا نحو التغيير. بالأمل والصبر، يمكننا أن ننشئ معًا تجربة تعليمية مفيدة وملهمة، تُخَلِّد الذكريات الجيدة بدلاً من الخوف أو النفور.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى