
تقرير- أماني عبد الوهاب
مقدمة
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، أقرّ الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي، قائد قوات الدعم السريع، بوقوع انتهاكات جسيمة ارتكبتها قواته في مدينة الفاشر غرب السودان. الاعتراف جاء بعد موجة من الاتهامات الحقوقية والطبية التي وثّقت فظائع مروعة، وسط تساؤلات عن جدية التحقيقات وغياب المحاسبة في مناسبات سابقة.
الفاشر تنزف والاعتراف لا يكفي
منظمات حقوقية ونقابات الأطباء وجهت اتهامات مباشرة لقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم قتل جماعي وتعذيب ونهب واسع النطاق عقب سيطرتهم على المدينة في 26 أكتوبر، هذه الفظائع أعادت إلى الواجهة مشاهد مأساوية من النزاع السوداني، وسط مطالبات دولية ومحلية بوقف الانتهاكات ومحاسبة الجناة.
لجان التحقيق تصل فهل تصل العدالة
في محاولة لاحتواء الغضب، أعلن حميدتي عن وصول لجان عسكرية وقانونية إلى الفاشر لبدء التحقيقات، متعهداً بمحاسبة كل من يثبت تورطه، لكن هذا التعهد يواجه شكوكاً واسعة، خاصة بعد وعود سابقة لم تُنفذ، ما يضع مصداقية القيادة العسكرية على المحك أمام شعب أنهكته الحرب والانتهاك ٠
لقراءة المزيد من المعلومات

توحيد بالسيف أو بالسلام وعد حميدتي الذي يرعب ويعدّ
أعرب محمد حمدان حميدتي عن أسفه لـ الكارثة التي حلّت بأهل الفاشر، وفي الوقت ذاته أعلن عزمه على توحيد السودان سلماً أو حرباً بعد سيطرة قواته على آخر معاقل الجيش في دارفور، موجّهًا عناصره بمنع قتل الأسير العسكري ومؤكّدًا أن المدنيين لا علاقة لهم به
الفاشر كارثة تحت وطأة الانتهاكات ومفترق استراتيجية دارفور
جاء خطاب حميدتي في ظل تقارير عن انتهاكات واسعة ومقتل المئات بعد سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر بعد حصار دام أكثر من 18 شهراً، ومع إعلان وصول لجان المحاسبة تتصاعد المخاوف حول مصير المدنيين وقيمة المدينة الاستراتيجية كبوابة شمال السودان وقاعدة لاستعادة المناطق الأخرى.
لقراءة المزيد من المعلومات
خاتمة
وهكذا تبقى الفاشر شاهدًا دامعًا على جراح السودان المفتوحة، مدينة نزفت باسم الوحدة حتى صارت رمزًا للوجع الوطني, وبين وعدٍ بالسلام وواقعٍ من الدمار، يقف السودانيون أمام مفترقٍ حاسم, إما أن تكون الفاشر بداية النهاية لحربٍ مزّقتهم، أو شرارةً تُشعل ما تبقّى من وطنٍ يتنازع على رماده السلام ٠



