عودة الأخوة السودانيين: مصر في قلب المبادرة
تقرير: شهد مدبولي
مقدمة
في لحظة تُجسّد العُمق الأخوي بين البلدين، تتولّى مصر مهمة نقل الأشقاء السودانيين الراغبين في العودة إلى وطنهم عبر قطارات خاصة ومبادرات طوعية، ضمن رعاية رسمية وجهود مكثّفة.
دوافع المبادرة وأسسها
انطلقت مبادرة العودة الطوعية للأشقاء السودانيين من مصر بعد توجيهات من القيادة المصرية، وبدعم من الهيئة القومية لسكك حديد مصر، بهدف ترتيب وتيسير عودة الراغبين إلى السودان عبر قطارات مبدّلة من القاهرة إلى أسوان ثم نحو الحدود، وأشار إلى أن الرحلة الثلاثين انطلقت صباح السبت 1 نوفمبر 2025 من محطة مصر برمسيس، ضمن المشروع.

وذُكر أن الحكومة المصرية خصّصت قطارات أسبوعية بدل رحلة واحدة لنقل السودانيين الراغبين في العودة الطوعية، دافع المبادرة مبنيّ على روابط تاريخية وشعبية بين مصر والسودان، وكذلك على الحاجة إلى تنظيم عودة ترتّب أوضاع المقيمين السودانيين، وتأمين رحلتهم بوسائل مناسبة وآمنة.
آليات تنفيذ المبادرة
تقوم الهيئة القومية لسكك حديد مصر بتسيير رحلات مخصصة تحت تسمية «العودة الطوعية»، حيث تنطلق القطارات من محطة مصر بالقاهرة إلى محطة السد العالي بأسوان، ثم يتابع العائدون نحو السودان، مثلاً، الرحلة رقم (1940) من برمسيس خرجت في 1 نوفمبر متجهة إلى أسوان حاملة مئات الأسر السودانية.
ووفق المصادر، في رحلة سابقة (الـ 22) نقلت نحو 20 944 راكباً سودانياً، الجانب اللوجستي يتضمّن تخصيص عدد من القطارات أسبوعياً، توفير الإمكانات الفنية واللوجستية، والتنسيق بين الجهات المعنية لضمان راحة وسلامة العائدين.

الأثر والنتائج حتى الآن
المبادرة أثمرت حتى الآن بنقل أعداد متزايدة من السودانيين العائدين من مصر إلى بلادهم ضمن إطار منظمة ودولية، و ذكرت «الشرق الأوسط» أن عدد العائدين وصل إلى نحو 410 ألف شخص.
كما أن تعبيرات «عمق الروابط والعلاقات الأخوية بين الشعبين المصري والسوداني» تكرّرت في تصريحات الهيئة القومية لسكك حديد مصر، حيث أكّدت حرصها على سلامة وراحة العائدين.
هذا الانخراط المصري يعطي إشارة إلى استجابة رسمية ومنظمة لقضية إنسانية، ويعكس مذاكِر علاقات مصر بالسودان ضمن البُعد الإنساني والاخوي، كما يُفتح ملفاً للترتيب المؤسّسي بين البلدين في مثل هذه الأزمات.

التحدّيات المتوقّعة ومستقبل المبادرة
رغم النجاح النسبي للمبادرة حتى الآن، فإن هناك تحدّيات لا يمكن تجاهلها: أولاً، تجهيز عدد كافٍ من القطارات وتوفير الموارد اللوجستية والدعم الإداري لاستيعاب العدد المتزايد، ثانياً، التنسيق مع السودان لإنهاء إجراءات العبور والوصول بسلاسة، ثالثاً، استمرار المبادرة في ظروف يتغيّر فيها الوضع الأمني أو الاقتصادي في البلدين.
ومع ذلك، فإن المبادرة تحمل فرصة لتعزيز التعاون المصري السوداني في شقّ إعادة تأهيل العائدين، وربما توسعة نطاق المبادرات لتشمل دعماً بعد العودة، مما يسهم في استقرار أكبر للعائدين وللمنطقة.
خاتمة
هذا العمل ليس مجرد رحلة قطار، بل تجسيد لعلاقة أخوة بين مصر والسودان، ولحظة إنسانية تعكس التزام القاهرة تجاه أشقّائها، في لحظة تنتقل فيها الأرقام إلى بيوتٍ تعود، نرى أن الاستقرار يبدأ من الإنسان ورعايته، ومن خلال هذه المبادرة، يُرسل المشهد المصري رسالة قوية: أن الأخ لا يُترك بمفرده، وأن العلاقات تتجاوز الحدود إلى فعل مباشر.




