
تقرير_ فاتن شعيب
مقدمة
في محافظات الصعيد، تتزايد أعداد السيدات اللاتي قرّرن كسر القيود الاجتماعية واقتحام مجالات كانت حكراً على الرجال. من قيادة سيارات النقل والعمل في الورش إلى إدارة مشروعات صغيرة، تثبت النساء الصعيديات أن الإرادة أقوى من العادات، وأن الظروف الصعبة يمكن أن تولّد طاقات جديدة تغيّر نظرة المجتمع لدور المرأة.
لقراءة المزيد من المعلومات
تحوّل في النظرة المجتمعية
إن وصول المرأة الصعيدية إلى سوق العمل الرسمي أو غير الرسمي بمعدلات مرتفعة مقارنة بالماضي يُعد مؤشراً على تغيّر في بنية الأدوار المجتمعية. فبحسب تقارير ميدانية، اضطرت كثير من السيدات لاستبدال الأدوار المنزلية بمشروعات صغيرة أو أعمال حرة كانت في السابق شبه مستحيلة في بيئتهن، وهو ما يعكس تحوّلاً واضحاً في النظرة المجتمعية نحو قدرات النساء ودورهن الاقتصادي.
لقراءة المزيد من المعلومات

عقبات ثقافية لا تزال قائمة
لكن، وفي خضم هذا الاختراق، كانت العقبة الثقافية والمجتمعية واضحة وقوية. ففي مناطق الصعيد، لا تزال بعض العادات تقف حاجزاً أمام مشاركة المرأة في مهن يهيمن عليها الرجال مثل النجارة والسباكة والقيادة. ومع ذلك، استطاعت نساء كثيرات مواجهة هذه النظرة التقليدية بثقة، مثبتات أن العمل لا يرتبط بالنوع بل بالكفاءة والقدرة على الإنجاز.
لقراءة المزيد من المعلومات

المرأة المعيلة والتحدي الاقتصادي
مع تراجع فرص العمل لدى الرجال نتيجة الظروف الاقتصادية، وجدت النساء أنفسهن أمام مسؤولية مضاعفة لإعالة أسرهن. وظهرت مبادرات محلية شجعت النساء على دخول مجالات جديدة مثل إصلاح الأجهزة، العمل في محال التجارة، أو إدارة الورش الصغيرة. هذه الخطوة لم تكن مجرد كسب للرزق، بل إعلان عن مرحلة جديدة في وعي المرأة الصعيدية بذاتها ودورها المجتمعي.
لقراءة المزيد من المعلومات
تحديات التعليم والدعم
رغم هذا التقدم الملحوظ، فإن الطريق نحو المساواة لا يزال طويلاً. فبعض النساء يواجهن تحديات تتعلق بنقص التدريب والتعليم وضعف الدعم المؤسسي، بالإضافة إلى النظرة الاجتماعية التي لا تتقبل بسهولة فكرة “المرأة الحِرَفية”. ومع ذلك، فإن قصص النجاح الفردية تتزايد، وتشجع أخريات على خوض التجربة نفسها بثقة.
لقراءة المزيد من المعلومات
دعم المجتمع المدني وتمكين النساء
من أبرز المعوقات أيضاً نقص البنية التحتية الداعمة، مثل وسائل النقل الآمنة أو أماكن التدريب المناسبة، مما يجعل استمرار النساء في هذه الأعمال تحدياً حقيقياً. ومع ذلك، بدأت بعض الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني في تنفيذ برامج لتأهيل وتمكين المرأة الصعيدية، عبر التدريب والدعم المادي والمشورة القانونية.
لقراءة المزيد من المعلومات
خطوة نحو المساواة
ما تحققه المرأة الصعيدية اليوم خطوة جريئة نحو المساواة والتمكين، لكنها ما زالت بحاجة إلى دعم حقيقي في القوانين والتعليم وتكافؤ الفرص. فكل سيدة تواجه العادات وتثبت ذاتها تفتح باباً جديداً للأمل في مجتمعها. ورغم الصعوبات، تؤكد خطواتهن الثابتة أن مستقبل الصعيد سيكون أكثر إشراقاً حين تتساوى الفرص بين الجميع.
خاتمة
رحلة نساء الصعيد لم تكن سهلة، لكنها أثبتت أن الإرادة قادرة على كسر القيود. ومع كل تجربة نجاح، تقترب المرأة الصعيدية أكثر من تحقيق مكانتها التي تستحقها، ليصبح تمكينها واقعاً لا شعاراً، ومستقبلاً يشارك فيه الجميع على قدم المساواة.




