
المتحف المصري الكبير: صرح حضاري يربط الماضي بالحاضر
تقرير: ريم بهاء عسل
مقدمة
خطوة تُجسد فخر المصريين بتاريخهم العريق، وتؤكد مكانة مصر كقلب الحضارة الإنسانية، جاء افتتاح المتحف المصري الكبير ليكون إنجازًا ثقافيًا وتاريخيًا غير مسبوق.
يقف المتحف شامخًا على أعتاب أهرامات الجيزة، في مشهد يجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر، ليُعلن عن ميلاد أكبر متحف للآثار المصرية القديمة في العالم، ووجهة جديدة تُضاف إلى قائمة إنجازات الدولة المصرية الحديثة
موقع استراتيجي وتصميم عالمي
يقع المتحف المصري الكبير على بُعد أميال قليلة غرب القاهرة، وتطل واجهته مباشرة على أهرامات الجيزة، في إطلالة تخطف الأنظار.
يضم المتحف أكثر من 100,000 قطعة أثرية من العصور الفرعونية واليونانية والرومانية، إلى جانب مبانٍ للخدمات التجارية والترفيهية، وحديقة متحفية تم تصميمها لاستقبال نحو خمسة ملايين زائر سنويًا.
كما أطلقت مصر حملة دولية لتمويل المشروع، كانت الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) من أبرز المساهمين فيها من خلال قروض ميسّرة، دعمًا لإنشاء هذا الصرح الثقافي العالمي.
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D9%81_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1?fbclid=PAT01DUAN9rbtleHRuA2FlbQIxMABzcnRjBmFwcF9pZA81NjcwNjczNDMzNTI0MjcAAaczqxooLwonU0BI4if_AMcrAiPTcU9oBltiGOXa5TbFAVhKVi3gs_SgIIi7Sg_aem_zLnQqgdfOCy6jg3xqU0ojw
مركز الترميم الأكبر في الشرق الأوسط
ومن أبرز أهداف المشروع إنشاء أكبر مركز لترميم الآثار في الشرق الأوسط، وهو مركز متخصص في ترميم وحفظ وصيانة وتأهيل القطع الأثرية المقرر عرضها داخل قاعات المتحف.
تم افتتاح هذا المركز عام 2010 ليصبح منارة علمية وفنية في مجال صيانة الآثار المصرية، بما يضمن الحفاظ على التراث للأجيال القادمة.
https://mota.gov.eg/ar/%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%AB%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%A7%D8%AD%D9%81/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1/?fbclid=PAT01DUAN9reJleHRuA2FlbQIxMABzcnRjBmFwcF9pZA81NjcwNjczNDMzNTI0MjcAAadXPBQ-Yahj2yHaIU_e9Jtu-xLAQmoCyQ6YZWmfsNjKywzV6Qqm8m9IRz7_GA_aem_mBJf77QtWhw2N-91jspb8Q
تنظيم رسمي ورؤية متكاملة
وفي عام 2016 صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2795 بإنشاء وتنظيم هيئة المتحف المصري الكبير، تلاه القانون رقم 9 لسنة 2020 الذي أعاد تنظيم الهيئة لتصبح هيئة عامة اقتصادية تتبع الوزير المختص بشؤون الآثار.
كما أصدر فخامة رئيس الجمهورية قرارًا بتشكيل مجلس أمناء هيئة المتحف المصري الكبير برئاسته، وعضوية نخبة من الشخصيات البارزة والخبراء المصريين والدوليين، بهدف وضع السياسات العامة للمتحف ودعم نشاطه وتطويره بما يتناسب مع مكانة مصر العالمية.
https://mota.gov.eg/ar/%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%AB%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%A7%D8%AD%D9%81/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1/
كنوز لا تُقدّر بثمن
يضم المتحف آلاف القطع الأثرية الفريدة، أبرزها مجموعة كنوز الملك توت عنخ آمون الكاملة، التي تضم أكثر من 4500 قطعة أثرية تُعرض لأول مرة مجتمعة في مكان واحد.
كما يحتضن المتحف تمثال رمسيس الثاني الضخم الذي يستقبل الزوار في البهو الرئيسي، إلى جانب مجموعة من التوابيت الملكية والتماثيل والمعروضات التي تملأ القاعات والدرج العظيم.
المكونات الرئيسية للمتحف
قاعة الملك توت عنخ آمون: تضم المجموعة الكاملة لكنوز الملك الشاب في عرض فريد يُبرز تفاصيل الحياة الملكية في العصور القديمة.
البهو العظيم: مساحة واسعة تضم تماثيل ضخمة مثل رمسيس الثاني وعمود الملك مرنبتاح، لتُرحّب بالزوار في بداية رحلتهم داخل المتحف.
أيقونة ثقافية وسياحية عالمية
لا يُعد المتحف المصري الكبير مجرد مكان لعرض الآثار، بل هو أيقونة ثقافية وسياحية تُعزز من مكانة مصر عالميًا.
فهو يجذب ملايين الزوار سنويًا، ويمثل إضافة قوية لقطاع السياحة، إلى جانب كونه مركزًا علميًا للحفاظ على التراث ونشر الوعي الأثري.
إنه رسالة من مصر إلى العالم، تؤكد أن حضارتها باقية، تشهد على الماضي وتُلهم المستقبل.
https://mota.gov.eg/ar/%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%AB%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%A7%D8%AD%D9%81/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1/
خاتمه
يُعد المتحف المصري الكبير أكثر من مجرد صرح للآثار؛ فهو جسر يربط بين الماضي والحاضر، ونافذة للعالم للاطلاع على عظمة الحضارة المصرية، من خلال زيارة المتحف أو دراسة محتوياته، يمكن للجيل الحالي والأجيال القادمة التعرف على قيم التراث المصري وأهمية الحفاظ عليه، ليظل فخرًا لمصر ومصدر إلهام للعالم كله.




