البروبيوتيك : البكتيريا النافعة التي تعزز مناعتك وتوازن جسمك
كيف تحوّل البكتيريا النافعة (البروبيوتيك) مناعتك وصحتك النفسية؟

سلسبيل وليد
المقدمة
في عالم الصحة والتغذية، بات الحديث عن “الميكروبيوم” يقودنا إلى اكتشاف الدور الحيوي للبروبيوتيك ،هذه الكائنات الدقيقة بكتيريا و خمائر ليست مجرد ضيوف عشوائيين في أمعائنا ، بل شركاء أساسيون لصحتنا من خلال دعم الجهاز الهضمي وتنشيط المناعة، تساهم البروبيوتيك في تحقيق توازن داخلي مهم، يمكن أن يحول طريقة تعامل جسمك مع الأمراض والإجهاد.
ما هو البروبيوتيك
البروبيوتيك عبارة عن كائنات دقيقة (بكتيريا و خمائر) نافعة تعيش في الأمعاء بشكل طبيعي.
وظيفتها الأساسية هي الحفاظ على توازن “الميكروبيوم ” في الجهاز الهضمي بين الكائنات المفيدة والضارة.
يمكن الحصول عليها من خلال مكملات غذائية، أو من مصادر طبيعية في بعض الأطعمة المخمرة.
الفوائد الصحية للبروبيوتيك
1. تعزيز صحة الجهاز الهضمي
تساعد البروبيوتيك في تحسين الهضم، تقليل اضطرابات الأمعاء (مثل الإمساك أو الإسهال).
تسهم في تكسير الطعام وامتصاص المغذيات بشكل أفضل.
2. تقوية جهاز المناعة
الميكروبيوم الصحي يؤدي إلى تدريب جهاز المناعة للتعرف على الميكروبات الضارة والتعامل معها بشكل فعّال.
هناك دلائل على أن البروبيوتيك تقلل من نمو البكتيريا الضارة والفطريات والفيروسات.
في سياق ” كوفيد-19 ” : البروبيوتيك تساعد في تحسين صحة الرئتين وتقليل “العواصف المناعية” التي قد تضر الجسم.
3. التأثير النفسي و المزاجي
هناك علاقة بين الأمعاء والدماغ (محور الأمعاء–الدماغ)، و البروبيوتيك قد تساهم في تحسين المزاج وتقليل التوتر والقلق.
4. التحكم في الوزن وسكر الدم
بعض أنواع البروبيوتيك يمكن أن تساهم في تنظيم التمثيل الغذائي، تخفيض تخزين الدهون، وتحسين استجابة الأنسولين.
5. مكافحة العدوى
البروبيوتيك قادرة على الحد من الالتهابات، مثل التهابات المسالك البولية والمهبل وبعض التهابات الجلد أو الفم.
لقراءه المزيد من التفاصيل
أنواع البروبيوتيك المهمة
Lactobacillus acidophilus: يوجد في الفم، الأمعاء، والمهبل؛ يساعد في استعادة التوازن البكتيري.
Lactobacillus rhamnosus و Lactobacillus plantarum : مفيدة للمناعة والهضم.
Bifidobacterium longum و Bifidobacterium breve: تساهم في تقليل الالتهابات وتعزيز صحة الأمعاء.
لقراءه المزيد من التفاصيل
مصادر البروبيوتيك الطبيعية
أبرز الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك:
الزبادي: من أفضل المصادر، خاصة إذا كان يحتوي على بكتيريا حية.
الكفير: مشروب لبني مخمر غني بأنواع متعددة من البروبيوتيك.
الخضروات المخمرة: مثل مخلل الكرنب (الملفوف)، الجزر، الفجل.
التيمبيه : منتج من فول الصويا المخمر ، غني بالبكتيريا النافعة.
الكومبوتشا : مشروب شاي مخمّر يحتوي على بروبيوتيك.
بعض أنواع الجبن: مثل الجبن الشيدر، الموزاريلا، القريش.
خبز العجين المخمّر: يحتوي على بكتيريا من التخمير.
ميسو: معجون فول الصويا الياباني المخمّر .

لقراءه المزيد من التفاصيل
نصائح لتعزيز البروبيوتيك في الجسم
أدمج أطعمة بروبيوتيك طبيعية بانتظام في نظامك الغذائي.
اختر الزبادي “نشط بكتيريا” وليس المعالج أو المبستر.
تناول الأطعمة الغنية “بريبايوتكس “وهي ألياف تغذّي البكتيريا النافعة (مثل موز، شوفان، ثوم) لأنها تدعم نمو البروبيوتيك.
عند استخدام مكملات بروبيوتيك، اتبع الجرعة الموصى بها على العبوة أو من الطبيب.

تحذيرات وآثار جانبية
قد تسبب البروبيوتيك بعض الآثار في البداية مثل النفخة أو الغازات، لكنها غالباً مؤقتة.
الأشخاص الذين لديهم مناعة ضعيفة أو يتناولون أدوية مثبطة للمناعة يجب أن يستشيروا طبيباً قبل استخدام مكملات البروبيوتيك.
ليست كل الأطعمة المخمرة تحتوي على بكتيريا بروبيوتيك نشطة؛ على سبيل المثال، بعض المخللات المبسترة قد تفقد الخمائر النافعة في عملية البسترة.

الخاتمة
في النهاية، البروبيوتيك ليست مجرد موضة صحية، بل عنصر أساسي لتحقيق توازن داخلي قوي عبر إدراجها من مصادر طبيعية مثل الزبادي، الكفير أو الخضروات المخمرة، يمكنك دعم جهازك المناعي وتقوية صحتك العامة ومع ذلك، ليست كل الحالات تتطلب مكملات، وقد يكون استهلاك الأطعمة المخمرة كافياً في حال تفكر في بدء استخدام مكملات بروبيوتيك، يفضل لك استشارة الطبيب أولاً، خاصة إذا كنت تعاني من مشاكل صحية أو ضعف مناعة ، توازن الأمعاء يعني توازن حياتك.




