ثقافة وفن

رواية العهد والأثر .. بقلم محي الدين محمود حافظ

رواية العهد والأثر .. بقلم محي الدين محمود حافظ

الحلقة الثانية
رواية العهد والأثر

ها أنا ذا إبليس مخلصكم جالسا علي عرشي علي الماء

و قد إنتهوا أتباعي الأغبياء من مهمتهم التي كلفتهم بها

وهي بث الفتنة بين أهل بلد فقير

متعة أن تري المرء يقتل اخيه بلا سبب

فقط شعارات ومسميات لجماعات تحكم بالمال

وكل منهم يريد الإنفصال و دولة عرقيه من رحم دوله

تنفصل و تسلح و تحشد و تقتل
متعه وما أجمله متعه

رائع هذا الذي جعلته يخترع سلاح المال

الكل يصارع من اجل البقاء حيا والدم يسال

و أمحو يوما بعد يوم وطنا
كان يحوي بين طياته نبيا يوما ما

قمة النشوه و الآن أحبائي الي المتاهه

التي وعدتكم يوما أني سأشرح لكم تفاصيلها

و سر المختار

و همس عيسي للمجدليه
أرويت لكم أم نسيت ؟

حامله العهد وأين ذهبت ؟
وسر الكأس المقدسه
لابأس كل في حينه

فقط من سيربط الأحداث منذ بدايتها
هو من سيفهم السر

والآن الي القوي العنيد موسي بن عمران
عدوي العتيد

لقي موسي ربه في مشهد مهيب
تحاوط الملائكة السماء وتخشع الجبال
فقط لتجلي نور الله وتدك الجبال دكا
ويقول رب الملكوت
يا موسي إني أنا الله رب العالمين
وصعق موسي وفقد وعيه وطمأنه
ولاطفه وقال تعالي
(وما تلك بيمينك يا موسي)
قال موسي عصاي تساعدني
في جمع الغنم وأتكأ عليها

قال رب موسي

(و أن الق بعصاك فلما رآها تهتز كأنها جان)

صعقت وانا أمير النار من هول الموقف

أفعي ضخمه مهيبه مخيفه
نعم تحولت العصا لأفعي مهوله
وكذلك صدم موسي
ولكن الله طمأنه
و (قال خذها سنعيدها سيرتا الاولي)
(يا موسي أقبل ولا تخف إنك من الآمنين)
ولأنه نبي ورسول قوي
إطمأن ومسك العصا وعرف إنها منحه
وهبة من الرب له وسلاحه الإلهي و السر
.نعم هي الأثر الذي سيواجه
به يوما أعظم الطغاه
ولكن رب العالمين فاجأه بأمر آخر
قال لموسي أدخل يدك الي جيبك وأخرجها
تجدها بيضاء نورها يغشي العيون
ففعل ولم يفهم وتعجب
وانا عزازيل أستشيط غضبا لعدم فهمي

وأمره الرب أمرا مباشرا
أنت الآن رسول الله

حاملا الأثر وهي العصي
ونور الله علي كفك
وجاء الأمر من مالك الملك

إذهب الي فرعون

إدعوة للإيمان فذانك برهانان
من ربك الي فرعون وملئه

فرعون…… ؟؟؟
.هنا تخوف موسي وقال
ربي لقد قتلت مصريا وندمت
وتبت وهربت من قصر فرعون
الذي وجدوني فيه في اليم رضيعا
و تربيت فيه وكبرت
وأصبحت يوما أميرا للجند
قبل أن أقتل المصري الذي خدعني
بالخطأسيقتلني فرعون وجنودة…

هنا رد رب العرش بقوه
أزالت الخوف من قلب موسي
قال المولي يا موسي

(إني لا يخاف لدي المرسلون)
قال موسي آمنت بالله القوي الجبار
ولكن لي طلب ورجاء من ربي
ورب الملكوت أنا لست فصيح في الكلام
مثل أخي هارون هو أفصح مني
وأنت المولي تعلم ما في قلبه
…فلاطفه رب الرحمه و لبي طلبه
وقال تعالي(سنشد عضدك بأخيك)

وهنا أعترف أنا إبليس أن ما حدث علي أرض مصر من تجلي لله ودك الجبال وعصا موسي
والحب والايمان والحنان
الذي ربط أول رسول برب العالمين
كليم الله موسي

نعم جن جنوني
وانا إبليس المتحكم والمسيطر

وغلي الدم في عروقي
وها هو موسي عائدا لأهله
وأخبرهم بهول ما قد كان
وأبلغ أخيه ببشري النبوه
فسجد و بكي هارون أخيه

وحمد الرب علي فضله وتحمله
العهد والرسالة مع أخيه موسي
وإستعدوا للذهاب الي فرعون

وهنا أتوقف قليلا…
لما لم أدخلكم المتاهه حتي الآن؟
إذن فإستعدوا…

لأني سأذهب بكم عبر نفس القصه

ولكن قبلها بسنوات لأسرد لكم
متاهتي التي حيرتني وأذلتني

آسيا
سيدة نساء العالمين
وحقا هي الاجمل و الأنقي
وواحدة من أربع سيدات
عبر الزمن هن سيدات نساء العالمين

آسيا
هي زوجه فرعون الهكسوسي

الذي احتل مصر واستقر في الجزء السفلي من شبه جزيرة سيناء وكان قادما من بلاد كنعان وجمع جيشا وتحالف مع الأسباط أو أولاد نبي الله يعقوب الإثني عشر وخانوه فاستعبدهم ونصب نفس إله و بعدها هزم المصرين وجيش والد الامير حورس و هربت أمه وبقايا جيش مصر الي الصعيد ليكبر حورس في صعيد
مصر ويصبح أميرا فتيا عاشقا لمصر
و عازما علي الثأر لابيه
وتحرير شمال غرب مصر

اذن حتي لا تاخذكم المتاهه

بعيدا الهكسوس ملكهم فرعون ومصر السفليه يحكمها حورس والدلتا يحكما دويلات صغيره حكامها ليبيون سنوسريون كانت الدوله المصريه في أضعف حالتها وأعود لأسيا الملكه الرقيقه زوجه الظالم مدعي الالوهيه
ومستعبد بني اسرائيل لم تؤمن قط آسيا

أبدا بألوهيه فرعون وكانت لآسيا مساعده
غريبه الأطوار تفعل امور غريبه في السر
وتبكي سرا وتهمهم بكلام غير مفهوم

و كانت الملكه آسيا تحبها
وكانت دوما تسأل ماشطتها
عن سر الهمهمات التي ترددها
وتخاف الماشطه ولا ترد
حتي جاء يوم وسقط المشط
من يد الماشطه

فسمت الماشطه بالله
وأكتسف السر التوحيد
وإلتقطت المشط وارتبكت الماشطه
و خافت فطمأنتها آسيا

و سألتها آسيا بحنان من الله؟
هنا حكت الماشطة إنها موحده بالله
وعلي دين إبراهيم..وحكت لها عن الإيمان وقصه ابراهيم والفداء وروعه حب الله

فآمنت الملكه آسيا وكان موسي وقتها شابا عفيا…وهي من ربته وكان يحبها كثيرا
وإنعزلت آسيا عن الجميع منزويه
في ركن علي مشارف البحر تتعبد الخالق

وتدعوه و ترجوه وتستغفره وتحلم بلقاءه
و هي ساجده كانت لها طلب وحيد
من حبيبها ومولاها رب العرش
أن يكون لها يوما بيتا في الجنه

و أحس فرعون بتغير حال الملك

فقال أحد أتباعي من شياطين الإنس
وهو أحد أكبر الكهنه
أنه علي علم أن الملگه
لا تجالس إلا ماشطتها
أو تجلس وحيده
علي البحر تفعل امور عجيبه
وترفع يدها للسماء وتسجد براسها
علي الارض و التراب واخبره
أنه علم أن الماشطه علي
دين التوحيد وإستشاط فرعون
ونجحت خطتي فأنا

عزازيل

و إبليسكم المخلص
و إستدعي الملكه والماشطه
وأولادها السته ورضيعها

وأوقد لها نارا عظيمه
في حفرة ضخمه
وبدأ فرعون أن يدعوا الماشطه
أن تؤمن بألوهيه فرعون
فرفضت فرمي بأول أولادها في النار الموقده
فقالت الماشطه هو ربي الواحد وبكت
فرمي بالثاني وتكرر القول
حتي رمي بأولادها وبكت آسيا
وسجدت حتي تجرد الطاغيه
فرعون من كل مشاعر الإنسانيه
وسحب الرضيع من يدها
وهنا صرخت آسيا وقالت

اللهم انت ربي ورب المستضعفين
وهنا حدثت المعجزه
وتكلم المهد إبن الماشطه
وقال إثبتي يا أم
لقائنا في الجنه

وكان رضيع الماشطه
أول من يتكلم في المهد
وأول رضيع يهزمني
انا إبليس
لهذة الدرجه فشلت
وهزمتني ماشطه آسيا

ووسوست لفرعون لينتقم لي من آسيا
وفعل فرعون وحبسها
وحبس عنها الطعام وقيدها
وربطها بالحديد ولكن
لم يدم الأمر ساعات
حتي بشر الرب آسيا
بكونها سيده نساء العالمين
وإنها علي مشارف قصر في الجنه
عن طريق جبريل الملگ
و فاضت روحها الطاهره

و إمرأة فرعون إذ قالت رب
إبني لي عندك بيتا في الجنه
ونجني من فرعون وعمله
ونجني من القوم الظالمين

إنتهت متاهتي اليوم
وسأعود لأروي قصه
الخلق بصدق و يوما ما ستعرفوا
سر المتاهه و الدائره
فأنتم يا من خلقتم من طين
خلقتم لتكونوا ندا لي
ويوما ما ستعرفوا الحقيقه
و السر المسكوت عنه
و كيف زيفت تاريخكم المسكوت
عنه عبر الأزمنه

فتلك متعتي ومسلاي
الانتقام

ولاتنسوا متاهتي الجديده
اللغز
السامري

يتبع

بقلم

محي الدين محمود حافظ

المصادر سورة طه

سورة العنكبوت سورة القصص

البداية والنهاية لإبن كثير
اخبار الزمان للمسعودي
برعايه مؤسسه العربي الكويته للنشر والتوزيع
برعايه دار نهضه مصر

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى