بقلم الشاعر العربي طارق فايز العجاوي
فكري سليم وروحي حرة ويدي
مضبوطة ويراعي غير ختال
فالدهر لا ردني بوح السداد ولا
قلبي الى متعة الدنيا بميال
فما حزنت لفقر بعد ميسرة
ولا سعدت بوفر بعد إقلال
أعتى الدواهي غدر قبله ثقة
وأبغض الحيف صد بعد إقبال
غبتم فأعتم بدري بعد غربتكم
وساء ريع المعالي بعد إجمال
قد كنت أقربني منكم على سعة
حتى أصبت بما لم يجر في بالي
لم أجن في الفكر جرما أستحق به
طعنا ولكنها تشويه أقوال
نفح من الطيب ما برحت مخايله
في ساحة الفكر إلا جال بلبالي
يا حاقدين علينا هل الى عدة
بالحب دهر أغزل فيه إقبالي
لا حيف في سوى حرية حكمت
يراعتي عن رضاء الميل بالمال
لزمت خطة أقراني فجدت بها
على مدارج أفكار وآسال
فما يجوس شرود الغدر في خلدي
ولا تحاك خيوط الشر في خالي
لكنني في ربيعي عشت منطلقا
واليوم سوحي شحت فيه أمثالي
عشت شطريه من سعة ومعسرة
وعبرت بابييه من يسر وإمحال
غمامة لزمت روحي فما علقت
بطرفها من عجاج القبح أذيالي
وأين أنشد ما أبغيه من طلب
والود في الارض أعيا كل محتال!
لم يبقى لي طلب في العمر أرغبه
إلا خليل أمين صادق الخال
لا في الشمائل لي خل أشاركه
فصل الخطاب ولا ولف فيرعى لي
إذا الشمائل تراءت خلفها نثرت
لطائفا ذات أطياب وأشكال
تحفو بي الريح أحيانا ويلفحني
قر البوادي ببرد منه أسمال
يظل في شظف عطشان مرتقبا
نفح الندى بين أسحار وآصال
فذاك خلي ولم أجحف وربتما
جاوزته بجوى غم وإعوال
ولا تطيق يدي تبري شبا قلمي
وكان ملك يميني كل عسال
علام أفرغ والاعوام تكتب لي
بحسن ما كان من وصفي وإغفالي
وكيف يجحد سربي طيب بادرتي
وقد غرست الشذر فيهم وأمثالي
أنا ابن طرحي وحسبي في الشموخ به
وان غدوت سليل المجد والحال
ولا تهزك في الفكر مشاكسة
من الرعاع فليس الغار كالضال
أنا ابن جنسي لولا لبه شبح
مكون من عظام ذات أوصال
فانظر لفكري تجد روحي مطرزة
في كوتيه ففكري شاد تمثالي
يلقى بها الطالب المجهود غايته
ويلتزم بشذاها كل قوال
راقبت مجمل أفكاري فما لمست
سريرتي فيه ما يطعن بأعمالي
فإن يكن جف نبعي بعد ثورته
فالعمر بالطبع إدبار وإقبال
كر وفر وتعليل ومعضلة
يا للمرؤة من وصلي وإهمالي
لا أستسيغ فرارا من غيابته
قطعا لانه محكوم بعقال
تكاد قوة عصف الفكر تجعلني
كريشة في ربوع الارض جوال
كأنني كرة جوفاء من ورق
وموجة في محيط ذات أوشال
فمن استساغ قول الزور أبعده
عن الخليل سواد القيل والقال
لم يع من نام مبتهج بمتعته
اني بنار الجوى من بعده صالي .
