“الإحتراق النفسي وكيفيه التعامل معه والتغلب عليه ”
كتبت: سهيله عسكر
مصطلح الاحتراق النفسي :
” تم صياغته من قبل عالم النفس الأمريكي هربرت فريودنبرغ في السبعينات وهو حالة من الإجهاد العاطفي والعقلي والجسدي و مجموعة من الأعراض النفسية ٬ الذهنية والانفعالية المتراكمة تنجم عن الضغط المفرط والمستمر لفترات طويلة، التي تجعل الشخص يشعر بالإجهاد الذهني ٬ التبلد الشخصي وعدم الرضا عن كل الأعمال التي يقوم بها، مع فقد القدرة على أداء المهام المطلوبة، وقد يصل الشخص إلى هذه المرحلة نتيجة لعدة عوامل. ”
*أسباب الإحتراق النفسي :
تأتي العوامل الإجتماعية ٬ الإقتصادية ٬ النفسية .. وأحياناً البيولوجية لتشكل أسباب الاحتراق النفسي وأبرزها :
– العمل المكثف و المجهد لساعات طويلة و فوق طاقة العامل.
– عدم الحصول على تقدير كافي “مادي أو ترقية” في مقابل العمل المجهد.
– عدم الحصول على فترات راحة و إجازات كافية.
– نفس ما سبق ينطبق تماما على الزوجة و الأم اذا ما كانت الأعباء فوق طاقتها و تشعر بعدم التقدير أو لا تستطيع الراحة و النوم بقدر كافي.
– لقيام برعاية كبار السن و المرضى لفترات طويلة و دون أي مساعدة أو دعم من الآخرين .
– عدم وجود أوقات فراغ و هوايات تعيد للانسان توازنه النفسي
– الحرمان العاطفي أو الجسدي الشديد.
-عدم وجود أصدقاء أو حياة إجتماعية سليمة تتيح الدعم النفسي.
– عدم التفاهم مع الاسرة والاصدقاء ونشوء نزاع دائم مع المحيط والتعرّض للعدوانية والسخرية خاصة في مرحلة الطفولة.
– الميل إلى الكمال و النظرة التشاؤمية للعالم أو للذات.
*أعراض الإحتراق النفسي :
* العلامات الجسدية :
– الشعور بالتعب والاستنزاف وبالمرض معظم الوقت.
– إنخفاض بالمناعة والصداع المتكرر.
– آلام الظهرو العضلات.
– تغير في الشهية وعادات النوم.
* العلامات العاطفية :
– الإحساس بالفشل والشك الذاتي.
– الشعور بالعجز والوحدة.
– فقدان الدافعية
– السخرية من الآخرين.
– التوقعات السلبية من الآخرين.
-إنخفاض الشعور بالارتياح والإنجاز.
* العلامات سلوكية :
– الإنعزال عن الآخرين.
– المماطلة.
-الإحتياج لوقت أطول لإنجاز الأمور.
تفريغ إحباطك في المحيطين بك.
الخروج من العمل في وقت متأخر أو تركه مبكرًا.
*الفرق بيت الإحتراق و الضغط النفسي:
كلاهما مجهد نفسيا و لكن الشخص المضغوط نفسيا يستطيع التحسن بسهولة و سرعة عندما يتخلص من الضغط و يشعر بالسيطرة على حياته، أما المحترق نفسيا فهو لا يرى أمل في التغيير و لا يحاول السيطرة على ظروفه و يميل للتشاؤم الشديد و الإنعزال.
الإحتراق النفسي هو عملية تدريجية تحدث على مدى فترة طويلة من الزمن، لا بين عشية وضحاها، ولكنها قابلة للتطور عند الأشخاص الذين لا يولون إهتمامًا لإشارات التحذير، فبالرغم من أن علامات الإرهاق تكون خفية في البداية، إلا أنها تزداد سوءًا مع مرور الوقت.
*طرق الوقاية من الإحتراق النفسي :
– أبدأ نهارك بالاسترخاء، فبدلًا من القفز من السرير بمجرد الإستيقاظ يمكنك قضاء خمسة عشرة دقيقة في التأمل، أو القيام ببعض تمرينات التمدد.
-عش بطريقة صحية سليمة من خلال عادات الأكل الصحي، التمارين الرياضية والنوم مما يمنحك طاقة ومرونة لازمين للتعامل مع متاعب ومطالب الحياة.
– تعلم قول كلمات “لا، آسف، لا أستطيع مساعدتك” عندما يطلب منك شخص أن تفعل شيئًا ما لا تريده أو لا تستطيع القيام به؛ لا تحاول أن تسعد الناس على حساب وقتك وعائلتك.
-خذ قسطًا من الراحة بعيدًا عن التكنولوجيا بشكل يومي، يمكنك إستبدال هذا الوقت بالقراءة أو تلاوة القرآن .
– تعزز الجانب الإبداعي داخلك، من خلال البدء بمشروع جديد أو إستئناف هواية مفضلة أو عبر أنشطة لا علاقة لها بالعمل.
-كل تلك الخطوات تصلح لمنع حدوث الإحتراق ، أما في حالة الوصول لمرحلة الإحتراق الكامل فبجانب كل ما سبق ينصح بالآتي من أجل التعافي:
– أجبر نفسك على أخذ قسط من الراحة، وذلك من خلال تقليص الألتزامات والأنشطة مهما كانت، وأمنح نفسك الوقت الكافي للشفاء والتأمل.
– أصدقاءك وعائلتك في هذه الحالة هم أكثر أهمية من أي وقت مضى. ببساطة، تقاسم مشاعرك مع شخص آخر يمكنه تخفيف بعض الضغط عنك؛ وكل ما هو مطلوب من هذا الشخص هو أن يكون مستمعًا جيدًافقط دون ان يحاول الإصلاح.
-خذ وقتًا كافيًا للتفكير بآمالك وأهدافك وأحلامك وأعد تقييم أهدافك وترتيب أولوياتك، فالإحتراق يمكن أن يكون فرصة مهمة لتغيير مسار حياتك، ولإكتشاف ما يجعلك سعيدًا بحق من جديد