ثقافة وفن

 بالصور..ويبقى الجهل هو السلاح الأخطر على البشرية

كتب رضا عواد

فى أطار المهرجان الأقليمى لأقليم شرق الدلتا الثقافى قدمت فرقة فاقوس المسرحية العرض المسرحى أيكادولى من تأليف جمال عبد الناصر ودرماتورج وإخراج أحمد سعيد .

يناقش العرض تأثير الجهل على المجتمع وكيف يمكن لأى شخص أن يتحكم فى أفراد المجتمع ويجعلهم دمى تتحرك كيف شاء بأستخدام ثنائية الدمار الجهل والخوف.

وتبرز شخصية طفوان الدجال الذى يصنع الحدث الذى يخدم انتقامه من أهل القرية ويقوم بالقاء السم فى النهر ويقنع الجميع أن المرض الذى أصابهم هو لعنة لأنهم منعوا الهدايا والقرابين التى كانت تقدم لأسياد النهر والحل الوحيد ليتخلصوا من تلك اللعنة هو ان يكون ذلك الدجال وكيلا لهولاء الأسياد على الأرض ويحكم بأسمهم ويضع يده على خيرات القرية ويشرع فى انتقامه من الجميع لينتهى بتقديمه الفتاة مريم كقربان بشرى.

من خلال الاحداث نرى شخصية شيخ البلد الذى يحرم مريم من ابسط حقوقها رغم أنها لا ترتبط معه بصله دم ولكنه يتحكم فى حياتها كيفما شاء حتى انه منعها من التعليم وكأنه يطبق مقولة محمد سعيد باشا والى مصر السابق حين قال إن حكم شعب جاهل افضل من حكم شعب متعلم .

ويتجلى تحكم العادات التى عفى عليها الزمن حين يرفض الطبيب الذى تقدم لخطبتها بحجةانه ليس صعيدى مثلهم ..

وفى اتساق مع الواقع تظهر شخصية هارون الذى يأكل على كل الموائد ليؤكد ان كل طاغية لابد له من ذاك الذى يعرض خدماته ويحقق أوامره.

التأكيد على قيمة الحب التى يحمل النص إسمها وأنه ما يصنع المجتمعات وهو السلاح الحقيقى لمواجهة أى شئ

من الواضح أن المخرج تعمد كسر الحاجز الرابع منذ البداية عن طريق الغناء الذى بداء من الصالة وأيضا بعض قطع الديكور التى تجاوزت حيز خشبة المسرح ليتماس مع الجمهور فى عرض قدم منهم ولهم وكان التفاعل خير دليل على نجاح المخرج فى هذا .

إضاءة كانت موفقة فى حالات المشاهد بشكل جيد جدا ولكن لم تكن بمثل هذا التوفيق فى نقلات المشاهد.

إيقاعات خلابة وأشعار ولا أروع شدا بها مى منصور وعلى حسنى لتضيف حالة من الشجن وتفاعل الجمهور معها وجعلته يعيش فى حالة العرض من البداية للنهاية

من حيث السينوغرافيا فكان هناك توافق بديع بين الديكور والملابس والإضاءة وفكرة الديكور ذاتها على الرغم من بساطتها إلا أنها كانت معبرة جدا لترسم ثلاث لوحات هى القرية والدوار والموستوصف بمنتهى البراعة .

اداءات تمثيلية متباينة ولكنها اتسمت أغلبها بالجودة فكان رضا سمير هو الأفضل على الإطلاق بشخصية طفوان وأيضا تميز محمد حسن بشخصية هارون ومحمد بكار بشخصية الدكتور يسرى وعمر الخديوى الذى اظهر تطورا ملحوظا .

بالنسبة للأدوار النسائية فقد أدوا ماهو مطلوب منهم دون أى تعقيد نظرا لمحدودية الأدوار وعدد الشخصيات النسائية وهم ندى محمد وفاطمة مصطفى ولفتت الأنظار اصغرهم سنا وتدعى لوجى لثباتها على المسرح رغم صغر سنها

فى النهاية كانت مشاهدة ممتعة واتمنى تكرراها .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى