بقلم : نجوى عبد العزيز
التقيا على طاولة الأدب هو شاعر وهي مشروع قاصة؛ الطريق إلى قلوبهما كان ممهدًا افتقاد الأنيس وسفر الاولاد، وخلو الديار من الأنفاس.
الشاعر أطلق عليها أبياته المعسولة وخبرته مع الغيد الحسان، وأغدقت عليه ٱهاتها المكتومة وافتقادها لروح تصرع وحدتها وتضمها بحنان تنسيها غربة الروح في دنيا فراغ وافتقاد مرؤة وغربة تغلل في قلب الوحدة المدوي بضجيج الفقدان والوحشة
اشتبك الحب بين قلبيهما وتعاركت عقولهما رفضًا وامتثالًا تارة وأخرى عنادًا وخصامــًا تواعدا على الارتباط أحدهما كان ليس حريصًا على ديمومة الاستمرار ربما كان الخوف قاسمًــا مشتركـًا في كليهما على نفس المساحة
فوجىء بانفجار براكين محبتها له حممـًا وهي تهمس صاخبة ذات مساء في موعدهما الاثير : احبك حبًا اسطوريًا هو يا عمري ثلاثة أنواع من الحب في آن واحد اعشقك! واهيم بك؛ وأهواك، وتحتل كياني وتتغلغل في وجداني وتحيا في شرايني !
أعشقك بامرأتين وطفلة
ضحك بسعادة ودهشة : ماذا تقولين ؟!!
قالت له: اولًا أحبك طفلة افتقدت والدها فلما رأته بعد غياب تشبثت به بقوة فهي تكاد لا تفارقه؛ وتكتنز له من الحلوى مالذ وطاب ولا أوصيك عليها فالابنة عند والدها اثيرة، معززة كريمة في عيون قلبه .ترفق بها هي سندك وظهرك في كبرك هي لا تنشد منك الا حنانا وبعض عنايتك.
أما حالة الحب الثانية التي تحملني في سموات رقعتها جنون وأنسامها خدر
فأني لك عاشقة بمشاعر انثوية تحرقها نيران الغيرة ويكويها الشوق والحنين ويضرم النار في اعماقها نظرة منك غير مقصودة تُحاسبك بها حسابـًا. عسيرًا
على خواطرك إذا ما الى غيرها مالت واستكانت!
أما الحب الثالث فهو لامرأة قوية رشيدة تحبك بعقلها وتدينك به أيضا حبها لك حبـًا راسخـًا عميقًا فهي امرأة ناضجة، تكاد تفتك بي، ذات ظنون ورشد وقوة وعنف ولا تستسلم لضعف هي أيضًا بك متيمة مشوقة مغرمة تباهي بشغفها بك الذي استوطن عقلها فتقول: احبه بعقلي الراشد وأرفض أقوال منه فجة تُدمي المحبة؛ واضمدها بحنانه وقربه ولكنه حبيبي كثيرًا ماتشطح في الخيال وتقول في روية بلا امتثال بل بالتحليل والقسوة والحكمة والتعقل: انها في كل كلمة تقوم بتفيكيها واعادت مفرادت حروفها بتقديم حرف قبل حرف واعادت صياغتها كما يتراءى لها، ثم بمطرقة من حديد تنزل على رأسي مهددة ومتوعدة بالويل والثبور وعظائم الامور
أنصت إليها يُجيد فن الانصات كما يتقن فنون الغزل وطرائقه المتنوعة، وفنونه المتعددة سكت هنيهة ثم قال في هدوء بصوت حنون بظاهره الرحمة و باطنه الفرار والتخلي :
لا حل الا الارتباط، فلنتزوج!
لنرعى الصغيرة ونحيي الانثى الأثيرة، ونحجز للكبيرة رحلة طويلة تطوف بها بلاد وبلاد وتستقر في المهجر والبعاد
ردت عليه في انكسار: لا استطيع التخلي عن الثلاثة لا أستطيع فأنا هن ؛ تركي للرشيدة ترحل يقف بي على هاوية الضياع وانتظار ضجرك وسأمك وركضك خلف الغيد الحسان.
الزواج منك يحرمني أنسي بالعذاب والغيرة ! ويتركني في ترقب خلو قلبك مني
و لدفقات كلماتك المعسولة التي تدفئني في صقيع وحدتي!!!!!