
بقلم أحمد عرفة جابر
المقدمة
مصر ليست مجرد وطن يسكن على خارطة العالم، بل هي جوهر الحضارة وراعية الفنون، مهد العلم ومنارة الإنسانية. هي الأرض التي أنارت العالم بحضارتها، وصنعت تاريخًا لا يُمحى. من قلبها ينبعث الإبداع، ومن شعبها تتدفق القوة والعزة. مصر هي القلب الذي لا يتوقف عن النبض، والوطن الذي لا يعرف الاستسلام، والرمز الذي يجسد العزة والكرامة.
—
مصر.. مهد الحضارات وراعية الفنون
منذ فجر التاريخ، كانت مصر الرائدة في تقديم الفنون والإبداع للعالم. الفراعنة، بأهراماتهم وتماثيلهم وجدران معابدهم، لم يكتفوا ببناء تاريخ خالد، بل أطلقوا العنان للفن ليحكي قصص أمجادهم.
وفي العصر الحديث، أصبحت مصر “هوليوود الشرق”، حيث أنجبت عمالقة الفن الذين غنوا ولحنوا ومثلوا وأبدعوا ليصلوا إلى كل بيت عربي. السينما المصرية وضعت قواعد الفن السابع في المنطقة، بينما الموسيقى المصرية بأصوات أم كلثوم وعبد الحليم حافظ أعادت تعريف الطرب الأصيل.
—
مصر.. منارة العلم والاختراع
في عالم العلم، مصر هي أم العظماء. أحمد زويل أحدث ثورة علمية حصد بها نوبل، ومجدي يعقوب أذهل العالم بإنجازاته الطبية. الدكتور مصطفى مشرفة، الذي وصفه أينشتاين بأنه أحد أهم علماء الفيزياء النظرية، وسميرة موسى، العالمة الفذة التي كانت من أوائل السيدات اللاتي اقتحمن مجال الطاقة النووية، كلاهما يمثلون عبقرية مصر التي لا حدود لها.
فاروق الباز، مصطفى السيد، وعشرات الأسماء الأخرى هم سفراء مصر في عالم الاكتشاف والاختراع. مصر ليست فقط منارة للعلم، بل هي أيضًا الأرض التي تحتضن العقول وتدفعها نحو الإبداع.
—
مصر.. قوة سياسية إقليمية ودولية
على مر التاريخ، لعبت مصر دورًا سياسيًا بارزًا في دعم الاستقرار الإقليمي وتحقيق التوازن الدولي. من قيادتها للقمم العربية والإفريقية، كانت مصر دائمًا في قلب صناعة القرار.
الدور العربي: مصر قائدة الأمة العربية، ومواقفها في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية تجعلها ركيزة أساسية في العمل العربي المشترك. فهي تحتضن مقر جامعة الدول العربية وتعتبر صوت الشعوب العربية في المحافل الدولية.
الدور الإفريقي: على مستوى القارة السمراء، تعمل مصر على تعزيز التنمية والتعاون بين دول إفريقيا. مشاركتها الفعالة في الاتحاد الإفريقي ومبادراتها التنموية، مثل “منتدى أسوان للسلام والتنمية”، تؤكد التزامها بمستقبل إفريقيا.
الدور الدولي: سياسيًا، مصر حاضرة في كل القضايا الدولية الكبرى. من مكافحة الإرهاب إلى السعي لتحقيق السلام، تساهم مصر بفعالية في حماية الاستقرار العالمي.
—
مصر.. مطمع الغزاة ومقبرتهم
كانت مصر دائمًا مطمعًا لكل الغزاة، لكنها كانت أيضًا مقبرتهم. من الهكسوس إلى التتار، ومن الحملة الصليبية إلى الاحتلال البريطاني، لطالما وقف المصريون سدًا منيعًا أمام كل من أراد أن ينال من أرضهم.
جيش مصر العظيم، خير أجناد الأرض، صنع ملاحم بطولية خلدها التاريخ، بدءًا من معركة قادش وصولًا إلى نصر أكتوبر المجيد. شعبها الباسل لم يتوقف عن الدفاع عن ترابها المقدس، وكتب بدمائه أن مصر ليست للبيع، ولن تكون.
—
مصر.. درة الرياضة العربية
على أرضها، تألقت الرياضة بكل أنواعها. كرة القدم هي اللعبة الشعبية التي عرفت العالم بنجوم مثل محمود الخطيب ومحمد صلاح، بينما رفع أبطال مصر راية البلاد في الأولمبياد وكأس العالم. مصر هي أيضًا قائدة عالم الإسكواش، حيث يسيطر أبطالها على التصنيفات العالمية.
—
الوحدة الوطنية.. الحصن المنيع لمصر
مصر هي نموذج التعايش الذي يفتخر به العالم. المسلمون والمسيحيون يعيشون جنبًا إلى جنب، يتشاركون في بناء الوطن والدفاع عنه. الكنائس بجوار المساجد، والجميع يعمل لهدف واحد: رفعة مصر.
الوحدة الوطنية ليست شعارًا، بل حقيقة تجلت في أصعب الظروف. في حرب أكتوبر، وفي ثورة 1919، كان المصريون يدًا واحدة.
—
الخاتمة
مصر ليست مجرد دولة، بل هي تاريخ يروى، وحضارة تعيش، وشعب يصنع المعجزات. من الفن إلى العلم، من الرياضة إلى السياسة، ومن الوحدة الوطنية إلى البطولات العسكرية، أثبتت مصر أنها القائدة والرائدة.
مصر هي القلب الذي لا يتوقف عن النبض، والوطن الذي لا ينكسر. ستبقى مصر عظيمة بشعبها وجيشها وقيادتها. إلى كل من يفكر في المساس بها، تذكر أنك أمام وطنٍ لا يقبل الهزيمة، وشعبٍ لا يخشى الموت في سبيل أرضه. حفظ الله مصر، ودامت درة الأمم ومصدر الفخر لكل من ينتمي إليها.