مقالات
لُغتُنا العربيةِ لأين تمضى؟
بقلم :الشاعرة جهاد نوار
لم تعد معضلة لغتنا العربية، هى عدم التحاور بها فقط،بل زادت المشكلة فى كيفية رسمها، كم ساءنى رؤية فيديو تعليمى عن أهمِ غلطة إملائية يتوارثها الكثير من بعضهم البعض.
حيث كان العنوان للفيديو،به نفس الخطأ المراد تصويبه فكتبت المعلمة:العنوان كالتالى (الفرق بين الهاء المربوطة،و التاء المفتوحه؟) و قد يقول أحدهم. أنه خطأ تاتش،لكن للأسف المعلمة ذاتها تضع اسمها الشخصى به نفس الخطأ فسارة،أصبحت ساره ساره؟
فكيف نُعلم،و نحن بلا عِلم؟و لماذا وصلنا لتلك الاستهانة بكتابة صحيحة للكلمة؟ و أين كراسةُ الخط العربى المصرية،التى لازمتنا طيلة سنوات المرحلة الابتدائية،و الإعدادية؟!
حيث كانت يُفرد لها حصة خاصة،و لها واجب منزلى،للتدريب على قواعد الكتابة الصحيحة التى كان لها أثرا جيدا على أجيال كثيرة.
كم أحزن لكثرة تلك الأخطاء الإملائية،التى تتوسط أى منشور ،سواء من شخص عادى،أو للأسف المتعلم القوى،كذلك بعض المشاهير من الإعلاميين،أو كادر الصحافة،حين ينثرون
أحرفهم الرديئة،ليست فى الموضوع فحسب،بل، و فى الكتابةِ أيضا ،حتى أن أحدهم رسخ لضرورة الكتابة بالدارجة فى الجرائد الورقية، ليسهل على العامة قراءتها.
و لم يُعب على محررى المجلة ما يحدث منهم،و بالفعل كل المواقع اليوم،ينتشر بها مئات،بل ألاف الكُتاب بالدارجة المصرية المهينة للغة العربية، فكرا،و طرحا،و أسوأ نصا.
الجُرنال الذى تعلمنا منه ،و من رواد كُتابه،صار اليوم هو أول معول هدم للغة العربية،بسبب التهاون،و الاهتمام فقط بالتواجد،و التكسب، و لُغتنا الأم يتم تجريفها من جمالها بمنتهى السهولة،بإجماع تام ممن يقال عنهم الصفوة،و المفترض فيهم دقة التعبير،بعد دقة الإملاء.
إن التدقيق الإملائى هام جدا،فى أماكن كثيرة،منها تعود للغة العربية مكانتها،و هويتها،و لو كنا بدلناها بالدارجة الخاصة بمجتمعنا،فليس معناه أن نكون سببا فى مَواتها؟!و بناء عليه
فلا بد من تأهيل كل مسؤول داخل أى كيان رسمى،أو غير رسمى،و يحتاج لإجادة اللغة العربية،من إذاعة،او تليفزيون،و قنوات فصائية،فهى من اللغاتِ الحية.
لغة القرآن الكريم التى حُفظت بكلمات الرحمن فى محكم التنزيل،كما أنها لغة عالمية،و لن أقول لأنها معترف بها من قِبل العالم،بل لأنها أيضا لغة ملايين المسلمين فى كل مكان فصارت عالمية.
نرجو توخى الحذر فيما نرى من تجاوزات كتابية فلقد صارت
صارت كلمة الحياة،تُكتب حياه،و لفظ الجلالة الله،يُكتب اللة،تحريف اللغة يبدأ بخطأ متعمد من متهاون فى يده سلطة،فيتقلد به الآخر داخل مؤسسة،أو موقع،أو منبر.
لذا أحرص دوما على وجود المدقق الإملائى فى مواقع النشر بمنتدياتى الثقافية،و لا انظر لترويج دارجة أى كاتب،لأن الاهتمام الأول هو للفصحى العالمية،فلا لتغيير الحروف،من انظر لانضر،و احفض،لا من احفظ، و غيره مما لا يجد له مكانا بيننا.
جاردى