مقالات

تحت منعطف الحرية والتحرر

تحت منعطف الحرية والتحرر

بقلم الأديبة جهاد نوار

فى عهودٍ سابقة كانت أكبر أمنيات الأنثى بالعالم العربى، و الشرقى خاصة ،و مصر خاصة خاصة..
هى الحريةُ،و التحررية ليس من قيد الحراملك و اليشمك فقط مع أغلال العبودية،فى ظل الأب أو الأخ ،ثم الزوج ،و احتمال الإبن فى فترة لاحقة.

فظلت المرأة تعانى زمانا من انتقاصٍ شديد
فى قدراتها على اتخاذ قرارات فى أمور
تخصها فقط، و ترتبط بكيانها ،و طموحها التى كانت تنكسر على مأدبة الرجل، و بلا رحمة.

و نادرا ما حظيت إحداهن ببعض الحرية إلا إذا كانت ذوى سطوة مالية ،ففرت احيانا من الأسر
بسبب قوة شخصيتها إنما أيضا حرية بتحفظ؟!

لذا حُرمت من التعليم، و الوصول للجامعات
و الخروج للعمل.. غير أنها كانت تتمنى القليل من الحرية داخل جدار المنزل فهى المكبوتة ، المغلوبة على أمرها.

عارية دوما حتى بالفكر فلا حق لها أن تفصح عن رأيها بقوة ،و لا تتمسك بحقها فى الحياة هى مجرد قطعة من أثاث منزلى اشتراها بمهر ،أو تحفة ثمينة داخل دولاب تحت عنوان بيت، أو قصر هذا لو كانت من الجميلات؟.

حتى أتى من بدأ المناداة بحريتها لتخرج من قُمقمٍ صنع لها بيدها أحيانا،و كان الهدف الأول الهام هو الحرية الفكرية،و ليس الحرية السافرة
و رفع الحجاب ليس عن الوجه بل إماطته عن العقل، و العين.

فالسفور ليس فقط. سفور الوجه و الجسد
الذى يستحق كل تلك الثورة،من سافرات الوجه ذوى عقول معتمة ،عليها أُسدلت ستائر الجهل رغم التعليم، و الاطلاع

و كم من أمياتٍ محتشمات لكن لهن فكر
متحضر به صنعن أجيالا من رجالات الأمم
فى كل عصر.ط،و حافظن على القيم، و التقاليد و الدين لذلك حافظوا على موروثاتنا العتيقة
التى أضاعها اليوم من لم تفهمن معنى الحرية

و اختزلوها فى بنطال متقطع من كل ناحية
و كَم المساحة المكشوفة أسفله ،فى علاقة
طردية بين السفور، و بين التحضر ،و الهاى
كلاس التى أفشت كل سبل السقوط، و التدهور فكريا و أدبيا،و اجتماعيا؟

و ضاعت جهود من طالبوا بالحرية لهن
لأجل مسقبل مشرق فرغم اتساع حلقة الحرية يوما، فعامٌ ،فقرنٌ ،إلا أنها ما زالت ضيقة لديهم لأنها كانت دعوة لحرية مسؤولة،فحولوها لحرية متمردة مدمرة بالتقليد الأعمى لكل ما يخالف طبائعنا، و عاداتنا ، و شريعتنا

و برزت أجيالٍ هشة تتمايل مع أى نسمة تمر
عليها، و تلونت بألوان لا هى غربية، و لا هى شرقية،ففقدت المرأة أهم شئ حاربت لأجله ألا و هو كيانها،وطموحها.

الذى أصبح مجرد غاية لا تغن، و لا تسمن
من جوع ،و تصدعت أركان الأسرة ،و اختلت المعايير،و اختفت الأم الحنون المعطاءة لأم لا ترى غير ما تريد أن تصل له، و كل ما بعده إلى
زوال.
فعادت بحجاب جديد ليس على رأسها ،و يغطى وجهها ،بل حجاب يخفى سفها، و غباء احتل جمجمتها المغسولة بماء المجد الوهمى.

و ظل الرجل كما هو فى كل حالة لم يفقد
شيئا إنما هى التى تفقد، و تفقد تحت منعطف الحرية، و التحرر منقادة بهم لطريق العبودية فى ثوب جديد،بعنوان دى موضى(الموضة )
من أرشيف جارديانا النيل
كتب فى ٤ أغسطس٢٠٢٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى